علي رائد الحق والعدل .. هادم حصون الشر والجهل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
عن جابر عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال لي: يا جابر أيكفي من أنتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت ، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله ، بالبر بالوالدين ، والتعهد بالجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكف الألسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء الناس عشائرهم في الأشياء) .
قال جابر : فقلت يا بن رسول الله ما نعرف اليوم أحد بهذه الصفة .
فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب : أحسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً ، فلو قال بعد ذلك أحب رسول الله ورسول الله خير من علي ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً فاتقوا الله وأعلموا بما عند الله ، ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله تعالى وأكرمهم عليه اتقاهم عليه وأعلمهم بطاعته ، يا جابر ما يتقرب إلى الله تعالى إلا بالطاعة ، ما معنا براءة من النار ولا لله من لأحد من حجة ، من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع)
سلام عليك ايها الشجاع المغوار,سلام عليك ايها العالم الزاهد ,السلام عليك ايها الامام الناصح ,سلام عليك يامن قتلت القاسطين والمارقين المردة ,سلام عليك يامن قتلت الكفر كله فبرزت بايمانك كله ,سلام عليك يامن بفضلك قتلت الزبد الرعاع .فهل ياترى اصحابك الخلص اليوم مثلك في الرجاء؟
السلام عليك ياشمس النهار ,فلولاك لماطلعت شمس الاصيل وبدد الظلام ,سلام عليك ايها العبد المخلص لله المعطاء ذو العطاء
يامن كتبت النهج واسهبت فيه البلاغة فلم يكن سِفرك الا مقدمات استخلصت منها النتائج المحكمة في الحجة والبيان ,
علمتنا سيدي (ياامير المؤمنين )مفهوم العقيدة عندك تحرر وتقرير مصير وكرامة ورفع شأن ,علمتنا ياسيدي ان ما يميز الانسان هو وجود القيم الخلقية والفكرية والثبات على العقيدة ، فهما معنى الحياة وبدونهما لاحياة لبني الانسان ,علمتنا ياسيدي كيف يكون الانسان ،لكن قُتل ادعياؤك وانصارك في هذا الزمان في مجتمع لا يعرف العرفان ورد الجميل مجتمع لايعرف الجزاء هل جزاء الاحسان الا الاحسان !؟.
في ذلك الوقت نظر الامام الى المجتمع نظرة الفاحص المدقق في قضية العدالة والحكم بين الناس ،ونقل ما جاء في القرآن من نص الى واقع ،فقد كتب لولاته يخاطبهم :(يا ولاة امور الناس،فلا يكن حظكم في ولاياتكم مالا تستفيدونه ، ولا غيظاً تشفونه،ولكن أماتة باطل ,وأحياء حق) فالناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق فلا تجوروا عليهم ..فأين ولاة امرنا من علي يا من تدعون أصحابه اليوم،والسجون قد مُلِئت بالمظاليم !؟
كنت نورا يضيء الدرب للسالكين رغم كل الغيوم المدلهمة السوداء التي رافقت حياتك لم تستطع ان تُطفىء شمسك المنيرة ,ايها الوجه المنير وصاحب الاستقامة فهاهم ابناؤك وانصارك الذين انتهجوا دربك وساروا بنهجك ,فالزمن لايخلو من الرجال ولكن ,قلة أولئك الرجال الذين هم على شاكلته،تتنهد بهم الحياة،موزعين على مفارق الاجيال انارتها هديا لمسالك العابرين. ومن بين أولئك الافذاذ،انصار المرجع الصرخي الحسني الذين مثلوا قُيَمُكْ الرسالية فطبقوها في واقعهم الذي خَلي من القيم وضاع في زمن الغدر والاحتيال والزيف اولئك الذي يندر ان يجود الزمان بهم، يبرز وجوههم في هالةٍ من رسالةٍ ،وفي ظلٍ من نبوةٍ فاضتا عليه انسجاما واكتمالا كما أحتواها لوناً واطاراً.
التعليقات (0)