أعجبني هذا المقال, منقول عن الحوار بقلم الكاتب : رياض حسن محرم .
لا يوجد الكثير من الأدبيات التاريخية عن حركة القرامطة، ولعل السبب فى ذلك يرجع لعدة عوامل على رأسها إرتباطها بالمذهب الشيعى الإسماعيلى فى ظل مناخ سنىّ متشدد وانتشار فقهاء السلاطين فى ذلك العصر واهمالهم المتعمد لأفكار القرامطة ومحاولة طمسها مع حملة مكثفة لتشويه هذه الأفكار وإدانتها وعدم الحديث بشكل مفصّل عن تجربتهم العملانية فى الواقع والتى تتناقض بالضرورة مع الأفكار المحافظة ومع المصالح المادية للطبقة المسيطرة كما أن هذه الحركة نشأت في مجتمع اسلامي محافظ يرى في الخلافة الإسلامية المرجعية الدينية والسياسية والتشريعية لذلك فإن اي خروج على هذه الخلافة انما هو خروج على الشرع والعرف والدين والأخلاق، وأكثر ما يتم تداوله عن القرامطة هو خطفهم للحجر الأسود واحتجازه لأكثر من 20 عاما وأيضا لمنعهم الحج الى مكة لحوالى 40 عاما.
القرامطة نسبة للدولة القرمطية وقد قامت إثر ثورة اجتماعية وأخذت طابعا دينيا، يعدها بعض الباحثين من أوائل الثورات الاشتراكية في العالم، ولكن فى الحقيقة فقد واكب حركة القرامطة أو سبقها قليلا حركة أخرى لا تقل أهمية هى "ثورة الزنج" فى نفس المنطقة الجغرافية تقريبا ولها نفس الأسباب والتوجهات وسنفرد لهذه الحركة مقالنا القادم.
ينسب القرامطة الى "حمدان بن الأشعث" الذى كنى بإبن قرمط لأسباب اختلف فيها المؤرخون، يذكر البغدادى انه كنى بهذا الإسم لأنه كان يقرمط فى خطه أو خطوه، وقال البعض لأنه كان قصير القامة، والذى يهمنا ان الرجل ولد فى الأهواز بإيران ثم قدم الى الكوفة وانتمى الى المذهب الشيعى الإسماعيلى قبل أن ينقلب عليه ليؤسس مذهبه الخاص داعيا الى إمام من آل البيت فلقى استحسانا كبيرا لدى قطاعات من الشيعة فى مدن العراق كالبصرة وواسط وكذلك فى البحرين والمنطقة الشرقية من الجزيرة فى الاحساء والقطيف وعمان واليمن وكذلك فى منطقة خراسان بإيران وهى المناطق التى إمتدت اليها دولتهم.
وأهم محطة فى إنتشار وتوطيد أركان الحركة القرمطية هى ظهور زعيمها في البحرين "أبي سعيد الجنَّابي" والذى استطاع أن يبسط نفوذه على البحرين وهجر، وكسب أنصارًا كثيرين، وتحول إقليم البحرين إلى مركز للقرامطة ومعقلاً لنشاطهم، وخرجت منه حملاتهم الحربية لنشر أفكارهم، وانتشروا في الأحساء وحتى اليمن. ثم ساروا إلى بعلبك وسلمية بالشام، ثم الى دمشق ، وبعدها توجهوا إلى مصر ثم المغرب وعُمان، ولم ينجح الخليفة العباسى المعتضد في القضاء على هذه الحركة؛ لأنه لم يُقدّر خطورتها حق قدرها، وصرف جهده إلى قمع ثورات كانت تبدو لديه أكثر خطورة منها.
على أن أهم ما قام به القرامطة هو قصتهم مع الحجر الأسود، يقول العالم إبن خلدون فى تاريخه.. "ثـم سار أبو طاهر القرمطي سنة تسع عشرة إلى مكة، وحج بالناس منصور الديلمي، فلما كان يوم التروية نهب أبو طاهر القرمطي اموال الحجاج وفتك فيهم بالقتل حتى في المسجد والكعبة واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى هجر، وخـرج إليه أبو مخلب أمير مكة في جماعة من الاشراف وسالوا أبو طاهر القرمطي فلم يسعفهم وقاتلوه فقتلهم، وقلع أبو طاهر القرمطي باب البيت واصعد رجلاً يقتلع الميزاب فسقط فمات وطرح القتلى في زمزم ودفن الباقين في المسجد حيث قتلوا ولم يغسلوا ولا صلي عليهم ولا كفنوا، وقسم أبو طاهر القرمطي كسوة البيت على اصحابه ونهب بيوت اهل مكة"..(انتهى الإقتباس).
دامت هذه الحركة قرابة قرن من الزمان، وقد بدأت من جنوبي فارس وانتقلت إلى سواد الكوفة والبصرة وامتدت إلى الأحساء والبحرين واليمن وسيطرت على رقعة واسعة من جنوبي الجزيرة العربية والصحراء الوسطى وعمان وخراسان. وقد دخلوا مكة واستباحوها واحتلوا دمشق ووصلوا إلى حمص والسلمية. وقد مضت جيوشهم إلى مصر وعسكرت في عين شمس قرب القاهرة ثم انحسر سلطانهم وزالت دولتهم وسقطت آخر معاقلهم في الأحساء والبحرين.
يقول القرطبى (لقد استغلّ القرامطة - كغيرهم من الحركات الباطنيّة الهدامة- الظروف المحيطة بهم، خاصّة وأنّ بداية دعوتهم وافقت القضاء على حركة الزنج، ولقد كانت الدولة الإسلاميّة آنذاك في بداية ضعفها وتسلّط العسكر عليها من ناحية، وانتشار الشعوبيّون في أرجائها، وعمّ الجهل في تعاليم الإسلام بين أبنائها، ولقد ركّز القرامطة في دعوتهم على الأراضي الخصبة بنظرهم، كالموالي والعبيد الحاقدين على أسيادهم والأُجراء والمزارعين الناقمين على أصحاب المهن والأراضي، لاعتقادهم بأنّهم لا يعطونهم ما يستحقّونه لقاء كدّهم وتعبهم. ولكي يستقطبونهم ابتدعوا فكرة إشاعة المال والأراضي).
كما أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال فيهم كلاما كثيرا نذكر منه"والمقصود ان اولئك المبتدعة من اهل الكلام، لما فتحوا باب القياس الفاسد في العقليات، والتاويل الفاسد في السمعيات، صار ذلك دهليزًا للزنادقة الملحدين إلى ما هو اعظم من ذلك من السفسطة في العقليات، والقرمطة في السمعيات، وصار كل من زاد في ذلك شيءًا دعاه إلى ما هو شر منه، حتى انتهي الامر بالقرامطة إلى ابطال الشرائع المعلومة كلها، كما قال لهم رئيسهم بالشام: قد اسقطنا عنكم العبادات، فلا صوم ولا صلاة ولا حج ولا زكاة."، كما قال فيهم ابو حامد الغزالى قولا أشنع، وقال فيهم كذلك ابن كثير وابن حنبل وآخرين، لكن الإمام أبى حنيفة النعمان قد قيل عنه رأيا مغايرا يفيد بأن أبا حنيفة كان يفتي بالقتال الى جانب القرامطة وهذه الفتوى تجعلنا نعيد النظر في كل الاتهامات الالحادية التي الحقت بالقرامطة.. فهذا يعني ان تفسيرهم للدين على غلوه لا يبعدهم عن حظيرة الاسلام.
يعتقد الأمام ابو حامد الغزالي ان افكار القرامطة هي تطوير للعقائد الفارسية القديمة فهي خليط من المجوسية والألحادية والزرادشتية ولاشك أن القرامطة أدخلوا على أفكارهم الدينية بعض مفاهيم المازدكية والزرادشتية التطبيقية ولكن تهم الإلحاد والتجديف والزندقة كانت عموما جاهزة لإتهام الخصوم والإجهاز عليهم، ومن ذلك ما نسبه البعض الى شعرائهم، حيث قيل ان احدهم نظم شعرا بعد استيلائهم على الحجر الأسود يقول فيه :-
فلو كان هذا البيت لله ربنا لصب علينا النار من فوقنا صبًا
لأنا حججنا حجة جاهلية محللة لم تبق شرقًا ولا غربًا
وإنا تركنا بين زمزم والصفاجنائز لا تبغي سوى ربها ربًا
كما اتهموا القرامطة بالتحلل وشيوعية النساء واستجابتهم لغرائزهم، ومن ذلك ما نسبه الإمام القرطبى عن تحللهم الجنسى حيث يصف بعض أعيادهم "ففي ( ليلة التشويق والآصباح)، تتقاطر ( اسر) القرامطة من رجال ونساء من كل حدب وصوب الى مكان معين للآحتفال، حتى اذا ما وصل صخب القصف في الرقص والغناء عند السكارى ذروته، اطفأت الانوار وبدأ الرجال يباشرون في تصيد النساء دون تميز" وفى ذلك قصص وروايات كثيرة تذكرنا بحكايات الف ليلة وليلة.
وفى إعتقادى ان هذا كلام يخرج عن نطاق العقل والتفكير السليم وهو فى أغلبه كلام مدسوس عليهم وان المشكلة كانت فى الأساس هو رؤيتهم الإقتصادية
النظام الإقتصادى:
لمعرفة الواقع الإجتماعى الذى كان سائدا فى ظل الخلافة العباسية فقد كان المجتمع ينقسم الى ثلاث طبقات:
1- الطبقة العليا: وتشتمل على الخلفاء والوزراء والقادة والولاة، ومن يلحق بهم من الأمراء وكبار التجار وأصحاب الإقطاع.
2- - الطبقة الوسطى: وتشتمل على رجال الجيش وموظفي الدواوين والتجار والصناع
3- الطبقة الدنيا: وتشمل أغلبية الناس من الزراع وأصحاب الحرف الوضيعة والخدم والرقيق
يقول طه حسين (عندما ظهر القرامطة في الكوفة نشأ عنهم لغط كثير، ففقراء المدينة استجابوا لدعوتهم بينما اغنيائها قاوموهم)
المؤرخ "المقدسي" زار البحرين في زمن حكم القرامطة وتجول في انحاء تلك المنطقة ووجدها عامرة بأهلها وبالاستقرار والطمأنينة والعدل ولم يلحظ وجود فقراء بينهم. وفي مصدر آخر ذكر "ان هذه الجماعة كانوا يتعاونون فيما بينهم كأسرة واحدة واذا اضطر احدهم للاستدانة من الصندوق العام تقدم له القروض الى حين اصلاح حاله، حتى ان الوافدين من الغرباء الفقراء تلقوا المعونة التي تساعدهم حتى يجدوا العمل الذي يمكنهم من تحصيل معاشهم، وكل من يحسن صنعة يتسلم مبلغا من المال لشراء ادوات لصناعته ثم يعيد المبلغ الذي اعطي له حين يتيسر له ذلك. واذا خرب بيت او تعرض لاضرار ولم يكن لصاحبه المال لاعادة بنائه، يرسل الحكام بعض الحرفيين لاصلاحه دون مقابل، وكان الناس يطحنون حنطتهم دون ان يدفعوا اجرة لمالكي الطواحين. وكان مجلس رئاسة الدولة المكون من ستة اعضاء يتخذون قراراته بحسب الاكثرية، وامتازوا بتواضعم ولطفهم، ولكن الراجح أنهم أسسوا لنظام إجتماعى يقوم على مبادئ العدل الإجتماعى وعملوا على قيام نظام حكم جديد لا وجود فيه لفقراء او اغنياء بل الجميع ينعمون بالمساواة والعدالة الاجتماعية الحقيقية وبرنامجهم فى أساسه هو برنامج اشتراكي ولكن من اسباب عدم نجاحهم في تطبيق ذلك البرنامج هو الحرب الضروس التي خاضوها مع دولة الخلافة اضافة الى عدم نجاحهم في تلك الحرب وبالتالي عدم قدرتهم على اقامة الإستقرار الذي يتطلبه تطبيق هذا البرنامج ، لقد طبقوا عمليا برنامجهم لإنشاء دولة تقوم على إلغاء الملكيات الخاصة و تأخذ بالملكيات الجماعية، و تمكنوا من إقامة مجتمع اشتراكي عسكري من طراز لم يعرف له مثيل في السابق و أعطوا للمرأة مكانة عالية مساوية للرجل ونتيجة لهذه المكانة لعبت دورا كبيرا في تأسيس الدولة ويقول الطبري في تأريخه للقرامطة "أن أغلب أتباعها كانوا من الفلاحين والفقراء" ومن مواقفهم ما نسب لأحد شعرائهم:
عجبت من الزمان واي شئ عجيب لا اراه من الزمان
يصادر قوت جرذان عجاف فيجعله لأوغاد سمان.
ويقوم الفكر القرمطى على مجموعة من الأسس هى :
- المساواة بين الرجل والمرأة
- عدم جواز تملك الأراضي وضرورة توزيعها بالمجان والعدل على من يحتاج من الناس .
- محاربة العصبية والقومية .
- التأكيد على مفهوم الإخاء بين كافة الناس بغض النظر عن جنسهم او دينهم.
التنظيم:
يقول الشيخ عبد القاهر الجرجانى عن اسلوب القرامطة فى إجتذاب الأتباع "اعتمدوا في نشر دعوتهم على مراحل وأقسام أسموها التفرّس، والتأنيس، والتشكيك، والتلقين، والربط، والتدليس ويشرح الشيخ بعض هذه المفاهيم بالقول:
التفرّس: أن يعرف الداعي من يدعو وكيف يدعوه، مميّزاً من يطمع في إغوائه ممّن لا يطمع فيه، وقد قالوا في وصاياهم لدعاتهم: لا تضعوا بذرتكم في أرض سبخة.
التأنيس: وهو التفرّس تقريباً، إلاّ أنّه بعد أن يزيّن للصيد مذهبه ويشكّكه فيه لما يسأله عن التأويل.. فإذا سأله المدعو عن علم ذلك أجابه بأنّ علمه عند الإمام..
التشكيك: وهو الوصول بالضحية إلى الاعتقاد بأنّ المراد بالفرائض والظواهر شيئاً آخر غير معناها اللغوي أو الشرعي..و ينهون عليه ترك الفرائض وارتكاب الموبقات.
الربط: والربط عندهم طلب المدعوّ إلى معرفة تأويل أركان الشريعة، فيتأوّلونها به، فإن قبلَها على الوجه الذي دفعوها إليه، وإلا بقي على الشكّ والحيرة فيه.
التدليس: فهو قولهم للضحية الجاهل إن الظواهر عذاب وباطنها فيه الرحمة ويستدلّون بقوله تعالى {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} [الحديد: 13]، وإنّ لكلّ عبادة أو أمر ظاهراً هو كالقشر وباطنه كاللّب، واللبّ خير من القشر.
وهذا كلام مردود عليه يفترض سوء النية فى قائله وعدائه المسبق للقرامطة ووصفه لهم بأنهم طائفة تآمرية ميكافيلية تسعى الى الحيل والخديعة لتجنيد الأنصار ولكن حقيقة الأمر أن اضطهاد الخلافة العباسية للشيعة و ملاحقتهم في كل مكان و خاصة أيام الخليفة المنصور كانت سبباً رئيسياً في هروبهم إلي أطراف الدولة العباسية و ميلهم إلي التطرف ضد كل ما هو عباسي و رغبتهم في تقويض الخلافة العباسية انتقاماً منهم. فظهرت فرق كثيرة شيعية استوطنت و أسست دويلات شيعية بعيداً عن السلطة المركزية في بغداد ، فظهر البويهيون الشيعة في فارس و الفاطميون الشيعة في بلاد المغرب و القرامطة الشيعة في الجزيرة و الصليحيون الشيعة في اليمن، وإزاء اضهاد الشيعة فقد اتخذوا مبدأ " التقية" وهو إظهار عكس ما يبطنون والظهور بمظهر المذنع بينما يخفى الإنكار.
لقد نجحت ثورة القرامطة لأنها خاطبت المستعبدين من الناس الذين تأججت في نفوسهم كل أسباب ودواعي الثورة ضد الظلم ... ولاقت أفكار حمدان بن قرمط قبولاً غير مسبوق حتى أن الذين دخلوا في دعوة القرامطة اتفقوا برضاء تام على أن يكون كل شيء مشاع بينهم ولم يبق لأحد منهم ما يمتلكه إلا سيفه وسلاحه وقد حمل القرامطة رؤية اقتصادية مفادها فكرة التكافل الاجتماعي وكانوا بمفهوم اليوم يملكون أسلوباً لمعالجة الكوارث التي تصيب المواطنين حيث كانت السلطة تعوض الفلاحين وأصحاب الحرف عما يصيبهم من خسائر كما كانت تقوم بإعادة بناء المنازل التي تصاب بالحريق أو الهدم بل أنهم أيضاً قياساً على آليات المساندة الحكومية الآن كان لديهم ما يشبه صناديق الدعم ينفق منه على من لا عمل له واستحدث القرامطة نظاماً ضريبياً يتم من خلاله تمويل المشاريع التي ينشئونها والتى كان لها دوراً في القضاء على الفوارق الطبقية وإقرار العدل الاجتماعي بين المواطنين من خلال الحد من الفقر وفي هذا السياق كان من مظاهر عدالة التوزيع قيام الدولة بتوزيع اللحوم علي المواطنين بخلاف مكونات الغذاء الأخرى ... أيضاً في مجالات التنمية الاقتصادية شيدت الدولة مطاحن حبوب للمواطنين بدون مقابل (يقال أن السبب في ذلك التخفيف عن النساء اللاتي كن يقمن بالطحن ) كما أنهم قاموا بشق قنوات الري للمزارعين وتوسعوا في زراعة النخيل.
وهكذا قامت دولة القرامطة على الإنضباط وعدالة التوزيع، ويصف المقريزي ذلك قائلاً: (أن الشاة اذا ذبحت يتسلم العرفاء اللحم ليفرقوه على من ترسم لهم، ويدفع الرأس والاكارع، والبطن الى العبيد والاماء، ويجز الصوف، والشعر من الغنم ويفرقه على من يغزله، ثم يدفعه الى من ينسجه عبياً وأكسية، وغرائز وجوالقات ويفتل منها حبال، ويسلم الجلد الى الدباغ، ثم الى خرازي القرب والروايا والمزاود، وما كان في الجلود يصلح نعالا وخفافا فأعمل منه ثم يجمع ذلك كله الى خزائن، وكان في الوقت نفسه قد جمع الصبيان في دور وأقام عليها قوما، وأجرى عليهم ما يحتاجون اليه، ووشمهم لئلا يختلطون بغيرهم، ونصب لهم عرفاء، وأخذ يعلمهم ركوب الخيل والطعان، فنشأوا لا يعرفون غير الحرب)
ومهما حاولنا الوقوف مع الرأي المضاد لعقيدة القرامطة إلا أننا نجد أنها (برغم سلبياتها وتجاوزاتها) كانت تلبي مطالب الجماعة وتنمي في الإنسان القدرة على استخدام العقل ورفض التسليم أو النقل المباشر للتعاليم الدينية وترى أن الوصول إلى الإيمان عن طريق العقل لا يعد بدعة ولا خروجا عن الدين ولسنا مع المهللين اليساريين الذين يرون الحركة أنها شيوعية بامتياز ولكن يمكن القول أنها محاولة محمودة لتطبيق العدالة الإجتماعية فى الزمان الخطأ وانها سبقت عصرها بكثير وكان ذلك السر وراء سهولة تصفيتها دمويا.
التعليقات (0)