كلما اشتريت شيئا كائنا من كان الا واشعر بان البائع دلس علي ، مما يدفعني الى التحري والاستعداد مسبقا للدخول الى ساحة السوق متسلحا بصنوف الاسلحة ،ولكن مع ذلك اجد الخصم يملك اسلحة متطورة فتنهي المعركة دائما لصالحه .. فالسوق عندنا مفتوحة على مصراعيها لاتحكمها ضوابط وقوانين سوى استخلاص المكوس ويبقى المواطن تحت رحمة السماسرة الذين يتفننون في الغش والخداع.. وعلى المشتري ان يخرج باقل الخسائر. لذلك تجده يسأل كل من لقيه في الطريق ان يسعر البضاعة التي اشتراها ليطمئن انه لم يكن ضحية لهؤلاء. وهذا الذي فعلته حين اشتريت خروف العيد : في البداية استعنت اضافة لخبرتي المتواضعة باحد الخبراء (سمسار) وتنقلنا في السوق ذات اليمين والشمال متخطيا اعناق الحوالاالتيلطالما اشفقت علىها في أيدي هؤلاء السماسرة الذين يفركون باديهم الخشنة على ظهورها وعنقها ويرفعونها بطريقة بهلوانية مما جعل بعضها من كثرة التقلاب شبه ميت يميل الى الاضطجاع والنوم،فلا يستغربن احدكم اذا وجد ضهرها احمر قانيا بعد السلخ او كسرت احد اضلاعها.. فآخر مايفكر فيه هؤلاء موقف الاسلام من هذا النصب والتغذيب وفي الاشهر الحرم؟ .
بعد صولات وجولات وهز وحط اهتدينا الى طلبنا عند تاجرمازلت اتذكر مشهد قطرات الدم تنزف فوق انفه من اثر ضربة من احد الخراف الثائرة وكانه ينتقم من هذاالمجتمع الذي لم يرحمه حيا وميتا00.حمل السمسار الخروف الى هوندا قريبة ،سلمته مبلغا وانا متاكد انه سياخذ مثله أو اكثر من البائع..فهو مثل المنشار.. لكن الله يعاون الجميع .فقد تكون هذه فرصته التي ينظرها لكي يرفه عن عياله .. لكن ما يؤخد عليهم انهم لايرحمون وانتهازيون الى حد الشفرة ،والدولة تغض الطرف عنهم.
سالت صاحب الهوندا عن رأيه في الخروف والثمن فكان رده سريعا لانه ألف مثل هذه الاسئلة لكنه لم يحدد واكد انه بين ثمن كذا وكذا ربما حرصا منه على مشاعري كما انه غير مستعد لضياع وقته الثمين في سماع مثل هذه السخافات وعليه استغلاله في كسب المزيد خاصة أن العمل وفير.
لم اكتف بذلك بل دأبت على سؤال كل من سلم علي عن ن رأيه وتقدير الثمن فكانت الاجوبة باهتة ولاتفي بالغرض .وحين اقتربت من المنزل هب الى الاطفال من كل حدب ملبين ثغاء الخروف واخذوا يقارنون بينه والذي لديهم ، لم اتمالك نفسي من سؤال بعضم بان خروفي اقرن واملح مما عندهم فانبرى الجميع لرد الاعتبار لخروفه ..تركتهم يتفاخرون وادخلت الخروف اشفاقا بنفسي من رؤية احد لي في سوق الاطفال وخوفا ان تنتهي منابزة خروف احدهم بما لاتحمد عقباه. ولم يسلم من السؤال حتى الزوجة والابناء حول تخمين الثمن وهل هو مناسب وافضل من زميله في السنة الماضية ..
-انظر كم هو ثقيل وعال ؟
لم اتلق اجوبة مقنعة ،فقط الوالدة من حسمت الموقف: المهم اداء سنة العيد مثل الناس..
طلبت مني الزوجة اخذ قسط من الراحة بعدما لاحظت التعب في سحنتي ومنظري المغبرة امارائحة الاغنام التي تغبق بها ملابسي فقد ملات الافاق.. لكن اجبتها اننى انتهيت من الجهاد الاكبر(شراء الكبش) الى الجهاد الاصغر (شراء الملابس والاغراض الاخرى )توجهت الى المتاجر فالفيتها مكتظة بالنساء والرجال...
التعليقات (0)