الكلمة الطيبة في القرآن والتفسيرات المختلفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من روائع القرآن الكريم تنوع أساليبة في إيصال صوت الحق والحقيقة للناس ؛ ولعل القصص والأمثال والشواهد وسيلة من الوسائل التي إستخدمها القرآن في بيان إظهار حقائقه ومعانيه الخفية التي قرّرها ليهتدي بها من هداه الله على فوزه وبغيته في الدنيا والآخرة، وتقوم الحجة على من ضلّ الهدف الذي ترمي إليه من بيانها للحقائق المستترة والمعاني الخفيةالتي لايعرف مكنونها إلا من محض العلم والفهم والتفكير المستنير بهديه المبارك, ولأن الكثير ممن يحمل الغل والحقد في نفسه لايريد إيصال حقيقة آياته للناس أما جهلاً أو تعمداً كون أن أغلبية آياته تحث وتبين جميل وخصال أولو الأمر الذين فرض الله طاعتهم والمتمثلة بالنبي وآله بيته الأطياب ,ومن بين هذه الشواهد تصريح القرآن لسياق المعاني بطروحات لغوية مختلفة تعد من ميزات الذات الإلهية في إعجازه للقرآن ومنها الكلمة الطيبة وتشبيهها بالشجرة الطيبة بقوله (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أصلهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ..وما يجدر الأشارة إليه اختلاف الكثير من المفسرين حول تفسير هذه الآية فمنهم بيّن الكلمة الطيبة بالنخلة ومنهم من وصفها بالمؤمن ومنهم من بينها بالتوحيد كما عبروا بذلك أن الكلمة الطيبة، بالشجرة الطيبة، لأنّ الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع وبهذا الأمر يطرح المرجع الصرخي الحسني الكلمة الطيبة من باب اطروحة أخرى وفكرة أخرى وتحليل آخر لما ذكره غيره وهو قابل للتصديق مثل ما يقبل غيره وكما يذكر المرجع الصرخي أن للمتلقي الحرية والاختيار في القبول أو عدمه دون تكفير وإباحة دم وعِرض ومال )
ومما ذكره المرجع الصرخي جاء ذلك خلال محاضرته السابعة من بحث ( الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم ) 11 صفر 1438هـ - 12_11_2016 مـ
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=462732
هناك عدة معاني إلى الشجرة الطيبة دون تكفير وإباحة دم كما يفعل الدواعش مارقة أخر الزمان :
( ذكروا عدة معاني للشجرة الطيبة منها: النخلة، جوز الهند، كل شجرة تثمر تعطي ثمرًا طيبًا، شجرة في الجنة، قلب المؤمن، المؤمن، كما ذكروا عدة معاني للكلمة الطيبة منها: الكلمة الحسنة، الطاعة والعبادة لله، الشكر والثناء لله، لا إله إلّا الله، القرآن، الإيمان، سنضيف لذلك معاني محتملة أخرى وللمتلقي الحرية والاختيار في القبول أو عدمه دون تكفير وإباحة دم وعِرض ومال. )
كما وأكد المرجع الصرخي أن الشجرة الطيبة هم أهل البيت عليهم السلام لما ورد في تفسير العيّاشي: عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً}، هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيّه (صلىَّ الله عليه وآله وسلم)، ولمن عاداهم هو قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}}.
حيث أن الإمام الصادق عليه السلام سئل عن الشجرة في الآية: فقال (عليه السلام): {{رسول الله (صلىَّ الله عليه وآله وسلم) أصلها، وأمير المؤمنين (عليه السلام) فرعها، والأئمّة ذريّتهما أغصانها، وعلم الأئمّة ثمرتها..
وهذا مما لاشك فيه ولاخلاف عليه فأهل البيت هم منبع العلم والمعرفة وهم كنوزالفكر ومنهل الخير .
ـــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)