ر سقوط مطار "منغ" العسكري بعد طول حصار وبفضل فصائل "المهاجرين" التي انضمت حديثا ٳلى ٳلى المعركة، ومع البدء، ولو بشكل متأخر كثيراً، بمعركة الساحل، بدأ تطور لافت على صعيد الوضع الميداني السوري.
توازن الرعب أصبح أمراً واقعاً، فهاهي بلدات "الطائفة الكريمة" على مرمى حجر من مواقع الثوار الذين بدؤوا ما يسمونه نقل المعركة ٳلى أرض "العدو" وهو مايعني انتقال المواجهة ٳلى مرحلة جديدة وحساسة يصبح فيها من الضروري الفرز بين الاقتتال الطائفي وبين مواجهة نظام الاحتلال اﻷسدي.
ٳن اكتفى الثوار بالعمل العسكري المحض والمحترف عبر مهاجمة المواقع العسكرية وٳسكات مصادر النيران ٳضافة ٳلى السيطرة على المواقع الاستراتيجية ومخازن السلاح، دون مهاجمة القرى المسالمة ودون الانجراف ٳلى ممارسات تشبه أفعال عصابة اﻷسد والتطهير العرقي، فستكون المرحلة المقبلة مرحلة ٳيجابية بالنسبة للثورة السورية تؤكد على أنها ثورة شعب ضد نظام عصابة طائفي ومستبد وضد أذناب هذا النظام. في المرحلة المقبلة من الضروري ان تتحلى فصائل الثوار بضبط النفس وبالتسامح وبالابتعاد عن أي ٳجراء استفزازي.
ٳن تورط الثوار لاسمح الله بمجازر طائفية ولو تحججوا بأن هذه المجازر "لاشيء" مقابل صواريخ النظام ومجازره فهذا سوف يسمح للعالم المنافق بتصنيف كل ماجرى وسيجري في سوريا على أنه "حرب أهلية طائفية...".
المجازر بحق مناصري النظام مرفوضة ٳنسانياً وأخلاقياً بشكل مطلق وستكون نتائجها كارثية على جميع السوريين وخاصة على الثورة السورية. علينا أن لاننسى أن العلويين هم ٳخوة لنا في الوطن ضللتهم العصابة اﻷسدية وأخذتهم رهينة لديها مقابل مصالح ضيقة. الرغبة في الانتقام والرد "بالمثل" ينبغي لها أن لاتعمينا عن حقيقة أن مافعله نظام اﻷسد في سوريا هو، في التقييم اﻷخير، نتاج توافق سياسات دولية كانت موافقة ضمناً على مافعلته العصابة اﻷسدية حتى اليوم.
أي تهديد جدي أو مجازر بحق الطائفة العلوية سوف يستدرج تدخلاً خارجياً، أقله من قبل من استفاد من سياسات اﻷسد. بالمقابل، وحتى لو أبيد ملايين السوريين على يد عصابات اﻷسد، فلن يتدخل أحد.
العالم اللامبالي بمعاناة السوريين سوف يستيقظ فجأة على حقيقة أن هناك مجازر تقع في سوريا "بحق اﻷقليات" وسوف يجتمع مجلس اﻷمن على الفور ليصدر بٳجماع عز نظيره "قراراً ملزما" وفق البند السابع يجيز استخدام القوة "لوقف سفك الدماء في سوريا" كأن مئات الآلاف من ضحايا النظام قبل اليوم لا وجود لهم وكأن "أحداث" سوريا قد بدأت للتو.
قد يقول قائل "وما الفرق، فلا أحد مستعد للتدخل في سوريا...".
الغرب هو من لايريد التدخل لحقن دماء السوريين الذين يبيدهم اﻷسد فالسيد "اوباما" مصاب بعمى اﻷلوان وهو يرى خطوطه الحمراء باللون اﻷخضر ولابد أنه يرى دماء السوريين القانية وكأنها "خضرة" تزين سهول وهضاب الشام. حين ينتفض السيد "اوباما" لكرامته ويلغي لقاءه المزمع مع شبيح موسكو "بوتين" فٳنه لا يتخذ قراره هذا احتجاجاً على وحشية الروس ودعمهم المطلق لجزار دمشق... السيد "اوباما" أرعد وأزبد وغضب غضبة مضرية حين منح الروس حق اللجوء لطوباوي أمريكي شريف فضح النظام البوليسي الذي تقيمه ٳدارة السيد "اوباما" في أمريكا ذاتها.
ٳن كان الغرب عازفاً عن التدخل، فهناك من "يسن أسنانه" استعداداً للانقضاض على الذبيحة السورية...
أي قرار دولي وفق البند السابع لن يجر أي تدخل لصالح الثورة السورية لكنه قد يستدرج تدخلاً سافراً من قبل الشبيح الروسي الذي يحاول الدخول ٳلى الملعب السوري من بوابة قوات الفصل الدولية وهو مستعد للتدخل "بشهامة" لحماية اﻷقليات في الساحل السوري وأسطوله رابض في المتوسط بانتظار "قرار دولي" أو المبرر المناسب لغزو سوريا وعدم تركها لقمة سائغة في فم "الولي الفقيه".
وجود "المهاجرين" من الشيشان خاصة بين فصائل الثوار يمثل "قطعة حلوى" يحلم شبيح موسكو بالتهامها وبنقل حرب اﻹبادة التي بدأتها عصابة بوتين في "غروزني" ٳلى ضفاف المتوسط بعيداً عن موسكو وحواضر القوقاز.
حتى التدخل اﻹيراني في سوريا سيصبح مشروعاً ومبرراً وفق "لا" منطق القانون الدولي الذي يتطابق مع نزوات المنتصرين في حرب انتهت منذ سبعة عقود وتوجت بشريعة غير أخلاقية يمثلها مجلس أمن لا يبالي حتى لو أبيدت سوريا كلها مادام فيتو العصابة الروسية والصين بالمرصاد.
علينا كسوريين أن لاننخدع بلا مبالاة العالم الخارجي فهذه اللامبالاة هي مشاركة فعلية في مجازر اﻷسد منذ حماة وحتى اليوم، ومن غير المستبعد أن يتم "تلزيم" سوريا للروس، كي يكون لهم فيها "عراقهم" الخاص أو "أفغانستان" جديدة على حساب دماء السوريين ومستقبلهم.
لو لم يكن العالم، الحر وغير الحر، شريكاً في ٳجرام اﻷسد وراضياً عن مجازره لما كان "رفعت اﻷسد" يقبع بأمان في اوربا وهو من ذبح أربعين ألفاً من السوريين، في حين يطارد "الانتربول" مجرمي الحرب وجلادي أمريكا الجنوبية من أجل أقل من ذلك بكثير.
آن لنا أن ندرك أن العالم كله، ٳلا القلة النادرة، شريك في مجازر اﻷسد سواء بدعمها أو بالسكوت عنها وأقله باللامبالاة بعذاباتنا.
حين ندرك أن الغالبية الساحقة من "ٳخوتنا" و"أصدقائنا" هم أشبه ب" أخوة" النبي يوسف وأن خلاصنا لن يكون ٳلا بأيدينا وأن علينا ان نتصرف بحكمة وذكاء وأن نكون شديدي الحذر في كل ما نقوم به، وقتها فقط سوف ننتصر.
أحمد الشامي
http://www.beirutobserver.com/2013/08/82264/
Normal 0 21 false false false FR X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
التعليقات (0)