لاشيء في هذا العصر يبعث الحيوية والسعادة ، بل أضحت وسائل الترفيه أدواتا للإزعاج والضجر، فلا تشاهد في التلفاز إلا القتلى والأشلاء والاعتصام هنا وهناك وأصبحت مشاهد الدماء مألوفة تتسابق وسائل الإعلام لنقل أبشعها إضافة إلى صراخ المذيعين و احتدام النقاش بين المحللين و(منهم مرتزقة) من مؤيد ومعارض يحرضون على زرع الفتنة بين العوام. وليست الانترنيت بأفضل من ذلك فالمواقع متشابهة و تتسابق لنقل الأخبار والمشاهد الشاذة المزعجة وأحيانا تجد نفسك ضحية لبعض المواقع لا تسمن ولا تغني من جوع وان كانت هناك استثناءات لكن قلة من يعرفها. لذلك آليت على نفسي ألا افتح التلفاز إلا بعد تناول الوجبات ومرور وقت لا باس به حتى اضمن هضمها فبقاءها في مكانها. كما كرهت الكثير من الوجوه التي تقحم علينا بيوتنا صباح مساء من مسؤولين وفنانين الكثير منهم فاقد للصفة و المصداقية كما أصبحت بعض المسرحيات مشمئزة ومتطفلة
وما أشفق عليه كثيرا هو هؤلاء الأطفال المبهورين بوسائل الإعلام وتأثيره السلبي على سلوكهم ومستقبلهم ، وسيجني المجتمع آجلا أم عاجلا حصادا غير مسبوق فإذا كان الآباء لم يعرفوا هذه الوسائل إلا مؤخرا ومع ذلك لم يسلموا من ردود سلبية فكيف بالأبناء وقد سقطوا في اتلونها..
البديل بالنسبة لي يتمثل في سماع الأغاني القديمة و التراثية ولدول مختلفة أو قراءة لبعض الكتاب حول مواضيع ثقافية..وحين أمل من ذلك ألجا إلى الكاميرا الخفية الغربية ،أما العربية فمزيد من ارتفاع الضغط والاشمئزاز ثم الحسرة على ضياع الوقت..
التعليقات (0)