فاجئني بسلام صارخ حتى قفزت من مكاني – و أنا أحتسي قهوتي كما أعتدت أنا و أصدقائي في مقهى
" التراس الكبير "– كان قصير القامة سمينا, وجهه مألوف لدي لأنني كنت أصادفه دائما و على مدار 3 سنوات في أي عرض مسرحي أو مهرجان كنت أتواجد فيه. لم يسلم علي مرة, و لم يقترب مني حتى.
بطبيعتي لا أحكم على الناس جهارا كي لا أظلمهم أو بالأحرى أظلم نفسي, لكني و بنقدي الساخر كنت أراه "إبليسا", لا أعرف لماذا؟..
سلم علي بحرارة غريبة و بادر بسؤالي عن صحتي و عائلتي و أعمالي الفنية.....إلخ, وابل من الأسئلة و كأنه يعرفني حق المعرفة. لم أكن منتبها لأسئلته بقدر ما كنت أحذق في تقاسيم وجهه و هو متعجب و مستغرب و ضاحك, و حين لاحظ بأن ما هو عليه غير مستصاغ, ودعني و جلس على كرسي في الجهة المقابلة.
تابعنا الحديث أنا و أصدقائي إلى أن حان وقت الذهاب, و حال قيامنا وجدته أمامي ماسكا يدي ساحبا إياي على إنفراد ليطلب مني 5 دراهم, حينها عرفت أنه إبليس.
أجبته بدون تفكير: عندي 5 دراهم, لكني سأركب بها للذهاب إلى حال سبيلي, فقد دفع زميلي ثمن القهوة بدلا عني.
تسمر في مكانه صامتا و أنسحب دون توديعي, لكنه لم يستسلم, فقد أتجه صوب ضحية أخرى و بنفس الحماس مخاطبا إياه: أهلااااااااااااااااااااااا , بطولها و امتدادها, عندها تذكرت إحدى قصائد أحمد مطر " ورثة إبليس " حين قال:
وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا, أنتم ستلعبونه"
التعليقات (0)