وجود الإمام الحي وعد صادق غير مكذوب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل من مقومات الإسلام البارزة هو أنه دين العلم والبرهان، ولذلك زين بالأدلة العلمية الصارمة والحجج القاطعة التى تدحض جميع الأديان المنحرفة والفلسفات الكاذبة فى ميدان الحجة والبرهان والاستدلال، كما قال تعالى: (قل فلله الحجة البالغة )
( هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) (37)...وهذه الغلبة والاستيلاء مطلوبة فى كل من مجال العلم والبرهان ومجال العسكر والسياسة، مجال العقيدة كما صرح به المفسرون.
فإن هذا وعد من الله تعالى وبشرى عظيمة تحث المسلمين جميعا على أن يستعدوا له ويجاهدوا فى سبيل الله تعالى بكل حماسة وحرارة لغلبة الدين الإلهى على الأديان كلها بالحجة والبرهان .وعليه، فإن الجهاد العلمى هو الملائم فى هذا الزمان نظرا إلى أحوال المسلمين السياسية. والنظرة العقدية البعيدة عن مصداق الاسلام الحقيقي الذي وعد به الاسلام وجوديا كما في خاصية وجود الامام المهدي ,وعليه فلابد أن يكون الجهاد مستمرا ومتواصلا لتكون طرق الاستدلال قائمة بكل روعة وجلال. وبهذا الجهاد نستطيع أن نوسع نطاق الإسلام بغير أهراق الدماء.
قد وردت أحاديث كثيرة عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، احتجّ بها علماء الطرفين في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة رُوي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال «ما زالت الأرض إلاّ ولله فيها حُجّة يُعرِّف الحلالَ والحرام، ويدعو الناس إلى سبيل الله» وسئل الإمام الرضا عليه السّلام: هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ قال: لا...
كما آمن النصارى بعودةِ عيسى عليه السّلام وجاءت بذلك البشارة في أناجيلهم(29)، فوافقوا بذلك العقيدةَ الإسلاميّة في عودة عيسى عليه السّلام، الذي أخبر رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في أحاديث كثيرة عن عودته، وأنّه سيقتدي في صلاته بالإمام المهدي عليه السّلام، ويُعينه على أداء مهمّته العظمى في نشر العدل في أرجاء البسيطة..ولكن لماذا هذا الخلط والاختلاف فاذا كان عودة المسيح قائمة فلما يحاول انكار وجود الامام الحي المتمثل بالمهدي عليه السلام كما يعتقد به الشيعة الامامية ؟! لما يصح وجود السيد المسيح ويصدق وجوده وعودته ويكون الانتقاد على وجود الامام الحي (المهدي الموعود) ويكون الكلام عنه من قبل المنكرين بالاستهزاء والتسفيه ؟! والقران والسنة اشارت بوجوده حتى لو بقي يوم واحد فسيكون له اثرا ودورا وهذا ما اراد المرجع الصرخي الحسني بيانه بدليله وفكره العلمي بادلة قرانية واحاديث روائية عن كتب الصحيحين وغيرهما ليكون شوكة بوجه كل من ينكر وجوده وعليه فقد استطرد الصرخي ببحثة والمحاضرة الرابعة من بحث " الدولة المارقة.في عصر_الظهور ...منذ عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)وضمن سلسلة_محاضرات تحليل موضوعي في العقائد
و التاريخ_الإسلامي قائلا (لا بدّ من وجود الإمام الحي في كلِّ عصرٍ ومكان
تحتاج إلى إمام زمانٍ ليكون حجةً عليك...أقول : التفت إلى هذه النكتة، لماذا بقي ويبقى عيسى عليه السلام ؟ هذا قانون إلهي وبسببه ومن أجله غاب، ولم يُقتل ، وشُبّه ، ورُفع عيسى ، فما هو القانون؟ القانون الإلهي يقول: "وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ"، إذًا تحتاج إلى إمام زمان يكون حجّة عليك وهو حيٌ موجود حتى لو كان غائبًا، مسردبًا، في الغار، حتى لو رُفع أو كان تحت الأرض، تحتاج إلى إمام حي، تُبايعه وتواليه ، توالي عيسى، وتؤمن به قبل موته، قبل موت عيسى، قبل موت المهدي، يكون حجّة عليك فيكون عيسى في يوم القيامة شهيدًا عليك، ويكون الإمام المهدي شهيدًا عليك، هذا قانون إلهي، هذا وعد صادق أن يبقى الإمام حيًّا، لا بدّ من وجود الإمام الحيّ في كل عصر، في كل زمان، في كل مكان، في كل أوان، حتى يتحقّق هذا القانون الإلهي ما هو الفرق؟ القانون الإلهي واحد ينطبق على اليهود وعلى المسيح وعلى المسلمين، "وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا" إذًا الشهادة يوم القيامة ما هو شرطها؟ أن يحصل الإيمان بالشاهد والشهيد في حياته، تؤمن بالإمام في حياته، تؤمن بالنبي في حياته، فيشهد لك يوم القيامة )
ــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)