لكم تساءلت كثيرا عن مصدر هذه الدماء التي تصطبغ بها شاشة القنوات الفضائيات صباح مساء تارة من بقايا تفجير سوق مكتظ بالناس و وتلطيخ أرضيته و ملابس المسعفين بالدماء وتارة منظر مفزع لأشلاء هذا المعتوه الذي يفجر نفسه في مكان عمومي ، وختاما بمنظر القذافي وهو مضرج بدمائه في مشهد احتفالي نال فيه جميع المحيطين به نصيبا من الدماء في أبهى صورة للتضحية والفداء وبهذا العمل البطولي يجب أن تسقط عن هؤلاء أضحية عيد هذا العام بل لسنوات وسيشمل هذا الحكم كل المتشددين الذين لا يتقنون سوى لغة الدماء،
لكن المخيف ان تعتبر لذى هؤلاء سنة حسنة في كل عام او بعد أربع سنوات
فيالها من تضحية وفي الشهر الحرام. ثم ما رأي هؤلاء المحتفلين عن اثر ذلك على الأطفال الذين شاهدوا هذه المناظر الدامية خاصة أن لهذا الشخص قبل أن ينكل به تأثيرا على مخيلتهم جعلت أكثرهم يقلده في كل مرة يظهر على التلفاز بترديد لازمة ( زنكة زنكة) والتلويح بقبضتهم الصغيرة في الهواء( ثورة ثورة ) هل يستطيع هؤلاء إقناع الأطفال بما قدمته يداهم.
لن يجادلكم احد في جرائم القدافي وبحر الدماء التي أراقها خلال أربعة عقود لكن الم تتذكروا الآية الكريمة ( ولا تزروا وازرة وزر أخرى.)؟
أليس حبنا وولعنا بمنظر الدماء ربما يعود إلى إساءة فهمنا سنة إبراهيم عليه السلام وطريقة أدائها والتي تتم غالبا في حضور الأبناء . لماذا لا نتأسى ببعض الدول المتقدمة التي تمنع الذبح في المنازل اتقاء لما يترتب عنها -بعيدا عن المراقبة البيطرية- من مضاعفات نفسية وأوساخ وأمراض قد لا تحمد عقباها، فتخصص لذلك أماكن مجهزة ومراقبة فإذا كان الأولون معذورين في إتباع الطريقة التقليدية لان ذلك هو المتاح والمناسب باعتبار منازلهم واسعة والمحيط شاسع فما عذر المحدثين واغلبهم يسكنون في شقق بعمارات لم تهيأ لمثل هذه المناسبة . لما نصر رغم التطور الحاصل في جميع الميادين على تبني شعار( إنا وجدنا آباءنا على امة وانأ على آثارهم مقتدون)
التعليقات (0)