v
يذكر عن علماء القسطنطينية أنهم كانوا يتناقشون في أيهما وجد أولاً، البيضة أو الدجاجة، حين كانت قوات السلطان الفاتح "محمد الثاني" تحاصر مدينتهم! تذكرت هذا المثال عن النقاش البيزنطي وأنا أتابع تصريحات قادة القطعات في حمص وانتقادهم للعميد "سليم ادريس" الذي لم يمدهم بالسلاح النوعي الموعود.
هل شرط الولاء لهيئة أركان الجيش الحر هو اﻹمداد بالسلاح ؟ أصلاً من أين يأتي هذا السلاح وماهي شروط تسليمه؟ ولماذا يتوجه السلاح ٳلى العميد "ادريس" وجيشه الحر وليس ٳلى غيره؟ هل هناك وجود أساساً للجيش الحر؟
هناك طريقة في التفكير "من فوق" تفترض أن هناك "جنرالاً" ملهماً وفائق القدرة والٳمكانات، يرسل السلاح واﻷوامر ويسهر على تنفيذها ويتحقق من مسؤولية ضباطه وجنوده و"يضبطهم".
هذا صحيح في الجيش اﻷمريكي والجيوش النظامية الملتزمة. في الحالة السورية هذا اﻷمر ينطبق على "الحرس الثوري" و"حزب نصر الله" وماعاد ينطبق على الجيش اﻷسدي الذي تحول ٳلى ميليشيا في خدمة السيد اﻹيراني.
مثل أي جيش، يحتاج الجيش الحر، قبل السلاح، ٳلى أمرين، النظام والطاعة فقوة الجيش في نظامه وكفاءته هي في طاعة المرؤوس لرئيسه.
الجنرال يصبح جنرالاً حين يطيعه مرؤوسوه ويعترضون فقط بعد التنفيذ. هيئة اﻷركان مهمتها التخطيط وٳبداء الرأي ثم، حين يتخذ القائد القرار، يطيعه الجميع ، حتى أولئك الذين كان لهم رأي مغاير. أما حين يفشل قائد الجيش، فيتم استبداله بمن هو أكثر كفاءة.
من لا يطيع العميد "ادريس" وهيئة اﻷركان ولايلتزم بأوامرهم حرفياً لاحق له في السلاح وهو يضر بالثورة حتى لو ساندها.
لا أحد سيسلم سلاحاً لجنرال لا "يمون" على مرؤوسيه ولا يستطيع ٳرسال رجاله للموت في سبيل طاعة أوامره.
حين تطيع قطعات واسعة من الجيش الحر وتنضم تنظيمياً لهيئة اﻷركان فسيكون هناك من هو مستعد للرهان على "حصان الجيش الحر".
العميد "ادريس" من جهته مطالب بضم كل الكفاءات العسكرية لهيئته وأولها العقيد "اﻷسعد" والعميد "الشيخ". ٳن لم يستطع العميد "ادريس" ٳقناع رفاقه بكفاءته فلن يقنع لا مرؤوسيه ولا من يزوده بالسلاح.
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
عنب بلدي – العدد 74 – الأحد 21-7- 2013
http://enab-baladi.com/archives/9705
التعليقات (0)