كيف أكون مُسلما؟ بعضهم سيسخر من السؤال، وبعضهم لن يعبأ، وبعضهم سيقول: إن كنت تشكّ بأنك مُسلم، فلك أن تتساءل كيف تكون مُسلما؟.. واقع الحال، أن أغلب المُسلمين يشتركون في نقاط مهمة هي:
يشهدون ألاّ إله إلا الله محمد رسول الله
يصومون رمضان
إذا ذُكر محمد سيقولون: صلّى الله عليه وسلّم
إذا سئلوا كيف الحال سيقولون: الحمد لله
يستغفرون الله إذا شُدّت أعصابهم
في حالات التعجّب يقولون: سبحان الله
في حالات الضيق يذكرون الله بالدعاء والرجاء
وماذا عن الصلاة والزكاة وقراءة القرآن والصدقة والصدق والتآخي والرحمة والمحبة والإتقان والإحسان.. وباقي الفضائل الإسلامية؟.
بصراحة، بالنسبة للصلاة والزكاة فهي حسب المزاج.. وباقي الفضائل إن توافرت في البعض فهي ليست من باب الإسلام ولكنها من باب التربية الأسرية والتكوين المجتمعي.. وإذن، هل يكفي النقاط التي ذكرتُ أن أغلب المُسلمين يشتركون فيها، لأكون مُسلما؟ لا أستطيع الإجابة لأنني لستُ من أهل الفتوى، ولا ضليعا في المناقشات التي تصنّف المسلم إلى: عاصي ومعتدل ومتطرف و.. فسؤالي بسيط جدا: كيف أكون مُسلما؟ لأن اعتقادي بين خيارين: إما أن أكون مُسلما حقيقيا ومُكتملا (شكلا وموضوعا) وإما أنني لستُ مُسلما.
وما معنى ألاّ أستجيب لأوامر الله ونواهيه؟ هل هو إنكار لجهنّم؟ أم هو عدم خوف من الله؟ أم هو طمع أن الله غفور رحيم؟.. ما أفهمه، أنني وأنا أعصي الله ففي ذلك التوقيت "الله غائب" فيّ وعنّي، وأنا أمتلك ضمانا بأنني لن أموت لحظة العصيان؟.
وما معنى ألاّ تغريني الجنّة؟ هل أنا في غنى عن الجنة وما هو متوّفر لي على الأرض خير مما عند الله؟.. ما أفهمه، أن اختياري لـ"حرام" الأرض هو إنكار لنعيم الله في حلاله.
طيب، سأنصرف عن هذا الكلام الذي يسيصدع رؤوسكم، وأتحوّل إلى وجهة أخرى.. هل أنا الإسلام؟ طبعا لا.. الجواب صحيح بين من أشترك معهم في اللغة والمعتقد ويعرفون الإسلام، ولكن الآخر الذي أختلف معه في اللغة والمعتقد سيقول أنني أنا الإسلام فأنا نموذجه في الفكر والسلوك وممارسة الحياة.. وإذن حكم الآخر على الإسلام سيكون انطلاقا من حكمه على النموذج.. ولأن نموذجي يُوجد منه أكثر من مليار على الأرض، وأكثر النماذج "كمالا" هو النموذج العربي المُسلم، فالآخر سيحكم على سياحاته في الوطن العربي وما يتلقفه من أخبار عبر وسائل الإعلام.. وإذن، ذاك الأنا هو الإسلام في عيون وخيال وفكر الآخر. بمعنى آخر أنا لم اعجز على أن أكون مُسلما فحسب، بل أسهم في تشويه الإسلام وتقديم النموذج الأكثر سوءا للإنسان فوق الأرض.
هل تعرفون من هو ذاك الأنا؟ هو المُسلم بموجب النقاط التي ذكرتها أعلاه، مع إضافة صغيرة أنه يخمر ويزني وينافق ويكذب ويتملّق و..و.. والأكثر من هذا أنه لا يجيب نداء الله الذي يناديه خمس مرات في اليوم، ويُهرول إذا ناداه من فيه مصلحة أو رب عمل أو.. أو..
ذاك الأنا الذي هو مُسلم ونموذج للمسلم ويوحّد الله، له أرباب في الأرض ورب في السّماء.. نعم، ذاك الأنا يُمارس الحياة انطلاقا من لاوعي يجعل الله في السماء فقط ويجعل للأرض ربوبا يخشاها ويترجّاها ويخافها..
مدونتي: نقطة فاصلة
http://yacebook.blogspot.com
التعليقات (0)