في فيديو نشره السيد "مالك آغا" وقام بتوزيعه الأخ "محي الدين اللاذقاني" نرى زواراً شيعة يقومون بالهزء من ضريح الصحابي "معاوية بن أبي سفيان" في دمشق وشتم صاحب القبر واﻷمويين والصحابة وبناتهم.
http://www.youtube.com/watch?v=5KVn1OKJESc&feature=youtu.be
بعد تدمير ضريح "خالد بن الوليد" في حمص هاهو ضريح مؤسس السلالة اﻷموية يتعرض للٳهانة ولسخرية سادة دمشق الجدد القادمين من "طهران" بعدما استقدمهم الرئيس الوريث لتكريس أركان حكمه الدموي.
هناك شيء مقذع حين يتم التعرض لمقدسات الآخرين وحرماتهم. حين يتصرف الغزاة بعد 1400 عام وكأن الزمن توقف وكأن اﻹنسانية لازالت تراوح في المكان فهذا يدل على أنهم هم من يراوحون مكانهم.
حين يقوم البعض بتدمير أضرحة ومقامات دينية فهم "تكفيريون" أياً تكن ديانتهم. التكفيري هو من يلغي الآخر لمجرد أنه "آخر" مختلف، له تاريخه الخاص وصيرورته التي يجب أن تحترم.
بدأ سقوط "طالبان" وانحدار مستواهم اﻷخلاقي ٳلى الحضيض مع تدمير أوابد "باميان". انتهى بهم اﻷمر ٳلى كشف حقيقة كونهم عصابة لا أكثر ولا أقل، تدمير برجي نيويورك بدأ في "باميان" قبل أن يتم التخطيط له في "تورابورا".
في مرحلة صعود النازية، كلف "هتلر" أحد معاونيه "هملر" بدراسة الديانات القديمة و"خلق" ديانة جديدة تكون دعامة للرايخ الثالث وتحل محل الديانات جميعاً. في الحقيقة، كان عداء "هتلر" لليهودية دينياً قبل كل شيء وذات العداء كانت تضمره النازية للمسلمين. بلغة اليوم، فالنازيون "تكفيريون" ديانتهم وحدهم هي الصحيحة والآخرون هم من المارقين.
ٳلغاء الآخر وحذفه من التاريخ والوجود كانا مضمرين في الجملة المنسوبة للجنرال "غورو" حين زار قبر "صلاح الدين اﻷيوبي" في دمشق فاتحاً وهو يقول "ها قد عدنا ياصلاح الدين...". البعض يقول أنه ركل القبر بقدمه وآخرون يقولون أنه دخل شاهراً سيفه. عنجهية "غورو" وغروره بجيشه الذي انتصر على بضعة عشرات من السوريين اﻷبطال في ميسلون أعمت بصيرته وبصيرة فرنسا.
ذات الجيش الفرنسي "المغوار" انهار في ساعات أمام جحافل "البانتزر" عام 1940 وفي صباح الثامن والعشرين من حزيران 1940 زار "هتلر" باريس مزهواً بنصره ولسان حاله يقول "ها قد عدنا يا كليمنصو...". كلنا يعرف نهاية القصة.
بدأ سقوط العرب اﻷخلاقي والحضاري حين اعتقد بعض العرب أن الجواب اﻷمثل للمسألة اليهودية في فلسطين في الثلاثينات كان عبر نجاح "الحل النهائي" النازي، عبر ٳلغاء الآخر اليهودي وحذفه هو وقيمه وتاريخه من الوجود. في بغداد عام 1941 تم تطبيق هذا اﻷسلوب في "الفرهود" وهو الهولوكوست المنسي حيث تم قتل مئات اليهود وتدمير بيوتهم ومعابدهم واستباحة أعراضهم. كل هذا أدى في النهاية ٳلى تسريع هجرة اليهود العرب ٳلى فلسطين وتقوية فرص ٳسرائيل في البقاء. نعرف جميعاً مالذي جرى بعد ذلك.
اﻹنسانية تقدمت وازدهرت حين اعترفت بالاختلاف والدول التي تحترم الآخر وحقوق اﻹنسان هي اﻷكثر تقدماً ومن يريد أن يلغي الآخر فٳنه ٳنما يلغي تاريخه هو بالذات وفرصه في التقدم والارتقاء.
كل من يلغي الآخر ولايحترم ٳنسانيته هو "تكفيري" سواء كان سنياً سلفياً أو من أتباع الولي الفقيه. السوريون ثاروا ﻷن اﻷسد وعصابته قاموا بمصادرة ٳنسانيتهم وحقهم في الحياة بكرامة وليس لكي "ينصروا" اﻷمويين من أتباع "معاوية" على أصحاب "علي" كرم الله وجهه.
تصحيح التاريخ لايتأتى عن طريق ٳهانة القبور ولا استباحة اﻷوابد بل عن طريق النظر ٳليه على أنه مجموعة من الأحداث واﻷفعال البشرية، منها من أصاب ومنها من أخطأ والمعيار الفصل هو في خير البشرية وتقدمها، لا في "النكاية" والانتقام.
الويل لمن لا يتعلم من التاريخ، فٳنه محكوم بترداد سقطاته.
أحمد الشامي فرنساahmadshami29@yahoo.com http://elaphblogs.com/shamblog.html
http://www.beirutobserver.com/2013/08/81832/
التعليقات (0)