كل امرئ من دهره عادة يفضلها على غيرها ويصنفها من أولى أولياته وتحظى عنده بالاهتمام الأوفى
و الذي أفضله هو النوم فادا حضر تكون الأسبقية له فأطفئ التلفاز وإذا كنت في مناقشة مع صديق عبر الانترنيت اعتذر له و احكم الوسادة تحت راسي واغمس إطرافي في اللحاف ثم اطفي الأنوار مرحبا بالضيف العزيز
وفي أحيان يجافيني فأتوسل إليه بشتى الطرق عله يعطف علي بسنة وإذا كثر إلحاحي وتمادي في الجحود فلا يسعفني إلا علبة المنوم فينقاد إلي صاغرا ذليلا
كثيرا ما حسدت بعض الناس الذين أصبح النوم في متناولهم في كل وقت وحين وبقد حسدي لهؤلاء بقدر ما تعجبت من آخرين الذين يظلون ساهرين طول الليل وفي الصباح ينتقلون إلى عملهم بشكل عادي دون أي تأثير على سلوكهم
واغرب ما سمعت إن هناك قلة لاينا مون لأيام حكي لي صديق إن احد هؤلاء جاء بسيارة من فرنسا ولم ينم طوال الوقت علمت بعدها أنهم يشكلون نسبة قليلة
ولوقدر لي آن ابقي طول الليل ساهرا فلا يكن أن اعمل بشكل عادي في اليوم الثالي يمكن أن أكون صاحيا ولكن تفلت مني كلمات وفي أحيان يهيأ لي إنني سأسقط ولا ينقدني إلا الاستلقاء في أي مكان تتوفر فيه ادني شروط النوم ولو على حصير خشن..
مااجمل الحياة في البادية قديما فبعد غروب الشمس يلج الناس منازل ويبقى الكبار في المسجد لحين صلاة العشاء ليعودون إلى منازلهم وقد وجدوا أبناءهم يتخلقون حول المائدة فيتعشى الجميع ويستسلموا للنوم العميق حتى الصباح الباكير حيث فيقبل الجميع على العمل بحماس و بنشا ط و ذا إلى الحقل أوذي لرعي الماشية هؤلاء الىالمدرسة أو السوق .أما اليوم فقد انتقلت لعنة الحضارة إلى البادية فاضحي الجميع يتسمرون إمام التلفاز حتى منتصف الليل فينعمون بنوم متقطع تتخلله الكوابيس بتأثير مشاهداتهم وفي الصباح يكون الايستيقاط متأخرا والدماغ غير مرتاح فيقل الاستيعابه والتركيزه فينعكس ذلك سلبا على مستقبلهم ألفلاحي والدراسي
وفي المدينة تجدهم يتكدسون في المقهى وخارجها لدرجة لايجد المارة مكانا للسير يستهلكون ببطء فناجين الشاي والقهوة ويستهلكون الحديث المعاد ثم يعودون إلى المنزل ليكملوا السهرة بمشاهدة التلفاز اوشرب الممنوع وفي الصباح يتجه بعضهم إلى عمله نصف صاح ليكرر نفس اللازمة في المساء لذا كثرث المقاهي و قلت المبادرة و الإبداع عندنا بينما في الدول الغربية والعهدة على صديق انهم لا يترددون على المقاهي القليلة إلا يوم السبت أو في الأعياد وخلال الأسبوع ينهمكون في العمل لدرجة قد لا يرى الأب أبناءه وربما زوجه إلا لماما قوم يقدون النظام والعمل فدانت لهم الحضارة وآخرون يستهترون بكل شئ فأعرضت عنهم الحياة
والذي أخافه أن يكون مصيري مثل بعض المرضى الذين بلغوا من الكبر عثيا ذهبت الصحة والعقل وكثرت أعباؤهم فلا يجد ذووهم إلا المنوم يخلصهم من مضايقاتهم لحين ذهاب الروح عند باريها
حقا إن الإنسان ضعيف وما الحيات إلا اضغات أحلام رغم ضجيج وصخب النهار وتكفي نظرة واحدة إلى أمس لترتد إليك خاسئة وهي حسيرة
التعليقات (0)