ميزانية نصف كوم

  بعض المواضيع والقصص تعلق بالذاكرة رغم مرور عقود من الزمن ففي الإبتدائي لازلت اتذكر قصة قراناها  تحت عنوان (سروال علي) ملخصها أن عليا اشترى سروالا جديدا ليحتفل به في العيد ،إلا انه كان طويلا فطلب من أمه أن تنقصه، لكنها اعتذرت لكثرة اشغالها في مثل هذه المناسبة، و التجأ إلى أخته فتذرعت بألم في رأسها ثم ذهب عند عمته فاعتذرت..

نام علي بعد أن ترك سرواله جانبا .وقبل أن تنام أمه تذكرت طلب ابنها وعز عليها ألا يستمتع ببهجة العيد، فقصت جانبا من السروال وخاطته كما طلب ،وكذلك فعلت أخته وعمته .وفي الصباح فوجئ علي   بسرواله الذي بالكاد يصل إلى ركبتيه فضاعت عليه فرحة العيد  ...

وهكذا حال ميزانية الدول العربية التي تخصص كما تدعي  من ميزانيتها قدرا لا باس به للمواطن هذا القدر تتناوله مقصات عديدة في  طريق وصوله إلى الهدف ،لينتهي إلى حرقة لاتسمن ولا تغني من جوع كما لا تدفع قيظ الحر ولا برد الشتاء ،بل بالعكس تتحول إلى نوع من التعذيب تماما مثل الأسطورة التي تحكي عن الإله الذي يعذب الناس بوضعهم على حصير بطول معين ،فيقطع ما زاد عنه ويمد الناقص عنه فيكون العذاب شديدا في كلتا الحالتين ...