مواضيع اليوم

موقف صعب ومؤثر

خواطر مراهقة

2009-11-25 20:18:07

0

  أصعب موقف تعرضت له هذا اليوم واثر في نفسي كثيرا وهو  أنني خرجت  في الصباح لشراء بعض الخضر مستلزمات الغذاء والعشاء ليومين  ركبت الدراجة وفي الشارع لاحظت تحلق  النسوة حول  عربة    استنتجت من كثرتهن   أن أثمان صاحبها منخفضة .بمشقة أخذت مكاني بينهن  وصارت يدي تتنافس مع أيديهن في التقاط أجود الخضر  ملأت ثلاثة أكياس بلاستيكية وأنا لا أعبا بتعليقات بعضهن  حول السباق . علقت الأكياس في يدي وبالأخرى أسوق دراجتي و أنا مترجل . بعد خطوتين لاحظت سيارة مرسديس تقف على بعد أمتار لترجع إلى الوراء  وتقف بجانبي عرض علي صاحبها الجار أن يحمل الأكياس  واتبعه بالدراجة  اعتذرت في البداية لكنني وافقت أخيرا, فلا شك أن منظري اثر في نفسه  و أراد بدافع الشفقة أو.. أن يقدم خدمة لهذا الجار المسكين الذي يشاهده كل صباح يتوجه إلى عمله ولا يعود منه إلا قبل غروب الشمس بثلاث ساعات  بينما هو يستمتع بتقاعده من أوربا  يتوصل كل شهر بمبلغ يفوق  مرات ما احصل عليه   إضافة إلى المبالغ التي يجنيها من إيجار العقارات . سلمني الجار أكياسي البسيطة شكرته  وتمنيت له المزيد لان الحسد ليس من شيمي . ولجت المنزل وحكيت القصة  بحنق للزوجة التي تسلمت الأكياس ودخلت المطبخ لان همها تحضير الغذاء قبل رجوع الأبناء من المدرسة فالظرف  لا يسمح  لأي جدال خاصة إذا كان عقيما وتركتني اردد  أسئلة طالما سمعتها مني في مثل هذه المناسبات :

- لماذا لم اذهب أنا أيضا إلى الخارج رغم الفرص السانحة منذ 20 سنة ؟

- لماذا عضضت بنواجدي على الوظيفة الحكومية ظنا   أنها المخلص   من أزمات الحياة والضامن لمستقبل أفضل ؟

- لماذا سخرت من بعد أصدقائي الذين عرضوا علي الهجرة معهم إلى الخارج    مرددا عصفورة واحد ة في اليد خير من 10 فوق الشجرة  ؟

- ما ذنب هؤلاء الأبناء الذين أقحمناهم في حياتنا يقاسون معنا ولا نملك سوى تأنيبهم إذا أزعجونا بطلباتهم  وفي أحيان نطلب منهم الصبر وحين يحتجون نرد عليهم أننا  أيضا تم إقحامنا ممن سبقونا ؟

كم أنا مغفل حين لم اعمل بنصيحة المعري الذي لم يتزوج ولم يجن  على الأبناء

- لماذا لدي  دائما موعد مع الحفر في طريقي فلا اصعد من واحدة إلا لأسقط في أخرى أكثر عمقا بينما طريق الآخرين معبدة نحو تحقيق حياة أفضل؟

- أين هذا من العدل ؟

ما الهدف من وجودي في هذه الحياة إذا كانت ستتفنن في إغراقي بأشكال وأنواع العذاب ؟

لم  تتمالك الزوجة نفسها وخرجت من المطبخ وهي تحمل سكينا في يدها  قائلة :

- احمد الله لأنك لا تشكوا من أي مرض  وكثير ممن يملكون الثروات مستعدون للتضحية بكل شيء من اجل استرجاع صحتهم  والعيش بدون آلام

- قلت الأمراض لا  تحب سوى  الفقراء و إذا كانت تصيب نسبة قليلة من الأغنياء   لدواعي السن وغيرها فان أجسام ملايين الفقراء مستنقع للعديد منها   و لا ينفع معها سوى بعض الأعشاب  أو المناعة الهشة التي اكتسبها عبر تفاعله  معها التي     تتلاشى مع الأيام ..    بينما الآخرون مهووسون بعيادة الأطباء وإجراء التحاليل لان الوقاية عندهم خير من العلاج والدفاع وسيلة للقضاء على العدو.

-   وما عليك للتخلص مما تدعيه  سوى اللجوء إلى   حبل تلفه حول عنقك   وبذلك تريح وتستريح

- إنني ضد الانتحار   فلا يقدم عليه إلا الجبناء. كما انني لن استسلم مهما كشرت الحياة عن انيابها و حتى لا اكرر ما جناه السلف وساظل اردد  كالبلداء القناعة كنز لايفنى .

فقط لدي رغبة في الترويح عن النفس ولاشك ان ملايين غيري يشاكونني نفس الشعور فلا باس ان   يحكي بعضنا للاخر  وفي نفس الوقت ألوم أولئك الذين تسببوا في قذفنا في هذه الدنيا وغادروا قبل أن يطمئنوا علينا   وتركونا بدون سلاح نواجه به نوائب الزمان معتقدين أن  الدولة  ستنوب عنهم في ذلك وهكذا وجدنا أنفسنا  منذ نعومة أظفارنا في قلب الأعاصير فمن نلوم؟ وهل مثلنا  الذين لم يحظوا بنصيب من الدنيا سيحاسب غدا يوم القيامة ويحرم من نعيمها ؟

إننا و أيم الله لن نحتاج إلى شفيع فما عانيناه كفيل بان يشفع لنا هناك

وسنكون إنشاء الله من الأوائل الذين ستشملهم رحمة الله. لذلك ما علينا سوى  الصبر وانتظار المزيد من العواصف 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !