مواضيع اليوم

من الحادي عشر من سبتمبر إلى شارلي إيبدو

mustapha ezzahide الزاهيد

2015-02-07 19:27:31

0

 من الحادي عشر من سبتمبر إلى شارلي إيبدو

*الزاهيد مصطفى/المغرب

منذ الحادي عشر من سبتمبر وصولا إلى شارلي إيبدو، يركز الإعلام الغربي و العربي  على اختزال الأزمة في كونها عداء ثقافي لا غير، وأن سوء الفهم الكبير ينبع من هذه النقطة، فنحن نسيء فهم قيمهم وهم يسيئون فهم قيمنا، وأنه لا يوجد شيء يفرقنا أكثر من سوء الفهم هذا الذي إن تجاوزناه كان من الممكن أن نحقق السلام، في حين أن عمق هذه الصراعات هو العنف الكبير الذي مارسه المسلم تاريخيا باسم الفتوحات ويمارسه  الغربي اليوم باسم الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، وهو عنف يخفي العنف الأكثر شراسة وهو نهب الموارد الاقتصادية لشعوبنا من خلال تحالف هذا الغربي أو صمته على جرائم الذين يستبدون علينا، فلكي يعيش غربي في نوع من الرفاه في بلاده يجب أن يموت العديد منا بطرق مختلفة. كان صمويل هنتنغتون الأكثر سبقا  في الوعي بأن ما تم الترويج إليه من نهاية للحرب الباردة، والذي زكاه فوكوياما بنهاية التاريخ ونهاية البدائل التاريخية من خارج الرأسمالية، هو تحول استراتيجي يمكن للآلة الدعاية إذكائه لدفع كل الفاعلين الإجتماعيين إلى التفكير في كل شيء، إلا التفكير من خارج هذا النظام، لذلك جاءت أطروحته صدام الحضارات وصراعها والتي روجت بنوع من التشويه الذكي على أساس أن الحروب القادمة لن تكون لأسباب اقتصادية بل لأسباب حضارية وهكذا أخد القائمون على الإعلام الفكرة وروجوها على هذا الأساس وهو أن هذه الحروب التي تشنها الولايات المتحدة والغرب عموما منذ حرب الخليج الأولى هي حروب حضارية بالدرجة الأولى، لقد تم اختزال كل شيء في الآخر، بل اختزال عنفه و وحشتيه في كونه لا يريد إلا جعلي مطابقا له ثقافيا وحضاريا، وهو الخطاب السحري الذي عرف رواجا منقطع النظير لأن العامة تحب الخطابات الوجدانية أكثر من العقلانية، لقد وعى الرأسماليون وخدامهم من المثقفين وكل الأصوليين الذين تم تجنيدهم وتأهيلهم لهذا الهدف بأن إمكانية القضاء على كل الرؤى التي ترغب في النظر للمشاكل والتناقضات التي يفرزها الرأسمال من خارجه يمكن تذويبها عن طريق التحكم في مختلف المؤسسات التي تنشئ وتؤهل الأفراد وتزودهم بمختلف المعارف لكي يندمجوا داخل المجتمع برؤى النظام وليس برؤى جديدة يمكنها أن تهدد استمراريته، لذلك بدأنا نسمع بجيل من الإصلاحات التي همت مختلف المؤسسات من الأسرة الى التعليم وصولا الى أنظمتنا الغذائية والغاية من كل هذا هو التحكم في حدود تفكيرنا. وما يؤكد هذا هو العداء الشديد الذي بدأ يتعرض له كل الذين يتحدثون من خارج النظام منذ الثمانينات فيكفي أن تستند إلى التصور الماركسي لتنعث بالإيديولجي وكأن عصر الايديولوجية انتهى ولم يعد من مبرر للإستناد لهذه التصورات، -التي سميت تسمية ذكية  وهي السرديات الكبرى وكأننا كنا أمام حكايات انتهى دورها كما تنتهي الجدة من حكيها كل مساء للأطفال- مادامت الرأسمالية التي تتيح عبر أنظمتها الديمقراطية  كل الحقوق وتخلصنا من الديكتاتوريات التي يمكن أن يسقطنا فيها ما يتم وصفه بالتصورات الإيديولوجية !وكأننا اليوم نعيش في عالم بدون ديكتاتوريات  أو إيديولوجيات مع العلم أن أسوء أشكال الديكتاتورية والإيديولوجية هي حينما تفرض على الناس النظر للعالم من خلال نظام واحد ومن خلال ما يتيحه هذا النظام،ففي فيلم جميل جدا حول لوبيات الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان Casino Jackيعبر بشكل واضح مخرجه على الوجه الحقيقي للديمقراطية الليبرالية التي تنتج عبر وسائل ديكتاتورية .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات