مفهوم الإبداع الفلسفي
2-1-لغويا:إذا كانت الدراسات العلمية قد استخدمت مفهوم الإبداع وتداولته في العديد من الأبحاث،فأنه لا يوجد اتفاق من قبل الباحثين المختلفين على تعريف واحد للإبداع .ولعل هذا راجع إلى صياغة الباحثين تعاريفهم الخاصة والمِِِِِِِِِِِِؤكدة لوجهات نظرهم في التعامل مع المفهوم.وعلى هذا رأينا أن نعرض لمفهوم الإبداع واستخدامه في اللغة والاصطلاح والفلسفة أن نقف على ما يفيد في تحديد مقصودنا حيث عبارة الإبداع الفلسفي.
2-1-1-في اللغة العربية:الإبداع هو:«إحداث شيء على غيرمثال سابق».
وقيل:«لايكون الإبداع إلا بظلع يقال:أبدعت به راحلته إذا ظلعت،وأبدع به وأبدع، كلت راحلته أو عطبت وبقى منقطعا به وحسر عليه ظهره أو قام به أي وقف به وقال اللحياني: «أبدع فلان بفلان إذا قطع به وخذله ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به وأبدع به ظهره ،وقال الأصمعي: بدع يبدع فهو بديع إذا سمن ». كما نجد أن الإبداع عند البلغاء هو أن يشتمل على عدة ضروب من البديع. قال ابن أبي الأصبغ: ولم أر في الكلام مثل قوله تعالى: « وقيل يا أرض ابلعي ماءك ». فإن فيها عشرين ضربا من البديع، والبديع ما يطلق على اسم من أسماء الله تعالى ومعناه المبدع. وفي لفظة البديع نجد: « المبتدع، والبدع بالكسر، الأمر الذي يكون أولا، والغمر من الرجال، والبدن الممتلئ، والغاية في كل شيء، وذلك إذا كان عالما وشجاعا أو شريفا. والبدعة بالكسر: الحدث في الدين بعد الإكمال أو ما استحدث بعد النبي، وأبدع قد تعني "أبدأ" وأبدع بالضم أبطل، وأبدع بفلان عطبت ركابه، وبقي منقطعا به، وبدعه تبديعا: نسبة إلى البدعة, واستبدعه: عده بديعا. وتبدع: تحول مبتدعا».
2-1-2- وفي اللغة الأجنبية: الإبداع (création) بالفرنسية، وباللاتينية(cratio) و (création, créationisme)قد نجد ترادفا فيها بين مصطلح الخلق و الإبداع في المعنى وتعني لفظة خلق في الديانة اليهودية المسيحية إقامة الله للعالم من عدم، ومثل هذه الفكرة كانت غريبة على الفلسفة اليونانية. ويتحدد معناها عند بعض الكتاب(ديكارت، Descartes "1596-1650" ،ومالبراتش، Malebranche"1638-1715"( بالخلق المستمر أو المتواصل: الفعل الذي يحفظ الله به العالم كما أوجده في الأول. رغم أنه لا يصنع من العدم إلا أن الحديث يجري في بعض الميادين عن الخلق عندما يتعلق الأمر بإنتاج شيء جدي لكن بواسطة مواد موجودة مسبقا. وهذا خصوصا في ميدان الفن. وفكرة "الخلق الفني" هذه تستجيب لطموحات بعض الرسامين أو الكتاب (بودلير Baudelaire (. مثلا الذي يتصور الشاعر على أنه المنافس الحقيقي لله، ويتكفل بكيفيته الخاصة بكل ما يبدو دوما على أنه لغز بالنسبة للإلهام (الإيحاء)، لكن الانتقادات المعاصرة تؤاخذ على أن التسمية تتلاءم مع إقامة أسطورة بائدة وغير مؤسسة من طرف الفنان القادر لا مع إخفاء العمل الحقيقي الناجم عن إنتاج أثر فني ما.
والنزعة الخلقية ( créationisme): هي النظرية التي ترتكز أساسا على التفسير الحرفي بلا تخيل وبذلك فهي ترفض كل تطور للأجناس: منذ آلاف السنين كل شيء خلقه الله منفصلا وأكثر أو أقل تزامنا. تتعارض النزعة الخلقية بشكل واضح مع النزعة الداروينية وبصفة عامة مع المفاهيم المعاصرة الأنتروبولوجية ما قبل التاريخ: إنها تنفي كذلك تشكيل الكرة الأرضية منذ أربع مليارات ونصف سنة وكذا فعالية المناهج العلمية التي تؤرخ للحفريات أو الفائدة التي تقدمها من أجل فهم أصل الجنس البشري.
يخلص التعريف اللغوي إلى أن مفهوم الإبداع أو الخلق أنه يعني أن الإبداع: هو إنشاء للشيء أو استحداث له على غير سابق لما هو محدود. انطلاقا مما هو موجود مسبقا، أوله علاقة بالوجود. ومنه يمكن أن نتكلم عن إبداع أو إنشاء فلسفي على غير المنقول انطلاقا من الواقع التاريخي الحي ما يجعل حقا أصيل.
2 ـ الإبداع في الاصطلاح:
قال السيد السند: «الإبداع في الاصطلاح: إخراج الشيء من العدم إلى الوجود بغير مادة ». هذا مثل إخراج الله العالم من العدم إلى الوجود هذا بمعنى إن ما لم يكن موجودا فقد أصبح بفعل قدرته سبحانه موجودا. وكما يقول المتكلمون إن الإبداع هو: » ما سوى فعل الله تعالى حادث بحدوث زماني« . وعندما نقول إنه إيجاد الشيء عن سبق مادة واحدة، كإيجاد الله تعالى العقول فالله سبحانه وتعالى أوجده من غير سبق مادة ومدة, وهكذا سيرت المعتزلة ذلك معنى فعل العبد، و» الإبداع إيجاد الشيء من لا شيء وقليل، كما تعني أيضا الإبداع تأسيس الشيء عن الشيء والخلق إيجاد شيء من شيء، فالحق تعالى يقول( بديع السماوات والأرض). و(خلق الإنسان). وعليه فالإبداع أعم من الخلق, ولذا قال: بديع السماوات والأرض، وقال خلق الإنسان ولم يقل بديع الإنسان. كما يقال: «إن الخلق في الاصطلاح النظري: على قسمين أحدهما صورة تخلق في مادة، والثاني ما لا مادة له ، بل يكون وجود الثاني من الأول فقط من غير توسط المادة, فالأول يسمى " التكوين " والثاني يسمى" الإبداع "ومرتبة الإبداع أعلى من مرتبة التكوين ». فالخلق كصورة تخلق في مادة كالخلق الفني والخلق من غير مادة كالإبداع الإلهي الذي هو أعم من الإبداع البشري الذي هو تكوين من مادة سابقة.
3 – الإبداع في الفلسفة:
3-1-الإبداع عند الحكماء: هو »إيجاد شيء غير الصنع مسبوق بالعدم ويقابله الصنع وهو إيجاد شيء مسبوق بالعدم , كذا في ( شرح الإشارات ),والإبداع أعلى مرتبة من التكوين والأحداث ,فإن التكوين هو أن يكون من الشيء وجود مادي والإحداث لا يكون من الشيء وجود زماني, وكل واحد منهما يقابل الإبداع من وجه كذا في (الكشاف ) .والإبداع يناسب الحكمة, والاختراع يناسب القدرة والفطر شبيه أن يكون معناه الأحداث دفعة والبرأ إحداث الشيء على الوجه الموافق للمصلحة«.
نلاحظ أن هذه التعريف الجامع لمعنى الإبداع عند الحكماء فيه إشارة إلى جانبين جانب من جهة علاقته بالبعد الميتافيزيقي,ومن جهة أخرى من جانب علاقته بالبعد الوجودي الإنساني وبهذا التعريف الشامل تتحقق النظرة الفلسفية الشاملة لمفهوم الإبداع.
3-2-والإبداع عند المناطقة: هو«إن حد الإبداع هو إسم مشترك لمفهومين أحدهما تأسيس الشيء لا عن مادة , ولا بواسطة شيء, والمفهوم الثاني أن يكون للشيء وجود مطلق عن سبب بلا متوسط, وله في ذاته أن لا يكون موجودا, وقد أفقد الذي له في ذاته إفقادا تاما». وهذا التعريف لو وقفنا عنده لندرك إن حد الإبداع في موضعه يحمل معنيين أولهما الإبداع من عدم وبدون واسطة, وثانيها : الإبداع المتواصل الذي يكون عند سبب بلا متوسط. فالأول قد يمتاز بديمومة تجعلنا نصطلح عليه " الإبداع المستمر" مثل إبداع الله للعالم.والثاني يمتاز بالانقطاع يمكن أن نصطلح عليه اسم "الإبداع المتواصل" لأن انقطاع أسباب وجود بلا متوسط يعني عدم تواصله. وإذا كان ذلك فإن الإبداع الفلسفي يكون أقرب إلى الثاني من الأول،الشيء الذي يجعلنا قد نتسائل عن طبيعة تصور مفهوم الإبداع في المجال الفلسفي ؟
إن الجواب عن سؤال الإبداعية في الفلسفة الإسلامية العربية سواء بالنفي أو الإثبات يجعلنا نتدارك آثار الاتباعية الواقعة في التقليد للمنقول الفلسفي لان: «المجتمع اليوناني في
العهد الأول اهتموا بنشر المعرفة عن طريق الكتابة المقدمة لبعض المشابهات التي تحقق في العالم المعاصر بواسطة وسائل الاتصال المحسوسة».
حتى إن تصورنا للإبداع نفسه ونقضيه الإتباع في عملية الإبداعية الفلسفية العربية يظل حاملا لآثار ذلك التقليد سواء على مستوى الدين أو العلم أو الشعر أواللغة. فالفلسفة العربية قد استقت من الفلسفة اليونانية أهم القضايا بل نقلتها في أكثر الأحيان نقلا حيث راح أهلها يوفقون بين ما تنافر من مذاهب اليونان وبين ما تناقض من هذه الفلسفة و إيمانهم، و الناتج كان هذه الفلسفة التي نعرف، والتي لم تكن لنا لو لم يكن النقل, حيث تتجلى آثار ذلك التقليد في:
ا)- الدين(الفكرانية ):كان للنقل أثران متناقضان حسن وسيء, أما الأثر الحسن:فظهر في الاستعانة بالفلسفة لفهم تعاليم القرآن وفي الاستعانة بالمنطق لتنظيم ذلك التعليم وهذا ما كان له دور أكثر يتجلى في العقلانية الاعتزالية.أما الأثر السيئ:وهو تأويل الفلسفة لبعض عقائد الإسلام تأويلا مخطئا لأن تلك العقائد جاءت مخالفة لفلسفة "أرسطو" وهذا الأخير في نظرهم أجل من أن يخطيء! ونذكر على سبيل المثال:إنكار "ابن رشد " لعقيدة الخلق.لأن "أرسطو " أحال إيجاد شيء من لاشيء, و إنكاره أيضا بعث الأجساد لأن هذا البعث يؤدي الى عدد من الأجساد لا نهاية له بالفعل و "أرسطو " قد أحال مثل هذا العدد.
ب)-وفي العلم: لم يكن للعرب علوم ولم تكن اللغة العربية لغة علمية و بفضل ما نقل العرب من علوم الأعاجم تكونت لغة علمية ووجد علماء وتطورت علوم.
ج)-و في الشعر:كان للعرب شعر حكمي و تعمق هذا الشعر بعد النقل متأثرا بالفلسفة فكانت حكم"أبي تمام"( 188هـ)و"المتنبي"(915-965م)وغيرهم وكان فن جديد في الشعر العربي" فن الشعر الفلسفي"وقد أجاد فيه خاصة "أبو العلاء المعري" (363-449 هـ).
د)-و في اللغة:دخل في اللغة العربية تحت تـأثير النقل ألفاظ أعجمية كثيرة كفلسفة, سفسطة, وهيولى وأسطقس و موسيقى وجغرافيا....و اتسعت ألفاظها لمعان كثيرة كمعاني القوة و الفعل والمادة والصورة والكم والكيف والأين والجوهر والعرض, وأمثال ذلـــك
فأصبحت اللغة العربية لغة علمية, وحوت هذه اللغة جل ما كانت تعرفه شعوب الإمبراطورية العربية.
وعليه نقول أن من تولوا الإجابة عن هذا السؤال –الإبداعية في الفلسفة –لم يكونوا من المتفلسفة العرب فقط بل أهل المنقول الفلسفي نفسهم كان لهم نصيب إن لم نقل بأنهم أسسوا في ذلك لقيود الإتباع من خلال سبقهم في هذا المجال.
إذ ينكشف أمامنا ذلك الأثر و تتجلى مظاهره بوضوح في تبعية الفلسفة العربية للترجمة وتقليدها لمفاهيم الغير في مجمع سياقاتها المجتمعية والتاريخية و الاقتصادية و السياسية منها. وعليه يلاحظ أن الترجمات الى العربية لم تكن في جميع الحالات مباشرة عن النص اليوناني بل عن النص السرياني الذي هو ترجمة للنص اليوناني مع شروحات للمترجم السرياني. وهذه التبعية للترجمة تعود في التاريخ الى العصر الأموي حيث أن أول نقل حدث في الإسلام بفضل "خالد بن يزيد بن معاوية " و الذي نقل له "اصطفن " وهو من الإسكندرية وكان هذا النقل من اللغة القبطية و اليونانية إلى العربية.
و الانقطاع كمفهوم مقترن في الإبداع حمل هذا الأخير على معنيين كما يقول "طه عبد الرحمن". هما :
ا)الانقطاع عن المنقول الفلسفي و ب) الانقطاع عن المأصول الديني.
فلا يمكن القول بالإبداع في الفلسفة الإسلامية العربية ما لم يتم لها قطع الصلة بالمنقول الفلسفي من خلال تأسيسها لعلاقة حية مباشرة للتفكير بالواقع يجعلها تختلف في طرحها لإشكالاتها واستدلالاتها عن المنقول الفلسفي أو المأصول الديني المتمثل في استبعاد كل ما له علاقة بالمعتقدات الدينية و كيف يتم هذا ومقتضى الدين يحث على طلب العلم والحكمة أو الانقطاع مع الاثنين معا الشيء الذي يجعلها تنتسب في علاقتها بالمنقول الفلسفي عند "طه عبد الرحمن" الى ثلاثة ضروب من النقل المذموم:(إما إلى 1) النسخ:فيقال:" ليست الفلسفة الإسلامية العربية إلا نقلا منتحلا للفلسفة اليونانية يحفظ منها اللفظ والمعنى"،أو إلى 2) السلخ:فيقال:" ليست الفلسفة الإسلامية العربية إلا نقلا ملما بالفلسفة اليونانية يبدل اللفظ دون أن يبدل المعنى "،أو إلى 3) المسخ:" فيقال ليست الفلسفة الإسلامية العربية إلا نقلا مغيرا على الفلسفة اليونانية يبدل اللفظ كما يبدل فروع المعنى لا أصوله" ).
والحقيقة أن الجمع بين الانقطاعين أمر لا يمكننا أن نسلم بحقيقته خاصة إذا علمنا أنه يتم الانقطاع على افتراق بينهما.و العلاقة بين الإبداع والمأصول والمنقول تكاد تكون شبيهة بالعلاقة بين الإنسان (القلق) و العدم والوجود. فالانقطاع هو شرط الإبداع الأصيل لكن حصر هذا الإبداع في الذات ذاتها يجعل المبدع يتساءل كيف يختار أن يكون كما هو و ليس هناك مقياس لتحدد كيف يكون وهذا يعني أنه محكوم عليه بذلك الاختيار, وكذلك « القلق يشغل في تكوين الوجود و العدم مكانة مميزة: تكشف شيئا ما, و الوجود اللامطلق أو العدم الذي يسكن الحقيقة الإنسانية, ونستطيع مما مضى ملاحظة أن هذا العدم هو شرط الحرية إذا كان وجود الحقيقة الإنسانية محصورا في الذات التي هي هي, كيف يستطيع الإنسان أن يختار بحرية أن يكون كما هو؟. لأن ليس هناك مقياس لتحديد ماذا أكون أنا و هذا يعني أني محكوم علي باختيار أن أكون سعيدا أو حزينا, قويا أو ضعيفا, مثقفا أو جاهلا...».
ومن خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي والفلسفي نصيغ هذا المفهوم للإبداع الفلسفي الذي نراه كمطلب لتحديد مقصدنا في المرحلة المتقدمة من هذا البحث وهو: الإبداع الفلسفي هو تأسيس حقائق فلسفية على غير مثال سابق يتميز بالاستقلال والبداهة والتقدم وهذا المطلب لا نرى تحققا إن لم يكن هناك استقلال عن الترجمة في الفلسفة العربية الإسلامية.
ونحن عندما نتكلم في بحثنا عن مفهوم التأصيل في الإبداع الفلسفي والمتحدد في عمل "طه عبد الرحمن" فإن نقصد بذلك الطريقة الفلسفية المطلوبة التناول في مسألة التأصيل أو وضع الأصول الفلسفية التي تكون عبارة عن حقائق فلسفية تمتاز بصفة الاستقلال والبداهة والتقدم يمكننا القول عنها أنها مبدعة ومتجددة أي أن الإبداع الفلسفي الناتج عنها يجعلها مستقلة ومتجددة إلى جانب وجود المنقول الفلسفي أو الفلسفة اليونانية, وهذا ما يجعلنا نبدع فلسفة: تمتاز بصفة الاستقلال من خلال علاقتها بالأصل الذي هو مكتفيا بذاته, فهو مستغنى عن غيره, فوجوده ليس متعلق بالغير أو أوصافه ولا في تقيده ولا تتبع أفعاله.كما تمتاز بصفة البداهة. كما أن الأصل بين بنفسه, فهو حقيقة تدرك بأول العقل أو ببادىء الرأي ويسلم بها أوسع جمهور. كما تمتاز أيضا بصفة التقدم وهذا من خلال الأصل الذي هو أساس الشيء الذي يقوم عليه فهو القاعدة المقررة التي تترتب عليها المسائل المخصوصة فهو إذن شرط لازم لا يصح العلم بغيره إلا مع العلم به. لكن هذه الحقائق الفلسفية لتوفر هذه الشروط المتمثلة في الصفات يشترط أن تكون مستقلة عن الترجمة للخروج عن الاتباعية المضرة بالفلسفة.
لكن نصل في الأخير وكما هو مشار إليه سابقا إن:" الأصول الفلسفية بشكل عام ليست ثوابت" بما أنها من جملة ما يجري عليه قانون التغير, وأن مفهوم "الثابت" يشوبه الألتباس.
التعليقات (0)