جاء في مفهوم الشبهة اللغوي أنها ": الالتباس، واشتبه الأمر عليه: اختلط، واشتبه في المسألة: شكَّ في صحتها" . أما أما المفهوم الاصطلاحي للشبهة فهي كل ما يثير الشكَّ والارتياب في صدق الداعي وحقيقة ما يدعو إليه، فتمنع المدعو من رؤية الحق والاستجابة له، أو تؤخِّر هذه الاستجابة،أو تسبب الارتداد عن الحق والشك فيه !! كما أنه غالبًا ما ترتبط إثارةُ الشبهة بعادةٍ موروثة، أو مصلحة قائمة، أو شهوة دنيوية، أو حميةٍ جاهلية، أو سوء ظن، أو غبشٍ في الرؤية، فتتأثر النفوس الضعيفة المتصلة بهذه الأشياء، وتجعلها حجة وبرهانًا تدفع به الحق.....) وبما أننا كمسلمين ندين بدين الإسلام الحق الذي يمثل عنوان حياتنا وآخرتنا ومصيرنا ووجودنا , والداعي لهذا الاسلام الحق هو خير الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه واله حينما أرسله الله تعالى رحمة وبشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً ومزكياً ومطهرا ًبالكتاب المنير , وبعده كل من حمل لواء هذا الحق المبين من الأئمة والأولياء والصالحين , وعليه فان الشبهات مهما تنوعت وتعددت جزئياتها وتطبيقاتها وعظُم خطرها فان الشبهات التي تثار وتُوجه ضد الإسلام الحق و وضد الداعي للحق رسول الإسلام صلى الله عليه واله ومن تبعه من الصالحين والدعاة المضحين فأنها تكون أعظم وأخطر على قدر عظمة هذا الكيان الاسلامي وعظمة دعاته الأخيار الصالحين المنتجبين وتضحايتهم, ولعله على طول تاريخ الإسلام لم يشهد أخطر وأبشع الشبهات ضد الإسلام مثلما تسبب بها الخط التيمي الداعشي وأصله الاموي وقادته ورموزه الذين لبسوا ثوب الاسلام ظاهراً في حين ما صدر منهم من فكر وسلوك ليس من الاسلام بشيء بل هو من تكليف ماجاء به الاسلام ضده ! فالتكفير والقتل الجماعي والارهاب وشرب الخمور والغدر والخيانة والانغماس بالملذات والتحريف والتدليس والتجسيم الاستخفاف بكرامة وقدسية الأنبياء وخاتمهم عليه وعليهم الصلاة والسلام ونسب اليه ما يثير السخرية والانتقاص , والجمود الفكري والفهم الأعوج والحقد والضغينة والكراهية والسبي وانتهاك الأعراض والحرمات والمقدسات !! كل هذه وغيرها الكثير مما لاحصر لها تسببت في ورود الشبهات واستحكامها ضد الإسلام من الخارج والداخل !! فمن لا يدين بدين الإسلام وينظر اليه من زاوية هؤلاء حكم على الاسلام بانه دين دم وإرهاب وتوقف عن مجرد التفكير في الاستجابة لدعوة الاسلام بالإضافة الى صدور الاساءات بحق رسول الاسلام صلى الله عليه واله والتحشيد ضد الإسلام ! أما من الداخل فقد ارتد من ارتد وشكك من شكك وضعف من ضعف عن الولاء والانتماء للاسلام بالاضافة الى تهيئة الأسباب والمقدمات والاجواء الى نشوء اطراف متشددة مضادة للخط التيمي الداعشي المتطرف فالتبس الحق بالباطل وولدت شبهات اخرى من رحم شبهات الخط التيمي الاموي المنحرف, وعليه فان الواجب الشرعي والأخلاقي والعقلي والفطري يلزم كل مسلم بالدفاع عن كيان الاسلام ورد الشبهات عنه من خلال الفكر السليم والسلوك الصحيح, والواجب مضاعف على علماء الامة و فقهاءها وقادتها بالرد والدفاع بنور العلم والحكمة وجواهر العقيدة الحقة واصولها الرصينة , ولهذا تصدى المحقق والمرجع الصرخي الحسني علمياً وفكرياً لإبراز الصورة النقية المضيئة المشرقة للإسلام الحق من خلال محاضرات عقائدية فكرية موضوعية تناولت الفكر التكفيري التيمي وتدليسهم وانحرافهم في التجسيم وجرمهم بحق الانسانية حيث نسف هذا الفكر بالنقض العلمي التام الذي أجبر التيمية على الهرب والانزواء بعيداً عن صوت الحق !! حيث نقل المرجع الصرخي الحسني في محاضرته الــ 31 وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ماجاء عن ابن الاثير في المورد24: الكامل10/(268): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّمِئَة (605هـ)]: [ذِكْرُ قَتْلِ سَنْجَر شَاهْ وَمُلْكِ ابْنِهِ مَحْمُودٍ]: قال ابن الأثير: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ سَنْجَر شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نُورِ الدِّينِ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، قَتَلَهُ ابْنُهُ غَازِي; وَلَقَدْ سَلَكَ ابْنُهُ فِي قَتْلِهِ طَرِيقًا عَجِيبًا يَدُلُّ عَلَى مَكْرٍ وَدَهَاءٍ، وَسَبَبُ ذَلِكَ: 1..2..21ـ وَكَانَ سَنْجَر شَاهْ قَبِيحَ السِّيرَةِ، ظَالِمًا، غَاشِمًا، كَثِيرَ الْمُخَاتَلَةِ وَالْمُوَارَبَةِ، وَالنَّظَرِ فِي دَقِيقِ الْأُمُورِ وَجَلِيلِهَا، لَا يَمْتَنِعُ مِنْ قَبِيحٍ يَفْعَلُهُ مَعَ رَعِيَّتِهِ وَغَيْرِهِمْ، مَنْ أَخْذِ الْأَمْوَالِ وَالْأَمْلَاكِ، وَالْقَتْلِ، وَالْإِهَانَةِ، وَسَلَكَ مَعَهُمْ طَرِيقًا وَعْرًا مِنْ قَطْعِ الْأَلْسِنَةِ وَالْأُنُوفِ وَالْآذَانِ، وَأَمَّا اللِّحَى فَإِنَّهُ حَلَقَ مِنْهَا مَا لَا يُحْصَى، وَكَانَ جُلُّ فِكْرِهِ فِي ظُلْمٍ يَفْعَلُهُ. 22ـ وَبَلَغَ مِنْ شِدَّةِ ظُلْمِهِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَدْعَى إِنْسَانًا لِيُحْسِنَ إِلَيْهِ لَا يَصِلُ إِلَّا وَقَدْ قَارَبَ الْمَوْتَ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ. 23ـ وَاسْتَعْلَى فِي أَيَّامِهِ السُّفَهَاءُ، وَنَفَقَتْ سُوقُ الْأَشْرَارِ وَالسَّاعِينَ بِالنَّاسِ، فَخَرَبَ الْبَلَدُ، وَتَفَرَّقَ أَهْلُهُ، لَا جَرَمَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَقْرَبَ الْخَلْقِ إِلَيْهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قُتِلَ وَلَدُهُ غَازِي، وَبَعْدَ قَلِيلٍ قَتَلَ وَلَدُهُ مَحْمُودٌ أَخَاهُ مَوْدُودًا، وَجَرَى فِي دَارِهِ مِنَ التَّحْرِيقِ وَالتَّغْرِيقِ وَالتَّفْرِيقِ مَا ذَكَرْنَا بَعْضَهُ، وَلَوْ رُمْنَا شَرْحَ قُبْحِ سِيرَتِهِ لَطَالَ، وَاللَّهُ (تَعَالَى) بِالْمِرْصَادِ لِكُلِّ ظَالِمٍ، ) وقد علق المرجع الصرخي قائلا ( هذا قبس مِن أقباس السلطنة الزنكيّة الإسلامية وملوكها السلاطين أولياء الأمور معزّ الدين وناصر الدين ومحيي الدين ونور الدين وناشر الدين ومنقذ الدين وفخر الدين وحامي الدين وصلاح الدين وعماد الدين!!! ولا علاقة لنا باختيارات الناس وتصرّفاتهم ومنكراتهم، لكن نسبة ذلك للدين والإسلام غير مقبول، لأنّه تشريع وتحليل وإباحة للمنكرات والقبائح والفساد، وتهديم للفكر والعقيدة والأخلاق، فلو لم تُسَمَّ بالدولة والسلطنة والمملكة والخلافة الإسلاميّة لَما كلّفنا أنفسها ولما أضعنا الوقت والجهد في الحديث عنها، لأنّها ستكون دولة علمانيّة، وما أكثر هذه الدول سابقًا وحاليًّا، لكن واجبنا دفع الشبهات عن الدين والإسلام قدر المستطاع وبعون الله تعالى )
سعد السلمان
التعليقات (0)