مواضيع اليوم
الأزمة الداعشية فكرية قبل أن تكون عسكرية.. فلا حل إلاّ بثورة فكرية
أي فعل وسلوك للإنسان على الأرض وفي عالم الواقع هو نتاج فكرة تضغط على العاطفة والشعور والأعصاب والعضلات فتحرك هذا الأنسان لتنفيذها في الخارج والفكرة ما تكون صالحة ينتج عنها سلوك صالح , وتكون كذلك فكرة فاسدة ينتج عنها سلوك وفعل فاسد يتطور والى أن يصبح أزمة وهو محل الكلام , وأخطر ما في الفكر هذا أو الفكرة اذ ما كان لها إرتباط وإمتداد ومصير في عالم الغيب والآخرة ويصل الإنسان حسب ما أستند عليه من أصل وأساس وجذور ومقدمات وأدلة وقرائن التي تجعله يقطع بقضيته بدرجة لاتشوبها الشك , فيعتقد الصواب والصلاح والفلاح والنجاة يوم القيامة بما يسلكه من فعل وما يقوم به في الحياة الدنيا حتى وأن صبغت بدماء البشر , فالحجة عنده تبرر ذلك بل توجب ذلك , وهذا ما نلمسه ونعلمه من الفكر الداعشي الذي أصله ومنبعه الفكر التيمي وإمتداده لما يقارب من ثمانية قرون من الزمان,فأن يستميت الداعشي مثلاً ويفجر نفسه فهذا لم يأتي من فراغ بل من فكرة عقدت في عقولهم وسخرت سلوكهم , فالعلاقة إذن بين الفكرة والسلوك العسكري والإجرامي في الخارج علاقة العلة والمعلول والسبب والمسبب , فالتصدي لعلاج المعلول فقط والإعراض عن العلة وتشخيصها وإزالتها من الجذر هو تصدي وعلاج فاشل وأن تحقق بعض النجاح فهو جزئي وقتي لا ينفك أن يعود من جديد باثر من ذي قبل ! فما هو الحل ؟ الحل نعتقد ونجزم لا يكون إلاّ بالفكر وطبعاً مقترنا بالحل العسكري ولكن كل في محله ومورده والجمع بينهما , ويطرح السؤال نفسه ماهو هذا الفكر هل كل فكر كسلاح علمي للرد خصوصا مع التشعب والتفرع والضبابية والتدليس والتأويل والمغالطات والخلط والتمويه والإطالة والدس التيمي الداعشي في كتبهم ومؤلفاتهم , فرب يكون الرد على فكرهم بفكر غير ناهض وغير تام يُطرح بشح وفي الزوايا المظلمة يعطيهم الحجة والمبرر ويستغلون ذلك لتقوية معسكرهم الفكري وعقيدتهم الفاسدة وهذا ما حصل فعلاً ! نحن نعتقد أن الفكر المضاد لفكرهم يجب أن يكون ثاقباً متكاملاً محتوياً لكل حججهم وملتفتاً لكل تناقضاتهم وتدليسهم , فكر منهجي علمي منطقي يعتمد الأعتدال والوسطية للدفاع عن الاسلام الجامع لكل المذاهب وليس عن طائفة ومذهب معين , فكر ينقض ويهدم مباني الخصم ويعطي الحل , فكر يزحزح القطع عند المقابل ويحوله الى شك يزلزل عقيدته , فكر يبين أن القطع ليس موضوعي وغير مستند على أدلة علمية وعقلية ومنطقية وموضوعية وشرعية تامة بل قطع ذاتي نابع وناتج عن هوى ونفس وشيطان وواجهة ودنيا وسلطان وبغض وحقد وعقد نفسية ,فكر يبين أن أدلتهم واهية واهنة كبيت العكنكبوت ومضحكة مبكية , فكر ينبع ...