شهد العالم في العقود الأخيرة موجة من الكوارث ت الطبيعية من زلازل وفيضانات وإعصارات..، ونالت الدول الفقيرة النصيب الأوفر من الخسائر المادية والبشرية ،بينما لا تسجل الدول المتقدمة سوى خسائر اقل خاصة البشرية منها ،والغريب ان بعض المناطق في الدول الفقيرة يطالها الإعصار فيقضي على كل شيء من بشر وحجر.. ،ومن بقي يضحى مشردا هائما على وجهه .. وبعد مرور شهور وسنوات يعود المشردون إلى نفس المكان وينضم إليهم آخرون فلا بديل لديهم وكأنهم في انتظار إعصار جديد ،الذي لن يخيب ظنهم فيأتي بعد سنوات ليعيث في الأرض فسادا.. ثم يحرص الباقون في غياب أي تدخل من الدولة على تكرار نفس العمل تماما مثل أسطورة سيزيف .فلا الدولة ولا المواطنون اتعظوا مما حدث لأسلافهم ولا ضير من إعادة البناء في نفس المكان الذي ضربه الإعصار أو جرفته الفيضانات لأن الدولة قد لا تملك الوسائل والإمكانات أو النافدين فيها من رجال إعمال منشغلون بمشاريعهم التي تذر الملايين وليس لديهم الوقت للتفكير في مشاكل هؤلاء البسطاء الذين يتكاثرون باطراد متسببين في نظرهم من إفشال أي مخطط تنموي . وفي المقابل نجد الدول لمتقدمة تحاظ على مواطنيها ولا تسمح لهم للبناء في الأماكن المهددة بالزلزال والمنحدرات كما تعمل على الحد من خسائر الزلازل باعتماد أنماط عصرية في البناء لدرجة تجعل البناية تتمايل ساخرة من أمواج الزلزال تحتها التي تتجاوز ارقام سلم ريختر.. و لاتفتا ترسل رجاله وخبراءها إلى كل منطقة في العالم يقع فيها الزلزال لاكتساب التجربة والتغلب أكثر على هذه الظاهرة كما تقيم لمواطنيها أياما لمحاكاة الزلزال وتدريبهم على أنجع الوسائل للخروج بأقل الخسائر .. وكذلك الشأن بالنسبة للإعصار حيث نجد علماءها يترصدون بأجهزتهم الدقيقة الاعصار قبل تشكله ثم يحددون مساره ودرجة خطورته ، فيجلون السكان إلى حين ليعودوا وهم ينعمون بصحة وعافية وامن وامان..
اما في الدول الفقيرة فالسمة الغلبة هي المفاجأة ، ينام الشخص في كوخة البسيط بعد يوم من الشقاء في الحقل و.. ولا يعلم ان فيضانات او إعصارا على بعد كليمترات منه ، فينقله على حين غرة إلى العالم الآخر مع الأصدقاء والمقربين وحسن أولئك رفيقا.
والمحزن ان الدول الغربية لاتهتهم سوى بمواطنيها ولا تقدم المساعدة لهؤلاء الفقراء المنكوبين الابعد فوات الاوان، بل هي السبب المباشر فيما يقع من كوارث طبيعية بمساهمة مصانعها وشركاتها في زيادة الاحتباس الحرارى ...
فمتى يستقظ ضمير هذه الدول وتكفر عن اخطائها ؟ والى متى ستظل الدول الفقيرة عاجزة عن حماية مواطنيها..؟
التعليقات (0)