مرجعية الصرخي وتفاعلها مع القبائل العراقية الأصيلة

مرجعية الصرخي وتفاعلها مع القبائل العراقية الأصيلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.

من منا لايعرف ان العراق مجتمع شرقي يسود فيه نظام القبيلة اكثر مما يسوده النظام السياسي فكم من شواهد قديمة تبين دور القبيلة في حل الخصام فيما يحدث من تجاوزات بحكم من يتصدر لرئاسة القبيلة فهي نظام صغروي متمم للدولة وقوانينها حيث تعد هي الكيان الاكثر أهمية في المجتمع العراقي الذي عانى لقرون عدة من القهر والاضطهاد والاحتلال والتعسف والانقلابات العسكرية ، ومع ذلك حافظت القبيلة العراقية على تماسكها وتأثيرها الاجتماعي . ولكن بحسب الظروف المحيطة بالواقع فقد شهدت فترات من القوة و الضعف النسبي كما السياسة في العراق , كما عانت القبيلة الاهمال والتعسف من قبل الحكومات ولكن سرعان ماتعاود الحكومات الجائرة الى احتضان العشائر في سبيل ابقاء تلك العشائر تحت رهن اشارتها وخير مثال ماقامت به الحكومة السابقة في زمن النظام البائد من إلغاء تأثير النظام القبلي ومنع استخدام الالقاب العشائرية واضعاف سلطة شيوخ القبائل العراقية . الا أنه عاد مرة اخرى وسعى الى استرضاء شيوخ القبائل ودعم النظام القبلي في العراق ابان الحرب العراقية الايرانية (1980م ــ 1988م) وحرب الخليج الثانية (1990م ــ 1991م) وذلك لدعم سلطته المركزية التي ضعفت نتيجة الحروب التي تورط بها نظامه
البنية القبلية في المجتمع العراقي مترسخة الجذور وقد سبقت ظهور الاسلام ووصوله الى بلاد ما بين النهرين . وكان لظهور الدين الاسلامي تأثيراته الواضحة على كيان القبيلة العراقية ،ولكن بعد احداث 2003وماجرى من أحداث انعكست تداعياته على المجتمع العراقي ومن ضمنه القبائل العراقية ، التي طالما تأثرت بالأنظمة الحاكمة في العراق
معروف ان معظم القبائل العراقية تميل الى التعاون مع القوى الحاكمة والتي تقدم لها أمتيازات والمكاسب فأستغل المغرضون من قوى أحتلال وغيرهم واستثمروا هذه الطبيعة في تفكير وتوجهات هذه القبائل فقاموا بزرع بذور الفتن والشقاق والتناحر بينها وبين الحكومة المدعومة من قبل الاحتلال وتجريد بعض الامتيازات بين قبائل واخرى (قبائل شيعية ..وقبائل سنية) وفتح امتيازات لقبائل أخرى فتتسارع وتيرة الانقسام وتتصاعد التوترات الطائفية وتزداد حدة الانقسامات مايزيد الطين بله هي العقلية الآنتقامية التي تهيمن على بعض القبائل تزيد من حدة الخصام وهذا ماترجوه تلك القوى التسلطية ,

وعلى الرغم من كل هذا تبقى القبائل الاصيلة ثابتة المبدأ والعقيدة بوطنيتها وبرغم الفتن التي أشعل أوارها الاحتلال واذنابه تبقى نظرتنا للقبيلة العراقية كتلك النظرة التي اتسمت بها ثورة العشرين مع شيوخ العشائر والقبائل العراقية الاصيلة
وبرغم المشاكل التي يعاني فيها المجتمع العراقي والتي ينبغي علاجها وارجاعها لدورها الريادي هي القبيلة لذا اهتمت مرجعية الصرخي الحسني بالعشائر بحكم امتدادها المرجعي  وتداخلها فيما بينها فقد سعت الى الاجتماع بوجهاء ورؤساء العشائر وتقديم التوجيهات واعطاء الخلول في ادامة هذه القبائل وما تقدمه للبلد اذ اقدمت المرجعية على تبني مشروع تحرير الارادة العشائرية وتنميتها لضمان استقلالية قراراتها .جاء في حديث للمرجع الصرخي لوفد امارة ربيعة (انتم ممن لديكم مواقف مشرفة ......والناس منقادة الى الهوى والنفس ووساوس الشيطان ...)بهذا
(أننا نحتاج الى من يغير هذه المعادلة بالرجوع الى نهج العشائر العربية الاصيلة التي تميزت بالكرم والشجاعة والفداء والتضحية )
https://www.youtube.com/watch?v=2AkLOV4Zf30

لم تكن مرجعية الصرخي غائبة يوماً عن ممارسة دورها تجاه الامة بالنصح والأرشاد هي ملازمةو ممارسة نهجها الرسالي والوقوف مع ابناء جنسها عانت معهم ايام صعبة طيلة سنوات الظلم ومازالت تعاني سهام الاعداء ولكنها واقفة ثابتة بمبدئها الرصين