لا يفهم مما ذكرته آنفا أنني حاقد على هؤلاء بل بالعكس احترمهم. وما وصلوا إليه من رفاهية لم يكن وليد صدفة بل نتيجة لتضحيات الأجداد والآباء وما راكموه من ثقافة وحضارة و..ورغم تورطهم في استعمار العديد من الدول الضعيفة و نهب خيراتها... فإنهم يعاملون عمالنا هناك بالحسنى ويضمنون لهم حقوقهم فالكل يشهد بذلك والكثير منهم تجنسوا عكس ما يقع في بعض الدول. كما لم تؤثر في هذه المعاملة ما قد يقع من سوء العلاقات مع الدول المستقبلة فحتى لو حدثت حرب لا قدر الله مع هذه الدول فلن تجرؤ الأخيرة على طرد المهاجرين عكس ما يقع مع الدول الشقيقة التي يجد المهاجرون أنفسهم في الحدود مجردين من كل ممتلكاتهم لمجرد سوء التفاهم بين الدولتين .
إنما المطلوب من هذه الدول أن ترفع من مستوى التعامل مع الشعوب التي لا تفصلها عن القارة سوى خطوات. فهل يعقل أن يشترط على شخص موظف لديه أبناء وقريب من سن التقاعد، وثيقة الضمان قبل الحصول على التأشيرة. مؤكد أن هذا الشخص لن يسعى للعمل هناك فلا صحته ولا مركزه يسمحان له بذلك .ثم إن الذين تورطوا وانتقلوا إلى هناك بطرق مختلفة يعانون الأمرين فلا شغل ولا مشغلة، وكثير منهم لولا الملامة لرجع لكن يخاف من شماتة الأصدقاء قبل الأعداء فيصبر على مضض ،لذلك آن الأوان لإعادة التفكير في منح التأشيرة...
هناك من قد لا يعجبه ما سبق فينصحني قائلا مالك أنت والتأشيرة. لما ذا لا تول وجهك شطر البت الحرام وتختمها بحج؟ أقول لهؤلاء قبل أن تنصحوني انصحوا تلك الزمرة الفاسدة التي تحج إلى بلادنا مدججة بالدولار لاقتحام البيوت الآمنة والعبث بشرف بناتها مستغلين عوزها وحاجتها إلى المال، لاتقاد عائلتها من براثن الفقر وضنك العيش حين عجز المحيط عن تلبية حاجياتهم، فاضطروا مكرهين لقبول عروض قلة من الأشقاء السفهاء الذين غر هم متاع الحياة الدنيا ودفعتها لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ثم يعودون إلى بلادهم دون حساب أو رقيب هنا وهناك رغم ادعائهم بالإسلام والاختلاف إلى المساجد، يصدق عليهم (يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ) اجزم أن إيمان هؤلاء لا يتجاوز شهواتهم. بعض من هؤلاء يضفى على فعلته صبغة الدين، فيدخل البيت من بابه ويتزوج البنت القاصر، و قد بلغ من الكبر عتيا، وله من الأبناء والزوجات في بلده الكثير. وبعد أيام أو شهور وربما سنوات يترك الفتاة وله منها أبناء، ثم يرحل غير قادر على نقل الزوجة والأبناء إلى بلده ولو تمكن من نقل الزوجة فبصفة خادمة، أما الأبناء فيندرجون من صنف البدون ،ولن يحظوا بالجنسية ...أما الزوج فمستعد للمغامرة الزوجية في بلد شقيق آخر مادامت لديه الأموال وقانون بلده في صفه . وقد وصف شوقي بصدق هذا النوع من الزيجات بقوله : ما زوجت تلك الفتاة وإنما بيع الصبا والحسن بالدينار ومن مخلفات هذه الفواحش التي يصر إخواننا على نشرها في البلدان الفقيرة أطفال الشوارع الذين يزدادون باطراد وانتشار المخدرات والجريمة. إن كل طفل شوارع بمثابة قتل النفس بغير حق ولا احتاج تذكير هؤلاء السفهاء بموقف الإسلام من ذلك . إضافة إلى التجارة في الرضع وانتشار البغاء ومن يدري فقد يعود احد هؤلاء بعد 16 عاما فيضاجع ابنته من فتاة كان قد اشترى عرضها قبلا.
هنا من ير بان الكثيرين من هؤلاء يذهبون إلى أوربا لنفس الغرض وان الزنا مشاع في العالم حتى في الدول المحافظة.. والجواب أكيد لكن هناك تعتبر تجارة ، السلعة تقدر بثمنها ، وصاحب السلعة ليس مضطرا بل مقتنعا وهناك قوانين تحميه من كل استغلال بينما عندنا "مكره أخاك لا بطل " هنا تتم العملية بين أطراف غير متكافئة بين الغني المثقل بالدولارات والفقير المعدم، بين الانتهازي والضحية، بين الاستغلالي والضعيف ،بين الأخ الأكبر ماديا والمتخلف عقليا والشقيق الأصغر البريء ...
هناك فرق بين حج وحج. حج يذهب إليه المؤمنون خاشعين وملبين ومحتسبين، وحج تقصده هذه القلة النزقة المتهورة بسوء نية غير آبهة بحرمة البلد وأهله. أما غضب الخالق وعقابه فآخر ما تفكر فيه ....
التعليقات (0)