مواضيع اليوم

ماذا لو كانت "الحرية الطبيعية" بمستوى الحرية الإلكترونية"؟

محمد ياسين رحمة

2014-02-03 17:38:30

0

تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر على الأخصّ) إلى محاكم علنية و"عالمية" لمحاكمة الأشخاص والهيئات والأنظمة وغيرها.. ومع غياب "ضمير الكلمة" وشرف "الكتابة" تتحوّل "المحكمة" إلى غرفة عمليات موبوءة، والمحاكمة تتحوّل إلى شطحات في فنون التجريح والقذف والتشويه و.. دون اعتبار للدليل والقيمة الأخلاقية واحترام "معايير رصف الكلام في بناء الجملة.

هكذا شاءت التكنولوجيا أن تهب الحرية الإلكترونية إلى كل من يمتلك حاسوبا وخط أنترنت ليمارس "حريّته" كيفما شاء دون ضوابط أخلاقية.. والنتيجة أنه صار في وسع "حشّاش" أن يكفّر عالم الدين الذي أفنى سنينه بين كتب الفقه وعلوم القرآن والحديث وغيرها.. وصار في وسع أيّ كان أن يسفّه أيّ باحث في أيّ تخصّص علميّ.. وصار في وسع من لا يفقه "كوعه من بوعه" أن يجلد بسوط الكلام من لهم العلم والدراية والتجربة في أيّ مجال (من الطبخ إلى بكتيريا المرّيخ..)..

وماذا لو كانت "الحرية الطبيعية" بمستوى و"مواصفات" الحرية الإلكترونية"؟ أو لنقل: ماذا لو "حصل" العربي على حريّة طبيعية تعادل الحرية الإلكترونية؟.. هو مجرّد سؤال يطارد جوابه في الأزقة والشوارع الإلكترونية ويبحث عن الجرأة التي تضعه تحت كشّافات الضوء في ممالك توتير وجمهوريات الفيسبوك، ولعله سيبقى سؤالا مُعلقا إلى زمن يستفيق فيه الوعي من لاوعيه وينتبه أن شبكات التواصل الاجتماعي هي "مؤسسات" استثمارية كبرى في الإمكان الاستفادة منها في عقلة الوعي بدلا من إنهاك اللغة في اللغو الذي لا يقول..

ما الذي حققه مُمارس الأنترنت العربي من إبحاره اليومي في شبكات التواصل الاجتماعي على الخصوص؟ هل ازداد وعيا بقضايا ذاته ومجتمعه ووطنه وأمته وعالمه وبعالم الإنسان؟، هل ازداد رصيده المعرفي في مجالات العلوم واللغات والفكر وغيرها وانعكس ذلك على سلوكه وتفكيره وفي تفاصيل يومه؟، هل صار أكثر إيجابية في التعامل مع مآسي واقعه وأزمات محيطه؟، وهل....؟، وهل يشعر فعلا بالحرية التي يرجوها ويُمارس حرية التعبير بالأدوات والأخلاقيات التي تستدعيها تلك الحرية؟

من المؤسف أن الأسئلة في هذا السياق لا تُنتج غير الأسئلة، ولا تمتلك قدرا من الإغراء والإغواء للبحث عن إجابات جادة حول الحرية الإلكترونية وضوابطها وما يتوجّب إرساؤه من تقاليد.. وجولات في شبكات التواصل الاجتماعي تكشف عن "جرائم" بحق الآخرين وبحق اللغة وبحق الأدب و.. جرائم تكفلها الحرية الإلكترونية ولكنها جرائم لا تقع تحت طائلة القانون.

مدونتي: نقطة فاصلة
http://yacebook.blogspot.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات