بعدما انتهت تداعيات معركة ستاد الخرطوم او كادت مستنزفة ساعات من البت الإعلامي جاعلة لشعوب تترفع عن ضروراتها اليومية الملحة وانشغل بها العديد من المفكرين بل حتى الفنانون هجروا الاستودياهات استعدادا لهذه الموقعة المصيرية
وبعدما اسودت الصحف بالكتابات من النوع الرديء
وبعدما أفرغت القوامين من ألفاظ الشتم والسباب ولجوء البعض إلى الشارع لسد حاجياته من عتاد الحرب الذي يصيب العدو في مقتل
وبعدما ضحك الناس من الرسومات الكاريكاتورية التي تفنن رسامونا في إبراز ما خفي من هناتنا و أضافت ملامح جديدة لخيبتنا
وبعدما استراحت الدولة الإسرائيلية من قراءة الصحف العربية لقياس الضغط العربي الواطئ.
وبعدما أنهكت أسناننا ونحن ننهش هذا العظم لأسابيع دون أن يسد رمقنا.
وبعدما افرغ مرتادو غرف الدردشة جعبتهم من عبارات الشتم والسخرية .
جاءت بشرى المآذن لتزف إلينا نبا معركة جديدة في ميدان أرحب واعم وهكذا اندفعت جيوش المدفعين بين ميمنة وميسرة وكأنهم أمام فتح مبين
ووضعت كل الأزمات الحقيقية جانبا ليحلها الحلال. وانبرى من يذكر بقيم الديمقراطية وكأنه يعيشها واقعا في بلده
مع ان القضية لا تستحق ولا تساعد إلا في إضافة أصوات جديدة في صناديق أحزاب اليمين المتطرف
هل تساءل هؤلاء قبل ان ينجرفوا مع التيار ومنهم بعض المحسوبين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- ما حكم بناء الصومعة في الإسلام ؟
- هل هي من أركان الإسلام ؟
- هل هي مما يعلم من الإسلام بالضرورة ؟
- ما حكم من صلى في مسجد بدون صومعة هل يجب عليه ا السجود القبلي أم البعدي .؟
- هل يضحى منظر المدينة مشوها بدون مآذن ؟
- كم من ماذنة انفق عليها الكثير من الأموال تكفي لبناء منازل للعديد من الفقراء الذين يترقبون بخوف حلول فصل الشتاء ويحسبون موتاهم بعد زواله ؟
- الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) فما الحاجة إلى هذا الكم من المساجد- قد تجد مسجدين في حي واحد- و التي تتطلب أموالا باهظة يمكن إنفاقها في مجالات أخرى ؟
- لماذا نلوم من يكيل بمكيالين وننسى في غمرة العاطفة الجياشة أننا لا نقل عنهم سوءا فنحن في عديد من بلداننا لا نسمح لهم ببناء الكنائس ؟
- لماذا نخلق دائما حالة طوارئ في الدول الغربية ؟
من حقنا إن نفتخر فنحن من شجع أحراب اليمين المتطرف للامساك بزمام السلطة في أوربا كل فعل يقابل برد فعل مماثل أو اقوي
فالطرف لا يقابل إلا بأحسن منه
فمتى تحين ساعة استراح محابينا الأشاوش ومتى سترتد اهتماماتنا وقدراتنا لإسعاف ما يمكن إسعافه في الداخل ؟
إن غدا لناظره لبعيد
التعليقات (0)