مؤامرة تفريغ شهر رمضان من محتواه الحقيقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
شهر رمضان شهر دٌعينا فيه لعبادة الله ؛ هو موسم النعمات والهبات ؛موسماً عظيماً للتعوِّد على الطاعة والاجتهاد في العبادة والتنافس في فعل الخيرات ؛ ودعوة الى السلم والسلام والمحبة والوئام ؛ دعوة لنشر الود والوئام ونبذ الخصام وكل مايعكر صفو الحياة ؛ هو شهر دٌعينا فيه لتحسس آلآم الجائعين وعطش المساكين حتى يغترفوا من نبع الاخوة الأنسانية أرتواءاً ؛ أخذنا ذلك الخلق والآخلاق من قائد الانسانية ومنفس الكرب عن عياله وأمته نبينا الاقدس محمد صلى الله عليه واله وسلم فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام يبشِّر أصحابه بدخوله لعظم شأنه وجلالة قدره ورفيع مكانته ؛ ((هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَكُمْ)) هكذا كان يقول عليه الصلاة والسلام : ((هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَكُمْ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُسَلْسَلُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ )) ، ((وَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ عِنْدَ كُلِّ لَيْلَةٍ)) ؛ هذه الفضائل العظيمة التي خُص بها هذا الشهر المبارك تهز القلوب شوقا لإدراكها وأن يكون المرء من أهلها ، وأن يوفق لاغتنام خيراته وبركاته . والاستعداد لهذا الشهر يكون كما قدَّمت بالنية الصالحة والعزم الأكيد على حسن العمل وحسن العبادة وحسن التقرب إلى الله عز وجل ومجاهدة النفس على ذلك .
ينبغي أن يُعلم الجميع أن أعداء الدين يدركون فضل هذا الشهر وعظيم مكانته ؛ ولهذا فإنهم قبل دخوله يخططون ويدبِّرون في كيفية حرمان شباب المسلمين وأبنائهم من خيرات هذا الشهر ، ولهذا تكثَّف الملهيات والصوارف والأفلام والملاهي بشكلٍ أكبر ، حتى إنه ليُظَن في بعض الأمكنة أن الناس دخلوا موسم لهو ولعب ، ولهذا ينصرف كثير من الشباب إلى وسائل اللهو واللعب ومشاهدة الأفلام والتي تعَدّ من قبل رمضان بشهور حتى تفوّت على الشباب إدراك خيرات هذا الشهر العظيم ، فقد دأب أعداء الإسلام منذ ظهوره على محاربته والعمل على تحجيمه بالقوة إن تمكنوا، وإلاَّ بالمكر والخديعة، ومن جملة أساليبهم الماكرة ووسائلهم الخادعة في صراعهم مع أمة الإسلام لُبْسُ الحق بالباطل، بهدف تفريغ الإسلام من محتواه، كما أخبر تعالى مبينا عن أسلوب يهود في محاربة الإسلام وأهله {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
فما أن تبدأ الأيام تقترب من رمضان حتى تبدأ سياسة تفريغ رمضان من محتواه، فتنطلق الحملات الإعلانية تتبارى وتتسابق في رمي سهامها المسمومة إلى عقول وقلوب المسلمين، لتوجهم وتدعوهم إلى سلوكيات وأعمال يُعصى فيها الرحمن ويُطاع فيها الشيطان، فيتحول شهر رمضان من شهر طاعة وفضيلة إلى شهر معصية ورذيلة ؛ وهذا المنهج استرسل عبر الازمنة الماضية منذ العهد الاموي وكما أشار لذلك المحقق الاستاذ الصرخي الحسني في محاضرته الرابعة من الدولة..المارقة...في عصرالظهور...منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) حيث ذكر قائلا ( الوليد الأموي يخالف سنة الصحابة ويترك صيام شهر رمضان!!! (.. في فوات الوفيات4، قال الكُتُبي: {... واستقبل شهر الصوم في خلافته بالمجون والشرب، فَوُعِظَ في ذلك فقال: ألا مِنْ مُبَلِّغ الرحمنَ عنّي...بأنّي تاركٌ شهرَ الصيامِ، فَقُل لله يَمنَعْني شرابي...وقل لله يمنَعْني طَعامي}}
هذا هو منهج التدليس والتلبيس ومنهج التفريغ الذي يسعى اليه المغرضون من كل الطوائف والاجناس تحريف شهر رمضان عن محتواه الحقيقي وتشويه المضمون فيه كما قال عَزَّ وجَلَّ: {لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ} [الأنعام: 137 _سياسة التفريغ الاسلامي من محتواه الحقيقي. http://cutt.us/pf6kZ
التعليقات (0)