.خرجت كالعادة مساء اليوم فالفيت الشوارع مكتظة بالناس الكل يحمل في يده شيئا ثقيلا اوخفيفا ،رجال الشرطة منهمكون في  فك اختناقات المرور . واينما حللت في الشوارع أو الازقة تجد اضافة الى بائعي الخضر والفواكه والبهارات و.. اشخاصا آخرين متخصصين في شحد السكاكين  ،منهم من يستعمل الالة التقليدية  وهى عبارة عن فرص من الحجرالصلب يدور بواسطة الرجل ،أوأخرى تعمل بالكهرباء وقد ربطت باسلاك  هشة من الدكاكين المجاورة ويمكن ان تتسبب في كوارت رغم تغطيتها بالكارطون. هناك وجدت صديقي محسن   يراقب  عن كثب احد هؤلاء  وهو منهمك في ادارة القرص برجله ويداه ممسكتان بسكين طويلة  يمررها من الاسفل الى الاعلى محدثثة صوتا لاتتحمل الآذان ، والناس  ينتظرون دورهم كل واحد يشهر سيفه عفوا سكينه    .

وكعادة صديقي محسن اعجبه هذا المنظر واردف قائلا :

-       هل نحن في استعداد للحرب !?

-       سبحان الله اسي محسن راه غدا عيد الاضحى والناس تشحذ السكاكين للقيام بهذه الشعيرة

-       وما الداعي للتدجج بهذه الاسلحة فتكفى سكينة واحدة وشحذها سهل باستعمال حجر خشن او اي

أداة صلبة  

-       انه رزق ساقه الله الى هؤلاء الشحاذين ومنه سيشاركون الاخرين في شراء بعض لوازم العيد

-       يا اخي لماذا هذه الهيلالا   و المظاهرالكذابة

-       اسي محسن راك تتدخل في شؤون اكبر منك والعيد مجال لابراز سيماء البهجة والاحتفال وعنوان للتضحية والفداء

-       يااخي لما اصبحت الاشياء عندنا معكوسة وشكلية تختصر القيم في الوعظ  الارشاد وليس غرسها في بناء الشخصية . لماذا نختزل التضحية في اراقة دماء الخروف.. الذي نملا بلحمه الثلاجة ولا تنصدق ولو بجزء بسيط منه لان الجميع ولو كان فقيرا تكلف مصاريف العيد ..

-       قد يظن من يسمعك انك تغرد خارج السرب..

-       ابدا هذه سنة مؤكدة وشعيرة معتبرة لكني اعترض على الشكل والخروج عن القصد والهدف الحقيقي  من هذه  السنة ... يا اخي مازالت دماء اخواننا لم تجف بعد في الصحراء ..لماذا  لا  يسعى هؤلاء المدججين بالسكاكين للانتقام لاخوانهم  من اولئك المخططين والمحرضين من بعيد لهذه المجازر الوحشية  فهذه هي التضحية الحقيقية

-       هي سلحة بدائية وهمجية ولا تحقق اي شيء أمام الاسلحة الحديثة والمتطورة التي يجب ان نواجهها بالمثل. ثم ان الحرب ليست الحل الأمثل  أمام الطرق الدبلوماسية

-        أنا اومن أن لكل فعل رد فعل يساويه في القوة فبما انهم استعملوا السكاكين ودبحوا دون رحمة اخواننا فلنعاملهم بنفس الفعل والبادي اظلم ..

-       يااخي هذا الفعل ينم عن الوحشية والبدائية البعيدة عن المدنية والتحضر وقد افتضحوا أمام الراي العالمي ونحن  نعتز بقيم الحضارة ولن  ننساق وراء غضبنا فنصبح مثلهم

-       لقد صبرنا كثيرا وعاملناهم بالحسنى لكن للصبر حدود

-       اطمئن اسي محسن .. واترك السياسة للسياسيين فقد استوعبوا الدرس ولن يتركوا الامر يمر بسهولة. ثم لا تنس شراء ما وصتك به الزوجة  الى بغيتي تدوز ليلتك على خير..  

-       عندك الحق ولينا تندخلوا الدار ونحن نطلب غيرالسلامة  وألا تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ من التراشق بالالفاظ ، رغم ما تمطرقنا به بعض القنوات من قيم المودة والرحمة والتساكن.. ألم اقل إن الامور اصبحت معكوسة ..

-       شئ آخر اود ان الفت انتباهك اليه :لاتترك الطفل الصغير يحضر عملية الدبح مثل العام الماضي فتجنبه الكوابيس  التي عانى منها لشهور. و اعمل على ازالة ذلك المشهد من ذاكرته الذي قد يؤثرسلبا على سلوكه  مستقبلا  ويصبح ضحية لبعض المتطرفين.. والى اللقاء