مواضيع اليوم

لو خيروني....تابع

خواطر مراهقة

2010-11-15 14:35:32

0

 

لو خيروني

  ......................................................................................

 

 أما شيخنا المبجل المحظوظ  تفتح له القنوات على مصراعيها ينفث فيها علمه وخبرته  في الوعظ و.. مستعينا بأساليب  بلاغية لاستقطاب ..وخلال دقائق يحصل على رزم من الدولارات يكتنزها في البنوك الإسلامية أو الربوية  ويوظف بعضها قي المشاريع العقارية وغيرها من الاستثمارات، كما يتسابق أرباب الشركات لإشراكه ك(عضو شرف)   لتحل بركته في الأرباح فتضاعفها . وبين عشية وضحاها يجد الشيخ نفسه غارقا في وسخ الدنيا  ،ففي غمرة شهرته وكثرة مريديه لن يكون لديه الوقت لتفقد أمواله التي حلت بها بركته فيربا بنفسه أن ينشغل بها   ولا يليق بمثله أن ينشغل بأغراض الدنيا الزائلة ، فيسلم إدارتها إلى سكرتيرات ومدراء بينما ينصرف هو إلى عمله الدعوى  ينتقل من قناة إلى أخرى  مستقطبا بعض الشباب والمراهقين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحب وسدت في وجوههم الأبواب ويتطلعون إلى الحلول السحرية لذى الشيخ . ولا يقتصر الأمر على هؤلاء فهناك من الطبقات الراقية من مل حياة الترف وأحس بنوع من الذنب تجاه الطبقات الفقيرة فالتمس لذى الشيخ نوعا من التكفير عن الذنب مما يضاعف من رصيد الشيخ عبر المكالمات الكثيرة التي تجعل البعض ينتظر أكثر من نصف ساعة وكل ذلك مقدور عليه وتافه عند المتصل أمام الفوز بمكالمة الشيخ مباشرة. وكلما كثرت المكالمات وطالت كلما تضاعف الإشهار و ارتفع رصيد الشيخ  واكتنز أكثر ،متجاهلا    الآية الصريحة: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )

ولا يقتصر عمل شيخنا على القنوات بل يدعى إلى المؤتمرات والمنتديات والندوات والمحاضرات  مدفوعة الأجر مسبقا ومختومة بأغلفة مكتنزة بالعملة الصعبة ..فحيثما حل أو ارتحل يحتفى به ويقدم له التمر والحليب ويتسابق الجميع للتبرك بملامسة يده أو كتفه  وحتى طرفا من ثوبه وهو يوزع عليهم ابتسامته الوديعة  ويدعو لهم بالتوفيق والسداد ولا ينسى أن يحذرهم من  الطمع والافتتان  بقشور الدنيا الزائلة ..

وبما أنها تجارة مربحة فقد كثر الشيوخ واحتدت المنافسة وصلت أحيانا إلى التنابز بالألقاب بينهم فذا يتهم زميله بالفشل وانه غريب على الميدان وغير أكاديمي و(يهرف بما لا يعرف) ويرد عليه آخر بالمثل ناهيك عن نوعية المواضيع التي يتطرقون إليها والتي تدخل في إطار الإثارة  وجلب اكبر عدد من المشاهدين  مثل: رضاعة الكبير والاختلاف  في الكيفية باللقم أم بالشرب ولكل أدلته الشرعية واللغوية .سقوط الذبابة في الطعام ورجم القردة الزانية، وتحريم الزوجة إذا ناديتها و أنت تمازحها (يا ماما)...

 الإكثار من استعمال فعل كان و التعسف في إسقاط الماضي بعنف على الحاضر. متناسين قول احد الصحابة (علموا أبناءكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ) كل هذا دون إغفال الصراع المذهبي و تشكيك كل طرف في عقيدة الآخر مما يسقط المشاهد في البلبلة والشك والحيرة . في السابق كنت اقرأ عن   بعض المذاهب ولا اصدق بعض مظاهرها حتى أصبح مكشوفا عبر القارات..

- لما ذا يركزا البعض على المسائل الهامشية التي تثير التقزز لدى الآخر وتستهلك الجهد الذي يمكن صرفه في البناء.. في الوقت الذي  ينصرف فيه عما لديه من صور مشرقة يمكن أن تضمن له التعايش مع الغير

- لماذا يصر بعض من هؤلاء على نشر الفتنة مع أنها اشد من القتل وتستبيح المساجد والكنائس .

- كيف يرتاح ضمائر البعض وهم يرون وسائل الإعلام تنقل مشاهد عن حصاد ما اقترفته أفواههم ولحاهم التي يزينها البعض بقطرات لامعة لجلب نوعية من  المشاهدين..

- لما يتفنن هؤلاء على نقل المعركة إلى الدول الغربية الآمنة بقياسهم مع انعدام الفارق

-لماذا لم نسمع عن شيخ تبرع بماله في سبيل منكوبي الفيضانات..اقتداء ببعض الصحابة

- من نصب هؤلاء أوصياء على المسلمين البسطاء الذين يلهثون وراء لقمة العيش ويشغلهم الشيخ  بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء..

- لماذا لم يبتلى آباؤنا وأجدادنا بهذه المظاهر والفتن رغم أن بعض الدول العربية الإسلامية تنضوي تحت راية الخلافة الإسلامية التركية  

     ثم ما هي القيمة المضافة لهؤلاء غير ازدياد الجرائم النوعية وانتشار الفواحش ما ظهر منها وما بطن واكتساح العنف جل أنحاء العالم وكثرة الضحايا وانحرف الشباب. ولا يغرنك رؤية منقبة هنا وهناك فقد يكون تحت الإكراه أو نوعا من التجربة  أو حبا في التميز..

في الماضي كانت لدينا في المغرب قناة واحدة تبدأ بقراءة جزء من القران يعقبه التفسير وبرنامج ركن المفتي كل أسبوع. وظلت الشعائر عادية في شكلها وبسيطة في أدائها، وقلت الجرائم ولم نسمع بجناية ضد الأسلاف أو الأبناء ..فرب إيمان  كإيمان العجائز، ولم يبطل صلاتنا السدل أم القبض  ولم نهتم بالإسناد بالركبة أولا أو اليد عند الجلوس للسجود...

لذا وجب التفكير في هذا الموضوع وهل ما اكتنزه هؤلاء حلال أم سحت ولم لا إخضاعهم للسؤال من أين لك هذا ؟ ومدى مساهمة البعض في خلق الفتنة وتوريط بعد المتهورين في ما لا تحمد عقباها ..

 وفي النهاية لن احسد هؤلاء ولن اغبطهم كما أنني لن اختار أن أكون شيخا رغم الإغراءات المادية التي لا تساوي شيئا إمام المخرجات  النوعية التي لن تبقي ولن تذر...

لو خيروني............يتبع

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !