.................................................................................................................................................................................
بين المعلم وشيخ احدى القنوات لاخترت الاخير لان الاول وكثيرا من زملائه يظلون طوال حياتهم بين مطرقة المناهج والقرارات الادارية ، وبين سندان الواقع بما يحفل به من اكراهات ( اكتظاظ، بنية تحتية مهترئة، ضعف المستوى، التهميش..) زيادة على منافسة وسائل الاعلام من دش وانترنت وجوال.. فيعجز عن التوفيق بينها ،وما ان ينسجم مع برنامج او مخطط.. حتى يفاجا باخر اكثر تعقيدا وادعى لبدل الجهد اتقاء لمضايقة بعض المشرفين الذين يدعون انهم اوصياء على تطبيق هذه المناهج الجديدة ولو بصيغة (كوكوت مينوت) فيتمادون في محاسبته على الشادة والفادة، في حين يلتمس الواقعيون منهم لهم العذر . فاذاكانوا هم لم يهضموا بعد اكثر مضامين البرنامج مع ما يتوفر لهم من ندوات ولقاءات فما بالك بمن ...
وفي اتون هذا الوضع تظل نفسه وروحه معلقة بنهاية الشهر حيث يصطف مع زملائه امام الشباك الاوتوماتيكي منتظرا دوره لاكثر من نصف ساعة . ثم يقذف بدريهمات سرعان ما تتبخر بين لوازم الكراء والكهرباء والماء والبقال و..في انتظار نهاية شهر آخر. فهو في صراع مع العجزالمزمن في ميزانيته الهزيلة المثقلة بالديون. واحيانا وهو داخل الفصل يشرد ذهنه وهو يفكر في ابنه الذي تركه وحرارته مرتفة، وقد وصى امه ان تسستعمل الماء البارد وبعض الاعشاب او تستدعي امها ،حتى لايضطر لاقدر الله اذا تدهورت الامور للذهاب به الى الطبيب ثم الصيدلى. مما قد يضطره الى الاستدانة من جديد عند احد الاقارب ،الذي يقف امامه منكسرا مذلولا لان حياة الابن تستوجب التضحية ولو بآخر رمق من العزة والنخوة. والطامة الكبرى اذا حل عيد الاضحى وانتظار الابناء للكبش و ملابس العيد ودعوة الاقارب والاصهار و السفر،عندها سيجد نفسه تحت رحمة اصحاب القروض الصغرى إلامن رحم ربك . وبذلك يسقط في دوامة من امواج الكريدي العاتية ما ان يرفع راسه حتى تصدمه موجة اخري فثالثة ثم رابعة ، وفي احيان تكون قوية تفقده توارنه فترمي به في قاع البحر وهناك تحوم حوله الاسماك ولا تتجرأ على نهشه ربما احتراما له واعترافا بفضله او ليس في جثته ما يغريها ..
ونتيجة لهذا الوضع تقتحمه أعين المجتمع ،وقد يصبح موضوعا للتندر.. رغم تضحياته وتحمله كل موبقات المجتمع التي ينقلها اليه المتعلمون ،وعليه التكيف معها . فالمفروض منه ان يكون معلما، ومربيا ،ومحللا نفسيا واجتماعيا وذا بنية قوية قادرة على تحمل عنف بعض المشاغبين من التلاميذ ،ولم لا احتراف احدى رياضات الدفاع عن النفس باعتبار ما قد يستقبل من الاحداث.اما بعض الاباء فعوض الاعتراف بفضله والوقوف في صفه .، واقتداء ببعض المسؤولين لا يجدون حرجا في اتهامه بالضلوع في تدني مستوى التعليم وانحراف الابناء بل يكادون يورطونه في جريمة غلاء اسعار الخضر وغيرها ..واذا سلم من كل ذلك وامتدت به السنون واشرف على التقاعد فقد ياتي في غفلة منه من يحذره الا يقيس ابنه . ففي الآونه الاخيرة ظهرت تقليعة جديدة متمثلة في جمعيات منتشرة بطريقة غير طبيعية شعارها (ماتقيش ولدي) وهو هدف نبيل اذا حسنت النوايا ، ووضح الفصد، وذاك سبيل لردع كل المتهورين و ضعاف النفوس ووضع حد لكل انتهازي مهما كان موقعه ،لكن قد يطال الامر ضحايا بسبب تصفية حسابات اوغيرها ،فيجدون أنفسهم بعد عقود من العمل في قفص الاتهام امام هذه الجمعيات مشتة ماتبقى من شمل سمعتهم وعرضهم وما يترتب عنها من ازدراء الزملاء والمجتمع ومقاطعة الابناء وطلاق الزوجة.. وتنظر إليهم المحكمه كملائكة معصومين من الخطا وليس اناسا قابلين للانزلاق. وفي النهاية قد يكونون أبريئا ومع ذلك لن يعتذراليهم احد ولن تنشر الصحف التى سودت سمعتهم سطرا عن براءتهم . وحتى لوفعلت فقد خسروا الكثير ومستحيل ان يستردوا وضعهم السابق بل سيتخدون نمودجا سيئا ومثالا ...
ومع انني ضد كل عمل يهدف الى انتهاك عرض الاطفال باي شكل من الاشكال وكل من تبت عليه ذلك يضاعف له العقاب. الا ان الملفت للانتباه ان هذه الجمعيات لاتنشط سوى داخل اسوار المؤسسات التعليمية وهذا حقها ،لكن عليها ان تضاعف نشاطها خارج باب المؤسسات فتحارب اصحاب السيارات الفارهة الذين يستقطبون الفتيات بعد خروجهن من المدرسة اوفي الطريق الى المنزل، بما يغدقون عليهن من اوراق مالية و..فالطفل بصفة عامة يعتبر تلميذا منذ خروجه من المنزل للدراسة الى حين عودته ..ولماذا ينحصر عمل هذه الجمعيات ذاخل المحاكم لماذا لم يشاركوا الآباء والمربين في توعية الابناء وتحصينهم ضد الذئاب البشرية المنتشرة في كل مكان. الم تتساءل النساء المنضويات تحت هذه الجمعيات لم لم يتحرش بهن معلمهن وهن تلميذات لماذا نعمل دائما وباصرار وفق المثل القائل ( طاحت الصومعة علقو الحجام ) وما محل اطفال الشوارع من الاعراب اليست لهم اعراض ام ان ياء النسبة لاتصلح ان تلحق اسماؤهم ...
وفي اوقات الصفاء يتحسر المعلم على سنوات السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي حيث يحظى المعلم باحترام الجميع ويتخذ قدوة ونبراسا ..كما يتميز بوضع اقتصادي مريح يملك اضافة الى المنزل سيارة وثلاجة و.. ويقضى عطل نهاية الاسبوع في اماكن مختلفة ،ومنهم من تسلق السلم الاجتماعي والسياسي فاصبح محاميا ورئيس حزب واحياتا وزيرا ..وهناك من استثمر في الاراضي حين كانت برخص التراب ثم حال عليها احوال فاصبحت بالملايين .او اهتم بمشاريع اخرى فاصبح من الميسورين وتحرر من قيود الوظيفة واغلال الراتب الشهري التي تضاءل مع الزمان بسبب التضخم وسياسة التقشف و التجويع .... اما شيخنا المبجل ....يتبع
التعليقات (0)