ان طبيعة موقع فلسطين ، وطبيعة أهلها تقول أنها دوما ديمقراطية وعلمانية وستبقى ، وان ما يلاحظ من انتشار النزعة الدينية في العقدين الأخيرين يرجع الى :
1- النزعة الدينية سهلة وسلسة في الشرح والدعاية وسطحية .
2- صعوبة الفصل بين التدين العادي والتدين السياسي ، فلكل أهدافه ، ما بين بسيطة وعادية ، وبين تفاعل وحراك وانتماء .
3- طول فترة الصراع في فلسطين وشراسة العدو الاسرائيلي ، وتعنت اسرائيل في التجاوب مع مبادرات جميع الحلول من حلول عربية الى فلسطيية ،.
4- فشل كل الوسائل السياسية والعسكرية لتحرير فلسطين ، مما أصاب الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني بوجه خاص باليأس من الطرح العربي للحلول ، والتوجه الى الغيب ، الى الله لحل المشكلة .
5- في صراعها مع منظمة التحرير غضت اسرائيل الطرف عن الامتداد الدينى في الأراضي المحتلة ، لكونة رفع شعارات معادية لمنظمة التحرير
6- تلقف الاسلام السياسي لهذا الشعور وخلط الشعار الديني مع الشعار السياسي مع الشعار الوطني في فلسطين ، فوجدت فيها الجماهير الفلسطينية ضالتها .
7- فساد السلطة التي تمخضت عنها اتفاقية أٌوسلو،وتلكؤ اٍسرائيل في تنفيذ متطلبات السلام ، والاتفاقيات التي وقعتها مع منظمة التحرير ، مما ساعد في اذكاء التوجه للمنظمات الدينية في الساحة الفلسطينية .
8- تنوع الأشكال الدينية وتلونها الانتمائي ، من التوجه الهادىء ، الذي يعتمد الكلمة للدعاية ، الى التوجه العنيف ، أو الخلط بينهما .
9- التمويل المالي القوي من الخارج الذي كانت المنظمات الدينية بحجج دينية ، من زكاة أموال ، ومساعدات بدوافع مختلطة ، دينية ووطنية وحزبية .
وهناك أسباب أخرى لها دورا ثانويا في هذا التوجه منها :
1- تساير السياسة الرسمية للدول العربية مع مخططات انهاء القضية الفلسطينية ، لأنها أصبحت تشكل عبئا ثقيلا ، وله متطلبات لا تستطيع التجاوب معها بحكم ارتباطاتها العالمية مع دول لها علاقات قوية مع اسرائيل وخصوصا الولايات المتحده .
2- مقاومة الأنظمة العربية لأي روح تثويرية داخل أراضيها أو عبر حدودها ،نتيجة للتأثر الشعبي بالقضية الفلسطينية .
3- محاولة الدول العربية المحيطة باسرائيل تدجين المنظمات العاملة من أراضيها ، أو منعها كليا من العمل من أراضيها وعبر حدودها . وتحجيمها للحد الأدنى ، وجعلها في الظل ، واستخدامها كورقة للمزايدة عند الطلب ، حسب مصالحها .
4 - تفكك الاتحاد السوفياتي ، مما أخل بموازين القوى الداعمة للقضية الفلسطينية .
5- ضعف اليسار الفلسطيني في الداخل والخارج لأسباب سياسية وعدم المشركة في اتفاقيات اوسلو ، و انحسار المد الثوري العالمي ، وضعف التمويل المالي ، وذلك نتيجة لاستحواذ فتح على كامل ممتلكات منظمة التحرير .
كل هذه العوامل ساعدت بشكل أو بآخر في تغليف الصراع في فلسطين بالثوب الديني ، ولكن ورغم كل هذا ، فان فلسطين عبر تاريخها وموقعها وطبيعة شعبها لن تكون غير ديمقراطية وعلمانية .
التعليقات (0)