لعبة بتر الحقائق وتزييفها عند دواعش الفكر والسلوك
عندما تريد الحقيقة بعينها فعليه أولاً أن تجرد النفس من كل العواطف والمؤثرات ، وأن تمنح الحقيقة من الصبر والجهد كي تعطيك من نفسها ما يعينك على معرفتها، وإلاّ عميت عليك وتلاشت من أمام عينيك كخيط دخان تلاشى في الهواء، وما يصيبنا من نكبة تزييف وتغيير للحقائق هي ناتجة عن خمولنا وكسلنا في تقصيها والبحث عنها ومعرفتها عن قرب، بل اكثر من ذلك نتيجة هذا ما ألفينا عليه اباؤنا فالقينا عليه رداء القداسة والتبجيل و لأننا وبكل بساطة نعيش وضع الخادرة التي لفت نفسها بخيوطها، واستغرقت في نومها في حين أن الكاذبين والمدلسين والمتكبرين يعملون بجد وبحركة دؤوبة في الساحة الدعوية والإعلامية، ليبثوا سيطرتهم وهيمنتهم على كل مفاصل الحياة، وليتمكن عبر هذه السيطرة من إعادة تشكيل عقول الناس وفق ما يريد، كما حاول عبر إيحاءاته أن يجعل الأمم الأخرى تراه بعين الإجلال والإكبار ليكون المثل الأعلى في الاقتداء. إن أئمة التدليس التيمية قادرين على لبس أقنعة الخداع ببراعة فائقة، فهم يظهروا أخلاقاً على سجية أخلاق فرسان العصور القديمة و الوسطى على خلاف حقيقتهم، ما يبهر الكثيرين - ممن عميت عليهم الحقيقة - بمعسول الاوصاف وكثرة الفتوحات فمثلاً نحكي عن فتوحات القادة وما اختلج بمكنونات الحوادث ووصفها ومجرياتها عبر تحقيق وتدقيق لمجرياتها من قبل بعض الدارسين والمحققين لتأريخ الاسلام اذ يذكر الصرخي الحسني في محاضراته وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري وفي محاضرته 41 " افتراءات وأكاذيب التيمية واتهامهم للمفكرين والحكماء بالطائفية مثبتاً أنّ أئمة التيمية المدلسين يبترون الحقائق ويزيّفونها بلا محاسبة ضمير .. ردًا على الافتراءات والأكاذيب التيمية بإقحام اسم الطوسي في أحداث سقوط بغداد من قبل جيش هولاكو !! كما وأكد الصرخي أنّ افتراءات وأكاذيب التيمية نموذج من إرهابهم الفكري ومن خزعبلات الشاب الأمرد وتجسيدات الأرباب المليارية
قال الصرخي في المورد 44: ابن الفوطي فيلسوف، مؤرِّخ، إمام، محدّث تتلمذ على يد إمام التيمية ابن الجوزي، عاصر أحداث سقوط بغداد وتم أسره مِن قِبل المغول، وقد ألَّف كتابه (الحوادث الجامعة) بعد عام مِن سقوط بغداد، وذكر أحداث (656هـ) فلم يرد فيها أي ذِكر للطوسي لا في بغداد ولا مع جيش هولاكو الغازي!!! فَمِن أين أتى التيمية بخرافتهم وأكذوبتهم وافترائهم على الطوسي وإقحام اسمه في أحداث سقوط الخلافة في بغداد؟!! إنّها خزعبلات الشاب الأمرد وتجسّدات الأرباب الملياريّة
ما يؤسف له ان تزييف الحقائق فن ظهر قديماً ومازال ولا يحتاج المدلسون أو إعلامهم بعدها أن يبذل أي جهد أو أن يعلن عن نياته، أو يظهر قسوته وظلمه ما دام هناك من تتلمذ على يديه وأخذ عنه كل أساليب الخداع وخلط الأوراق والتلاعب بالحقائق وبعثرتها وهؤلاء ينوبون عنه في تنفيذ هذه المهمة على أكمل وجه، ويبقى هو بعيداً محتفظاً بصورته المتحضرة الناصعة، وما عليه إلاّ أن يشير بالخفاء بأصبعه الصغير، لتنبري الأحجار على رقعة الشطرنج، تتحرك بحرك رشيقة لا إرادية وهي موجهة من بعيد عبر الكونترول لتنفذ عن سيدها الأكبر كل ما في خاطره، من مشاريع خبيثة تهدف إلى شرذمة المنطقة وتقسيمها، وافتعال الحروب وضرب الأبرياء العزل في كل مكان
http://cutt.us/Rz2PW
التعليقات (0)