سألني صاحبي وقد احتد النقاش وبلغت الحناجر مداها : فين المبدأ ديالك ؟
تجاهلت سؤاله ظنا انه يتوسل به الهروب من النقاش ولما ألح وبلهجة تنم غن التحدي الممزوج بالسخرية ، سبحان مبدل الأحوال. فين المبادئ التي كنت تتشدق بها زمان؟ استفزتني أسلوبه فصحت فيه بنفس اللهجة : ليس هناك مبدأ و لا هم يحزنون
ازداد استغرابا مرددا : وهل يعقل أن يعيش المرء وفي مثل هذه السن بدون مبدأ؟
رددت عليه باختصار وببرود : لا مبدأ بدون حرية وسؤالك سيكون مشروعا عندما أعيش في دولة ديمقراطية تضمن لي حرية التعبير والرأي والاعتقاد و.. أما تحت القهر والاستبداد فغير مستساغ وغير موضوعي أن يكون لديك مبدأ فأنت وكثير غيرك مضطر لتغيير جلدك مرات كل يوم لتحقق أهدافك وتعيش في سلام . ولا يغرنك من يوهمك بسحنته ولباسه واندفاعه، فتلك تقية وهروب إلى الأمام ، ولو كان في مكان غير المكان لغير وجهته، إنما المصلحة والإكراه فرض عليه التأقلم مع الوضع حفاظا على مكانته أو مركزه..
ورغم عدم اهتمام صاحبي بما أقول تابعت حتى الشعائر الدينية قد لا تتحكم فيها فيفرض عليك الصيام والعيد في اليوم الذي يوفق هوى أصحاب الحال .ثم قل لي هل تستطيع إن تبوح ببعض الأفكار والآراء حتى لنفسك؟ و كيف تقيم ما يجري ألان في بعض الدول حيث يفرض عليك رؤية أحادية وترى الغالبية يصفقون لها ومنهم من يؤمن بخطئها لكن شعارهم المصلحي :
انأ من غزية إن غزت غزيت وان ترشد غزية ارشد
وقديما قيل الناس على دين (ملوكهم-سلطانهم-أميرهم-رئيسهم)
التعليقات (0)