كلما مرت سحابة دكناء في السماء إلا ورفع بوشعيب وجاره أيديهما إلى السماء تضرعا إلى الله أن تكون بشير خير لأمطار تنبت الزرع و تملأ الضرع . فالأخير يملك 40 رأسا من الغنم وبقرتين أحداهما حلوب بالإضافة إلى ثور يخصه مند مدة بالعلف الجيد لكي يحصد مبلغا محترما حين يأخذه إلى السوق متمنيا ألا يصرف ثمنه كعلف لزملائه في الزريبة
اخذ الجلالي مكانه كغير العادة أمام التلفاز . نظر الأبناء الى بعضهم باستغراب فهنية تريد مشاهدة أحداث مسلسلها التركي. وكانت في السابق تتغلب على أخيها الصغير الذي يحب الرسوم المتحركة. فإذا كان أخوها الصغير مقدورا عليه فما عساها تفعل مع أبيها خاصة إذا استحلى القعدة، وصار ينضم إلى السهرة كل ليلة . أدرك ما يدور بخاطرها فسألها متى يحين موعد النشرة الجوية ؟ تنفست الصعداء لان مسلسلها يبت بعد النشرة مباشرة بقى متسمرا أمام التلفاز متوقعا إخبارا سارة ، رغم انه في قرارة نفسه يؤمن بان الغيب لا يعلمه إلا الله ، ومع ذلك يقر أنهم في بعض الأحيان يصدقون كما اخبره جاره بوشعيب الذي يلقبونه بالفهيم . تشعب كلام المذيعة حول الضغط الجوي والحرارة الدنيا والقصوى وجزر ابيريا ..كلها مصطلحات لا يفقهها ولا تلامس همومه . نبهته ابنته بنهاية النشر فقام وهو يضرب كفا بآخر، وقد تيقن انه سيضطر مرة أخرى لشراء العلف في السوق الأسبوعي و التضحية برأسماله الوحيد "الثور" و اذا تاخر القطر لاقدر الله فلا مفر من بيع ماشيته ولو برخص التراب . تذكر كلام جاره الفهيم الذي طالما نصحه بالصبر ونهايته السعيدة و"ان بعد العسر يسرا " و " ان الله مع الصابرين " خرج يبحث عنه قرب المسجد الذي تعود الجميع الجلوس بجانبه قليلا من الليل - لماذا تاخرت عن الجماعة اسي الجيلالي ؟ - كنت استمع إلى النشرة الجوية لعلي انقل إليكم الأخبار السارة لكن هيهات - فجات انبرى المعطي مزيحا عن جسمه طرفا من السلهام : لماذا لا تتدخل الحكومة لانتشالنا من هذا الهم القاتل ؟ لماذا لا تدعم وزارة الفلاحة الفلاحين ومربى الماشية ؟ لماذا لاتوفر الاعلاف في الاسواق بثمن مناسب؟ قاطعه الفهيم : انك تحلم ا سي المعطي انهم لا يسالون فينا إلا حين تنضج محاصيلنا وياخذونها بثمن بخس رد التهامي بعد ان استرجع وضعية فمه المفتوحة على مصراعيه من فعل التتاؤب لولا الرحمة التي تنزل من السماء لما عرفنا الطريق الى الاسواق.. لولا كدنا وعرقنا لما تمكنوا من ابرام صفقات مع الغرب و التي يجنون منها اضعاف ما يصلنا وقد يضطرون اذا لم يتداركوا الوضع في يوم من الايام الى استيراد الماشية وغيرها تنهد بوشعيب بصوت مسموع يا الاهي ارفق بحالي فانت تعرق عجزي و قلة حيلتي امام مشاكل الحياة اللهم رفقا بهذه الماشية ولاتكلها على من لا يرحمها لم يمهل الجماعة اللهم ارحم والدتي فهي من الحت علي بالزواج :" اتمنى يابني ان افرح بك قبل ان اموت اتمنى ان الاعب ابناءك لاتحرمني هذه الامنية الله يرضى عليك . آ الوالدة انني لااملك غير هذه البهائم والزواج مسؤولية و تدبير اعوام ليتني ما طاوعتها .الآن عندي بنت على وةشك الزواج ولم يطرق احد بابي طالبا يدها -استدرك الفهيم اشتري لها عقدة للعمل في الخليج.. - الله احفظ اخويا هل تريدني ان اكون مثل المفضل الذي باع ثيورين لشراء العقدة لبنته التني سافرت هناك ... ثم انكم تعرفون نهاية القصة. يحاول المعطي مقاومة الضحك : الطمع اعمى الناس وصاروا لايفكرون الا في جني الاموال ولا يفكرون في العواقب بل هو الفقر وانعدام الحيلة وليس الوحيد الم تقرا الجرائد هناك من باع بنته كخادمة في البيوت او..في الفنادق نظير تسلم مبلغ هزيل كل شهر - ان المفضل وقع ضحية للسماسرة لوكان يعرف مصير ابنته لما فرط فيها ولو بكنوز الدنيا ثم من سمح لهؤلاء السماسرة للمتاجرة في اعراض الناس - لم يتمالك الفهيم نفسه حين راى سيماء السخرية تكسوملامح المعطي : شوف لاتتعجب. اللى يتعجب يعكب ( من تعجب يبتلى اخيرا) انت زعما ماعندك غير الاولاد . لاتفرح فهناك عينه من السياح ينتقلون بين القارات لانتهاك اعراض الاطفال.. - ذاك في المدينة الله اينجينا منهم - اليوم كل شيء قريب بفضل الطوبيس - صاح الجيلالي اللهم ان هذا منكر داك الشيء علاش الله مانزل الشتاء - هذه الظاهرة منتشرة فى جميع البلدان بل حتى في بعض الاماكن التي تدعي انها محافظة اكثر من القياس - لهذا نجد المطر حين يسقط في مكان يتحول الى فيضانات وكوارث - سال بوشعيب جاره وهو يتهيا للوقوف مودعا هل مازلت مصرا على اخذ الثور غدا الى السوق - ان شاء الله فما باليد حيلة اذن سانتظرك في السوق لكي لاتكون فريسة سهلة للسماسرة -
التعليقات (0)