مواضيع اليوم

لاعبون وملاعب...

أحمد الشامي

2013-12-12 19:01:53

0

في مقالة مهمة تابع موقع "ديبكا فايل" اﻹسرائيلي تفاعلات الانقلاب اﻷمريكي على حلفاء العم سام التقليديين وخروج التحالف اﻹيراني اﻷمريكي من الظلال ٳلى العلنية. بحسب معلومات هذا الموقع تتشكل محاور جديدة ومتحركة في العالم خارج الخطوط المعهودة بين شرق وغرب.

التحالفات الجديدة تتشكل تدريجياً وتتغير من يوم لآخر فاﻷمريكيون المحتاجون للخروج الآمن من أفغانستان يمدون اليد علناً لطهران وموسكو ويديرون ظهرهم لحليفهم الباكستاني التقليدي الذي يمم وجهه صوب الصين، صديقته القديمة المتجددة، وصوب آل سعود الطامعين في النووي الباكستاني.

عدوة باكستان التقليدية، الهند، تتقارب مع ٳيران، ومع الولايات المتحدة التي كانت محسوبة فيما سبق على العدو الباكستاني. في ذات الوقت ابتعدت الهند عن موردها اﻷساسي للأسلحة الحديثة، ٳسرائيل...

ٳيران تعد العدة لبسط نفوذها على أفغانستان عبر "الهزارة" الشيعة، وتريد أن تكرر هناك الدور الذي يقوم به علويو سورية لصالح الولي الفقيه. لهذه الغاية تقوم ٳيران، بدعم هندي، ببناء ميناء كبير في "شابهار" ليكون منفذاً ﻷفغانستان على البحر وقاعدة بحرية للهند في بحر عمان.... هذا الميناء سيضمن نفوذ ٳيران حتى لو وصل الطالبان ٳلى الحكم في كابول.

لكي تكتمل الصورة، تقوم الصين ببناء ميناء عسكري ضخم، في الطرف الموازي "لشابهار" لكن في باكستان هذه المرة! سيقوم هذا الميناء بخدمة اﻷسطولين الصيني والباكستاني في بحر عمان مقابل ٳيران والهند...

هذه الاستعدادات تدخل في ٳطار وراثة الملعب الأفغاني بعد خروج الأمريكيين. وقتها ستعود أفغانستان مستنقعاً تتصارع فيه قوات "طالبان" ومعارضيها. هذا سيترك فسحة للنفوذ الٳيراني، ليس فقط عبر "الهزارة" ولكن أيضاً عبر علاقات "الولي الفقيه" المديدة مع "القاعدة" و مع "طالبان".

السيناريو اﻷفغاني يشكل مثالاً للسلوك "الامبراطوري" الفارسي، بما يشبه السياسات الامبريالية اﻷمريكية والروسية، حيث يحتفظ "الولي الفقيه" بخطوط مفتوحة ولديه نفوذ مع اﻷطراف الفاعلة على اﻷرض وخاصة منها "المشاغبة". فٳيران توفر الملجأ للكثير من كوادر القاعدة وعائلاتهم وتتعاون مع طالبان في ذات الوقت الذي تتفاهم فيه مع "الشيطان اﻷمريكي اﻷكبر" على تفاصيل الانسحاب الأمريكي من العراق أولاً ثم من أفغانستان.

سوريا في طريقها لتصبح، مثل أفغانستان، ساحة للعبة النفوذ اﻷيراني الذي يشمل ليس فقط النظام اﻷسدي بل بعض معارضيه، خاصة من المنتمين للقاعدة، فٳيران لاتضع بيضها كله في سلة واحدة.

ليس في عالم اليوم محاور ثابتة، اﻷسلم القول هو أن السياسة "الصعلوكية" لاوباما عبر الفرار من مواقع التوتر وتركها "سائبة" تؤدي ٳلى فوضى التحالفات الحالية، كما أدى انهيار "الاتحاد السوفياتي" ٳلى نافذة فرص انتهزها البعض لتوسيع نفوذهم أو استقلاليتهم. الفرار اﻷمريكي أعطى فرصة ذهبية للمتعطشين للنفوذ في موسكو وطهران على حساب العرب المستضعفين فالغياب العربي عن الساحة الدولية أصبح كاملاً وأصبحنا ملاعب للجميع ومناطق نفوذ للأقوياء.

اللاعب العربي اﻷخير على الساحة الدولية يجاهد، لا لكي يبقى داخل الحلبة فالزمن قد تجاوز هذه المرحلة، ولكن لكي لايصبح هوالآخر ملعباً لنفوذ الآخرين. حتى لو "اشترت" السعودية بضعة رؤوس نووية من باكستان فهذه الرؤوس لن يكون لها دور سوى ردع ٳيران عن مهاجمة السعودية نووياً وهومالاينويه الولي الفقيه أساساً، فٳيران لاتريد تدمير "الملعب" بل تريد أن تصبح الحكم والفيصل في المنطقة بعدما أثبتت جدارتها ونفوذها وقدرتها على التلاعب بمصائر الآخرين. في النهاية، تريد ٳيران أن تزيح آل سعود من السلطة في الأراضي المقدسة، بعد قصقصة أجنحتهم وبعد تركهم يحفرون قبورهم بأنفسهم.

في لعبة المحاور المتحركة الحالية، السعودية ليست لاعباً بل هي متطفلة على لعبة أكبر منها ومن دورها، لا لنقص في اﻹمكانات ولكن لغياب اﻹرادة السياسية السعودية الفاعلة ولانعدام المشروع الحضاري الشامل الذي يمكن له أن يواجه المشروع الفارسي الزاحف، فالمشروع "الوهابي" الذي ساد في ظل التفكك المجتمعي في كل من الصومال وأفغانستان وكاد ينتصر في "مالي" لايغري أحداً باستيراده...

سياسات التأني والانتظار والمسايرة والنفس الطويل التي أجادها السعوديون، كانت مستندة على الدوام ٳلى متانة تحالفهم مع اﻷخ اﻷمريكي اﻷكبر. هذا التحالف يعيش اليوم أزمة خانقة هي تتويج لما بدأ في 11 أيلول 2001 حين تبين للعم سام وجود 15 سعودي بين منفذي "غزوة البرجين".

في هذا "الملعب" الدولي الجديد ليس هناك من "سيسي" يمكن ٳغراؤه بعطايا ومصالح بما يغير من المعطيات على اﻷرض، اللهم ٳلا أن  يتمكن آل سعود من شراء ولاء "قاسم سليماني" أو "حسن نصر الله" ودفعهما للانقلاب على الولي الفقيه، حينها لكل حادث حديث.

أحمد الشامي   فرنساahmadshami29@yahoo.com        http://elaphblogs.com/shamblog.html

http://www.beirutobserver.com/2013/12/88754/

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات