مواضيع اليوم

لاشيء أسمى من الحقيقة...يدلسون علينا لأننا متنورون

هيام الكناني

2016-08-10 19:07:29

0

لاشيء أسمى من الحقيقة...يدلسون علينا لأننا متنورون

==========================

إذا كان الإنسان كائن إستدلالي عقلاني لاشك أن نمط حياته العام يتشكل حسب نوعية الحركة المعرفية التي يتخذها وحسب طريقة تفهمه لما حوله, وعليه فان حياة كلِّ فردٍ لا تُقاس بمقدار طول عمره وكثرة أتباعه وأنصاره وإنما يُقاس المرءُ بالقُرب من الله "تبارك اسمه " والقرب من حججه الطاهرين المطَهَّرين ((عليهم السَّلام)) من حيث الاستيعاب لعلومهم ومعارفهم الشريفة، والعمل بها، والذود عنها، ودعوة الناس إليها..
حقيقة حين هممت بالكتابة حول هذا الامر ترددت كثيراً ربما ليس تخوفاً من المفهوم ولاحرصاً على قداسته ,ولكن استنفرت عدة امور جعلتني اعمل بمقولة (ماندمت على سكوتي مرة ..ولكن ندمت على الكلام مراراً)
ليس سهلاً أن يخوض المرء رغم تروضه على التفكير مرارًا في موضوع يعلم مدى خطورة الحديث فيه وكثرة التشكيك حوله في زمن الثلوث بالمتناقضات ,ولكن كان التحوط نابع من معطى أساسي "أن الكتابات بخصوص المفهوم متعددة، وأن أقلام من تمردوا على الجاهز وآثروا الخوض فيه لازالت لم تجف بعد, ولكن من باب ليس هناك أسمى من قول الحقيقة في تأريخ مملوء بالزيف والتدليس وأخذناه جاهزاً دون تحقق ! رغم كثرة العلماء السابقين والحاليين ..طبعًا لست ندًا لهؤلاء ولكني إذ أعلن تواضعي كما أعلن معه أيضًا تمردي وأعلن أيضًا بعضًا من تصوري..
لا يمكن دراسة التاريخ واستخلاص النتائج والدروس والعبر منه مالم يتم الاعتماد على منهج علمي دقيق يفضي الى النتائج الصحيحة والمتوخاة من البحث. ومن ابرز خصائص هذا المنهج النظر الى وقائع التاريخ واحداثه كموضوعات خارجية يتم التثبت من صدقها او عدمه من خلال البحث العلمي الصارم، والنظر المجرد من الاهواء والميول والمشاعر، وهكذا ..قد تتخذ أمة كاملة منهجاً استدلالياً ومعرفياً خاطئاً يقودها إلى اتجاه معاكس ولا يوصلها إلى أهدافها بل لا نبالغ إذا قلنا: إن حضارات راسخة قد حادت بمنهجها كله إلى تخبط وعشوائية منهجية فلم تنتج للبشرية غير ميراث من الحجارة ومنافع تقتصر على ذوي الهيئة فيها والجاه والسلطان..
ان مفهوم التدليس حدث واقعا داخل التأريخ الاسلامي حتى انه أضحى حديث صاخب على رصيف مليء بالتناقضات وما أن تغور فيه حتى ترى العجب من التلفيق والتحريف ..ازاء هذا الاضطراب في وقائع التاريخ واحداثه لايسع الباحث والمحقق سوى الحذر في التعامل مع هذه المعطيات وتوخي الدقة في معالجتها وعدم الرضوخ ل (السائد) او (الرسمي) من هذه المفردات، فالذين صاغوا هذه الاحداث وسجلوا مجرياتها بشر عاديون لايختلفون عنا في اهوائهم ورغباتهم، ولهم ضعفهم البشري واهتماماتهم فحين تلقي نظرة فاحصة على مظاهر الاضطراب والتشويش في مفردات تاريخنا ووقائعه سنجد ان الاسباب التي ادت الى هذا التضارب والتناقض في تسجيلها ورصدها لاتختلف في مجملها عن الاسباب التي أدت التدليس والوقوف بوجه من يكشف حقيقة الامور ورصدها بمجهر العلم والتحقق ومثل هؤلاء لم ينطلقوا من قاعدة السهل الممكن الاحاطة به، بل إنهم فطنوا بدهاء الحكيم وفطنة الفيلسوف إلى خطورة الإشكال وصعوبة الحسم فيه، وهذا ماكشفه الصرخي الحسني في بحثه الموسوم ( السيستاني من المهد الى اللحد) ونظرته الثاقبة للتأريخ والواقع معأ واخراج التحريف من أمهات الكتب ..مع وجود أهل التدليس على مدار الزمن حين تقرأ الوقائع بعين الحقيقة يذكر الصرخي فحش التدليس بقوله (
يدلسون علينا لأننا متنورون
وقع تدليس فاحش خبيث في قضية مهمة بحثناها سابقاً من أجل تنوير العقول والنفوس والتطبّع بالمنهج القرآني في المجادلة بالحسنى والأخلاق الحميدة واحترام الإنسان بما هو إنسان قد كرمه الله تعالى بالعقل والدين والأخلاق وجعله خليفة في الأرض، فتحدثنا عن بطلان القمع والدكتاتورية والسلطوية الفكرية التكفيرية، وانه لا يصح تكفير الآخر لمجرد الاختلاف في الفكر والمعتقد والتدليس عليه وبهته والافتراء عليه وتكفيره وإباحة دمه وماله وعرضه.) ..
http://c.top4top.net/p_162edf31.png

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !