لاحلول لمواجهة الأرهاب إذا لم تُستأصل فكرياً وعقائدياً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدو أن الجدل محتدم حول ظاهرة الإرهاب والعنف وكيفية الخلاص منه ؛ ولأن ولائي الاول والأخير لبلدي العراق وأستقراره وأزدهار المنطقة التي يمثل العراق جزءاً منها ؛ الآ إني أطمح للجميع الامن والاستقرار ؛ وحلمي الأكبر هو أن تتحول منطقة الشرق الاوسط خصوصاً الى المكان الذي تطمح فيه كل دولة بأن تنعم بالرفاه والطمأنينة والعدل ؛ ولكن وللأسف لهذه ال( لكن) في ظل هذه الظروف الحرجة وأنعدام كامل لمستوى تحقق العدل في ضل الانحراف الفكري لن تجدي السياسات العسكرية شيئاً الا بالقدر الميسور وقتياً وآنياً ؛ فـ مكافحة الارهاب والتطرف من الناحية الأمنية فقط .. هو اتجاه للأسف لن يؤدي الي النجاح حتي وإن نجح وقتيا عبر ضرب بعض خلايا العنف .. القضاء علي الارهاب وكسب المعركة ضده نهائيا يحتاج الي حلول سياسية واقتصادية وفكرية علي مستوي الدول وخاصة دول الشرق الأوسط وعلي مستوي النظام العالمي وللأسف الشديد فإن الدولة التي تقود معركة الحرب علي الارهاب لا تستطيع أن تفهم هذه الحقيقة كما لا تستطيع أن تفهمها الحكومات التي تعقد المؤتمرات لمكافحة الارهاب ..
بدون العدالة الاجتماعية والحرية الثقافية والدينية علي المستوي المحلي وبدون العدالة بين الشعوب علي المستوي الدولي فلن تنتهي ظاهرة الارهاب ... قد تخبوا بعض الوقت نتيجة الضربات الأمنية التي توجه الي خلاياها .. ولكنها سرعان ما تعود إلي الظهور لأن الظلم والقهر الاقتصادي والسياسي والثقافي والديني هو البيئة المناسبة لنمو وازدهار كل الافكار المتطرفة والتي تؤدي في النهاية الي العنف كوسيلة للتغيير ؛ على مايبدو ان الامر قد تولد قديماً مايحدث اليوم نتيجة الامس البعيد كما اليوم الفتوحات تعنون بعناوين براقة ويشهد لها الاعلام ويروج لها الامس البعيد كانت الفتوحات ورواده يفعلون مايفعله اليوم من أرهاب وقتل حتى للناس العزل أو الذي يقدمون للمساعدة والعون وهنا نشير الى بعض ماكان قديماً ومن وحي الفتوحات الاسلامية يذكر المحقق الصرخي ماموجود في امهات الكتب من روايات عن اخبار الامم والحوادث في محاضرته 44 من بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ويقرأ فيه مانصته الروايات قائلاً (لنأخذ صورة عن سبب وبداية التحرك المغولي التَّتري نحو البلاد الإسلاميّة، مِن خلال ما كتبه ابن كثير في البداية والنهاية13/(82): قال (ابن كثير): {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتَّ عَشْرَةَ وستمائة 616هـ)]: [ظُهُورُ جِنْكِيزْخَانَ وعبور التتار نَهْرَ جَيْحُونَ]: 1... 2ـ وَسَبَبُ دُخُولِهِمْ نَهْرَ جَيْحُونَ أَنَّ جِنْكِزْخَانَ بَعَثَ تُجَّارًا لَهُ وَمَعَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ إلى بلاد خُوارَزْم شاه يبتضعون له ثِيَابًا لِلْكُسْوَةِ، 3ـ فَكَتَبَ نَائِبُهَا إِلَى خُوَارَزْمَ شَاهْ يَذْكُرُ لَهُ مَا مَعَهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْوَالِ، فأرسل إليه بأن يقتلهم ويأخذ ما معهم، ففعل ذلك)
هكذا الأمر ناهيكم عن الطمع والجشع والنفاق والفساد الا ان الامر يتعمق اكثر ويأخذ أصولاً فكرية وعقدية يؤسس لها أئمة التكفير والقتل من الذين يشرعون الفتيا وهذا ما علّق به المرجع الصرخي
لاحظ الآن يأتي بعض الصحفيين أو بعض الأخصائيين أو بعض الأشخاص في منظمات الإغاثة الإنسانية بعد أن انقطعت السبل بالمهجرين والمهاجرين والنازحين والمظلومين المسلمين من السنة والشيعة، يأتي الصليبي أو المغولي أو الإلحادي أو الوثني أو اليهودي يقدِّم المساعدة لهؤلاء المساكين، حرّكه ضميره، حرّكه دينه الذي يعتقد به، حرّكته المهنة التي هو يعمل بها، فجاء هذا الإنسان لتقديم المساعدة، فماذا يُفعل به؟ يُختطف ويُقتل، فهل توجد جريمة أقبح من هذه الجريمة؟! لاحظ هذه الجريمة لها أصل وتأصيل وأصول، لها تشريع ومشرعنة من أئمة التيمية من ابن تيمية وأئمة المارقة، كل الحلول فاشلة، يُقطع قرن وتخرج قرون عليكم، يخرجون لكم من بيوتكم ومن تحت بيوتكم، إذا لم تُستأصل هذه الغدّة فكريًا وعقائديًا ومن أساسها ومن أصولها وجذورها تستأصل، لا تتم أي معالجة عسكرية إذا لم تُدعم وتُقرن بالمعالجة الفكرية العقدية..) إذن
مهما تم تنظيم مؤتمرات لمكافحة الارهاب ومهما شنت أمريكا أو غيرها الحروب لمكافحة الارهاب فلن يمكن القضاء عليه إلا بعد أن تحصل الشعوب علي حقوقها .. وتحصل الشعوب علي استقلالها .. و بعد إعادة توزيع الثروة بطريقة عادلة .. و نشر ثقافة التسامح الديني وحرية الاعتقاد والدعوة السلمية.. ولم ولن ولا يمكن القضاء علي العنف السياسي ذو المرجعية الدينية إلا إن تم نشر الثقافة الدينية المعتدلة التي تؤمن بالتسامح الديني وتؤمن بحرية الاعتقاد وتؤمن بالدعوة السلمية دون التحريض علي العنف والأهم تؤمن أن مجال عمل الدين الاساسي هو الفرد..فهل هناك من يستمع ويستجيب ؟
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلاتتعل
التعليقات (0)