لاجديد في تخليد فاتح ماي

 كالعادة خرجت أتفقد احتفال العمال بفاتح ماي أسوة بباقي زملائمهم في العالم. تناهت إلي أصوات مكبرات الصوت وقفت استمع نفس الشعارات نفس الوجوه التي تخطب والمرددة للشعارات دنا مني احد الزملاء مستغربا انه سمع نفس الفقرة من خطاب العام الماضي حسدته على ذاكرته القوية.. التقيت بأحد المنخرطين من نفس النقابة سألته عن عدم الانضمام إلى التجمع رغم انه تصدر لاحتها في الانتخابات الأخيرة، لم اظفر بجواب مقنع.. انتقلت إلى تجمع أخر تحلق  حوله حشد لا باس به مقارنة بالسابق .وجدتني متسمرا في مكاني أمام مشهد فلكلوري تؤثثه راقصات  ونغمات الكيطار ولم يستطع بعض الشباب مقاومة الإغراء للمشاركة في  الرقص  لكن المنظمين لهم بالمرصاد. ومباشرة انتقلوا إلى الخطاب الرسمي وترديد الشعارات على صدى الكيثار.. انتظرت  كغيري إعادة وصلة الرقص دون جدوى فانتقلت إلى تجمع آخر فآخر .. تساءل زميلي لماذا لا يقتصرون على تجمع واحد مادامت الشغيلة تعاني نفس الهموم ونفس الاحباطات  وبذلك سيضمنون جماهير كثيرة  عوض قلة .. وقد لا يضطرون إلى استعمال الفلكلور و.. مثل  صاحب الحلقة الذي يستعمل الدف والصياح لسرقة جمهور صاحبه حين يطلب الأخير النقود من المتحلقين فيستغلها فرصة .. ..

وبعد ساعة من الانتقال بين التجمعات  تبين أن السمة الغالبة  هذه السنة هي قلة المشاركة في المسيرة . وحتى من استعان ب لحشد الجمهور حين جد الجد انفض الجمع إلا من المنظمين وبعض المنخرطين .والشيء الوحيد الذي لم يتغير فهم رجال الأمن وقوات المخزن  فهم في أهبة الاستعداد بل هناك اطر سامية  يشرفون على التظاهرة في الميدان..  وبعد انتهاء الجولات  وبح الأصوات بترديد الشعارات سيرجع الجميع إلى منازلهم  وقد يصاب البعض بضربة شمس .. وسيستريح رجال الأمن وما جاورهم وسيبقى الوضع على ما هو عليه  في انتظار العام المقبل وستبقى المطالب العمالية تراوح مكانها