مواضيع اليوم

كل عام وأنت الرجل الحقيقي لام امسكت اصبعها بحنو عند الولادة

ضحى عبدالرؤوف المل

2015-12-16 00:09:38

0

كل عام وأنت الرجل الحقيقي لام امسكت اصبعها بحنو عند الولادة ام اسامة ...ضحى عبدالرؤوف المل بقفزة واحدة خرجت من رحم سكنت فيه لاشهر ، وبقفزة اخرى قفزت نحو عمر الرجولة التي بدأت تخط معالمها على جسدك الذي ينمو كشجرة اتأمل نموها واراعاها وافرح بحفيفها كل صباح ومساء ...حبيبي اليوم تبدأ بسنة فاصلة من عمرك، لتضىء لك الايام تفاصيل الغد الذي اتمنى ان تقطف ثماره التي تزرعها الان، فكن كما تشاء وترضى، وامسك طوب الحياة بليونة ، وفكر يميل نحو السلام. ربما غدرتني الحياة وأوقعتني في مآزق شتى، ومنعتني من رعاية الرجل الذي أرى الان , إلا انني اثق أن من عاش في رحم أم تسعى في الحياة برضى الرحمن لن يقع في فخ الزمن، ويحزن من لحظة لم اضمه فيها او ثانية لم تحمل احساس الامومة الاقوى في ثناياها المتسارعة.. وافوز بلحظات امومتي التي سرقتها مني الحياة وبغفلة من أم جمعت بين امومتها والتعليم عائلة كنت انت منها المولود الصغير. حبيبي اسامة...حين ولدت اجبرتني الحياة على ترك رضيع مع قلبي الذي التصق به وأحب كل صرخة او ضحكة او حركة يد او نظرة ابكتني، لكن رافقتني في رحلتي كأنك في رحم الحياة التي انجبتنا معا وجعلتنا كالروح والجسد ، بل ! كأننا زهرة وعطرها رغم ان التاريخ ابتعد عنك وجعلك تنفرد بالجمال الذي صنعه القدر لابن بات يرى الجمال من خلال عدسة تسمح له بالتفكر والتأمل والاحتفاظ بخلايا كل شىء حي من حوله . يا اسامة ..لن انسى عطر زهر الليمون حين كنت تسألني ونحن رفاق درب نحن في المنية يا أمي؟.كنت اضحك لأن الرأس النائم على صدري التقط عطر زهرة الليمون كما احتفظ بعطر الامومة على صدري وهو ينصت بحواسه للحياة وعطرها الذي يضوع كما الاجنة في ارحام الامهات والاطفال بين احضانهن ، ويلتقط من انفاسي كل ما يثير في نفسي الفرح والسعادة . هل تذكر العصافير التي كانت تغرد في مشورانا الصباحي نحو المدرسة؟ وهل تذكر خوفك من اي ضجة او صراخ او زجرة ريح او بكاء طفل؟ هل تدرك يا اسامة ان العمر الذي مضى بقربك هو الايام التي جعلتني اضحك وابكي فيها كما ضحك وبكى ابي يوم ولادتي ! وهل تدرك ان اللحظة التي ترعى بها احاسيسي تجعلني ادرك ان الله وهبني القلب والجمال الذي يضىء كهولتي ويواسيها ، فسامحني يا بني ان لم اتمم واجباتي نحوك، وسامحني .ان لم استطع البقاء قربك رضيعا لساعات اكثر، وسامحني ان ضعفت همتي واصبحت في كهولة منعتني من السعي نحوك بشكل يليق بك اكثر، وسامحني ان مضت الحياة وقسوت عليك بقصاص او بتربية هي قناعتني بأنها ستجعلك كما يحب الله ويرضى، وسامحني ان لم ازرع بك الفضائل والاخلاق كما ينبغي لأننا نتعلم من الحياة ولو كنا امهات لرجال المستقبل. اليوم انت ذاك الطفل الذي امضى اعوامه بين احضاني، وانت ذاك الطفل الذي اراه ينمو كرجل بات يدرك ماذا يريد ، والى اين سيصل وانت الشجرة التي ستثمر وتمنح من حولها الجمال والحياة . كل عام وأنت فؤادي الذي ينبض بالمحبة والاشتياق كلما اطل وجهك الباسم في صباح تزينه لي .. كل عام وأنت متزين بالاخلاق والصبر والاناة وبالبسمة والعلم والرضى ..كل عام وأنت حبيبي...


التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !