ليس بالضرورة أن كل ما يُقال يؤخذ بعين الاعتبار , فنحن شعب نتحدث اكثر مما نفعل وَ نُقيم الحد على أوجاعنا وَ هفواتنا وَ سقمنا
إن تعثرت بنا السبل لإيجاد الحلول , من منا يقيم سلوكه قبل أن يتخطى أعتاب الخطيئه .. فالحياة ورغم قسوتها وإجحافها بحقنا في كثير
من الاحيان تبقى منصفة بإحتضان تلك الخطايا ومحوها بجوف الثرى والذود عن مكامن الضعف المنجذره من ذواتنا لتمنحنا بعضاً من التفاؤل والإستمراريه للوصول .
كنت بالسابق أنظر إلى أخطاء سواي وأتعجب من قدرتهم على الظهور مرفوعين الرأس بكل محفل أواجههم به ولو من باب الصدفة , فأجدني أكثر استغراب وتقزز لذاك الغرور القابع بصدورهم , ولكن الان بت أنشغل بذاتي وبمن هم حولي وما يختص بي من تقويم سلوكهم عن إنصرافي بخطايا الآخرين ..( دع الخلق للخالق ) بدأت تطبيقها مؤخراً فلم أعد أكترث للمتزلف والحاقد والكاذب والمنافق والسارق وَ الزاني... الخ ), جميعهم بشر وأنا إن لم أكن مثلهم بتلك الصفات فربما أحمل ما هو أسوأ منهم بصفات أُخرى , الملائكة بالسماء تطوف حول عرش الإله أما نحن إنحدرنا من خطيئة أبوينا آدم وَ حواء فكنا نتاج هفوة نقلت بهم من أعالي السماء ليطأ كلاً منهم مكامن الأرض ..فكيفما ننتزع الحقيقة من شفاه التاريخ يبقى للذنوب مرجِع وَ أسباب قد تهلكنا ولا نتدارك الامر بتاتاً وربما بكثير من الأوقات نستوقف عند نقطه معينه فنفطن إلى حجم الإستنكار لأفعال إن بدت لنا تسوؤنا .
أعدني !!.. ربما أعدني وربما أنكث بذلك الوعد ولا أستمر بمطالبتي بترسيخه بالذاكره فأكون اكثر إحتجاجاً فأزيد من بلواي ضِعف ما كنت عليه فيما مضى .ورغم كل هذا لا بد من أقف مع نفسي وأزيد من محاسبتها كل ليلة علني يوما ما اخرج بنتيجة ترضيني ولو بقليل !
الإنسانيه لا يمكن أن نُعبِر عنها إلا بالمواقف الصعبه وَ في زحام الضغوط النفسيه التي يواجهها المرء بشكل يومي , فقد كثرت المشاكل والنفسيات وازداد عدد المرضى حتى أن الطبيب نفسه أصبح يعاني من فوبيا النفسيه وقد يكون أسوء من المريض حتى وإن خرج بلباسه المحفوف بالطهر والبياض ليلتمس جراح الآخرين .وأكبر المصائب ما نعزي به أنفسنا حينما يكون لرجل الدين بصمة سيئة في مسائل التشريع والتثقيف الديني فأصبح كلا من أولئك الملتحين يهيم بدينا ويتخبط بفتاوي لا تسمن ولا تغني من جوع , أيما كان السبب حتى وإن زاد الحاكم من الضغط على الشيخ بتصريف الأمور لما يؤول إليه من مصلحة مشتركه ما بين الدولة والإقتصاد الخارجي
فهذا لا يُقيم من الناحيه الدينيه ولا يتم تاويله من ضمن الأسس التشريعيه .لذا نعود إلى بداية حديثنا .. ليس كُل ما يُقال يؤخذ بعين الإعتبار , إن أساء غيرنا للدين فعلينا أن نُقيم بعقولنا ما هو المعقول وما هو الغير معقول بإعتبار أن الآية القرآنية التي تنص على :( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) لا بُد من أن نتفادا بأن تُقال علينا فنُطبِق كُل ما يُقال ونهز برؤوسنا بمجرد أن ننصت لشيخ لا حول له ولا قوة ونقوم باحكامه على أكمل وجه.
..قمة التباهي بالذات ألا ننساق خلف الملذات حتى وإن كانت بوقتنا الحاضر مجازه شرعاً .
التعليقات (0)