والذين استفادوا من هذا الوضع هم بعض الأشخاص الذين أصبحوا بين عشية وضحاها نجوما . وأغدقت عليهم ألقاب مثل الفكر العربي والمحلل والخبير في كذا والداعية الحجة . وكنت تجدهم يشاركون في أكثر من قناة يعيدن نفس الكلام تحت عناوين مختلفة
إذا كان لدينا مثل هذا الكم من المحللين والمفكرين فلماذا لا تستعين بهم دولنا التي تبحث عن بطانة رشيدة لتساعدها على تجاوز الأرقام القياسية في سلم التخلف؟
لماذا نتطاول على المقدسات فنستغل شهر رمضان لإغراق المشهد الإعلامي العربي بالعديد من المسلسلات المملة الممطوطة ..التي تستغرق 30 يوما أو أكثر ؟ وهي لا تكاد تلامس هموم المواطن العربي واكراهاته اليومية . هي فقط مؤامرة بين شركات الإعلانات والمنتجين وبعض الحكومات وحتى بعض الممثلين الذين سيحققون أعلى إيراد.. لإلهاء الشعوب عن واقعهم المأساوي وتحقيق أرباح خيالية. حقا مصائب قوم عند قوم فوائد.
لما لم تجر استفتاءات للمشاهدين حول هؤلاء النجوم وحول هذا الجيش من القنوات التي تشوه المشهد الإعلامي و تساهم في تشتيت الأفكار والرؤى؟. وكأننا نعيش حالة طوارئ إعلامية لا تقل عما نعانيه في الواقع. فحين تلجا إلى منزلك طلبا للراحة بعد طول عمل ومعاناة وسائل النقل ومشاكشات مع الغير تجلس أمام التلفاز للترفيه عن النفس فلن تجد في قنواتنا إلا ما يضاعف من غضبك وقد يعجل لا قدر الله بجلطة دماغية أو قلبية فتجد نفسك (مكرها أخاك لا بطل) في المستشفى فالنصيحة الانتقال إلى القنوات الأخرى لان الروح عزيزة عند باريها وحرام إلقاؤها في التهلكة
لماذا لم نحقق إنجازات أخرى على غرار مشاريع القنوات ؟ إلا تكفي قناتين من كل نوع وبذلك توفر العديد من الأموال؟
لما ننافس الدول المتقدمة فقط في إنشاء القنوات مع فارق في القياس ؟
ما حجم الحرية في هذه القنوات ؟ فإذا كنا لا نقدر على قول كل شيء فلماذا نتطاول على واقعنا وندعي الحرية والديمقراطية؟ إن العبرة بالكيف وليس الكم
لما ذا قنواتنا تلهث وراء الإعلانات التي تحدد خريطة البرامج ولو على حساب راحة المشاهدين وعقولهم؟
لماذا أوصلت بعض هذه القنوات الشعوب الشقيقة إلى التناحر بدون مبرر
لماذا نلهث نحو الإعلانات ولو على دماء وأشلاء الشعوب
هل يمكن الوصول إلى ما جرى لو أن هذه القنوات التزمت بالضمير المهني و احترمت المشاهدين ولم تهدف إلى استقطاب المزيد من الإعلانات والرسائل القصيرة و..؟
فمتى سترفع هذه القنوات وصايتها على الشعوب؟ ومتى ستستغل ثروة النفط في تحقيق الازدهار الحقيقي وليس تفريخ القنوات لتشويه الأذواق والعقول؟..
التعليقات (0)