- تمهيد:
أن التوسع الجغرافي للإسلام, وتنوع المناطق التي أنتشر بها من هذه المعمورة؛ وأيضا مشروعية الاجتهاد التي يمتاز بها هذا الدين الحنيف عن غيره من الديانات الأخرى, وهذا حسب الظروف والحالات التي تعرفها منطقة ما دون أخرى؛ أدى إلى نشوء مدارس ومذاهب فقهية منتشرة في كل بقاع المعمورة, حيث أصبح لكل عالم فقيه أتباع أو تلاميذ يعملون على نشر فتاواه وتطبيق مبادئه وأرائه كأحكام ثابتة, لم يكن هذا على مستوى الدين الإسلامي- مذاهب فقهية كـ(مذهب حنيفة النعمان, مذهب مالك بن أنس, مذهب الشافعي, ومذهب أحمد بن حنبل)- بل تعداه إلى ظهور فرق أو مذاهب كلامية أو فلسفية أو صوفية, ترافقت ظهورها مع ظهور هذه المذاهب الدينية أو الفقهية.
ومن بين أهم المذاهب وأكثرها رحابة وانتشارا, والتي نسعى جاهدين في مقدمة هذه المداخلة الحديث عنها : المذهب المالكي وعلاقته بالتصوف.
وهذا من خلال الإجابة على جملة من الأسئلة :
- ما المقصود بالمذهب, المذهب الصوفي, والمذهب المالكي؟ وما علاقة هذا بذاك؟
- وما هي عوامل انتشار المذهب المالكي, وما أسباب قيامه؟
- أين تكمن العلاقة الجدلية بين المذهب المالكي ومذهب التصوف الإسلامي؟
- التأثيل المفاهيمي :
و إذا كنا قد حددنا عنوان هذه المداخلة بـ : قراءة تأسيسية في الفكر الإسلامي- المذهب المالكي وعلاقته بالتصوف-، فإن الاشتغال بهذا العنوان يتطلب منا أن نحدد في البداية مصطلحا ته الأساسية و التي التزمنا في تحديدها بالمصطلحات الأساسية لضرورة تداولها في مقدمة هذه المداخلة؛ و هي مصطلح " المذهب", "التصوف" و" المذهب المالكي".
1- مفهوم المذهب :
1-1- لغويا (جنيالوجيا) :
أ - في المفهوم العامي :
المذهب يعني الطريقة, والمعتقد الذي تذهب إليه. أو هو مجموعة من المبادئ والآراء الدينية, أو الفلسفية، أو العلمية، أو الفقهية المنسوبة إلى أحد المفكرين, أو إحدى المدارس؛ وهنا تحمل كلمة مذهب دلالة التعليم, أو المذهب التعليمي. ( 1 ) الذي من خصائصه أن تكون مبادئه وحقائقه متصلة بالعمل, لا أن تكون مجرد حقائق نظرية, ولذا قيل:« الفرق بين العلم والمذهب التعليمي؛ أن الأول يشاهد ويفسر, والثاني يحكم ويأمر ويطبق».( 2 )
ب - في اللغة الأجنبية (الفرنسية) : (système -Doctrine )
عبارة مذهب تعني نمط ثابت من الأحكام في تفسير تناسب النظري لمؤلف أو مدرسة, وإعطاء عموما ارتفاع في التعليم؛ كما اقترح في مكان آخر لغة (عقيدة، والتدريس، Docere، أو تعليم). ( 3 ) اللغة الانجليزية يطلق عليها لفظ -system- أما في اللغة اللاتينية فيطلق عليها لفظ –systema - .
ج- في اللغة العربية :
ذهب, الذهاب, السير والمرور, ذهب , يذهب, ذهابا و ذهوبا فهو ذاهب (بكسر الهاء) وذهوب؛ والمذهب: مصدر كالذهاب. وذهب به وأذهبه, غيره, أزاله.
ويقال : أذهب به, قال "أبو إسحاق" وهو قليل. فأما قراءة بعضهم:« يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار » فنادر, وقالوا ذهبت الشام طرفا مخصوصا شبهوه بالمكان المبهم إذا كان يقع عليه المكان والمذهب.
والمذهب: المعتقد الذي يذهب إليه, وذهب فلان لذهبه، أي لمذهبه الذي يذهب فيه, وحكى " الليحاني" عن " الكسائي": ما يدري له أين مذهب, ولا يدري له ما مذهب, أي لا يدري أين أصله, ويقال: ذهب فلان مذهب حسنا. ( 4 )
د- أما في الاصطلاح :
1- عند القدماء :
ومذهب التعليم عند القدماء:« مذهب الباطنية الذين يدعون أنهم أصحاب التعليم؛
المخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم».( الغزالي, المنقذ من الضلال, 69 )
2- وعند الفلاسفة : ( 5 )
نجد تعاريف متعددة حيث إن الفلاسفة وضعوا عدة مفاهيم:
- مجموعة من الآراء والنظريات الفلسفية ارتبطت بعضها ببعض ارتباط منطقيا حتى صارت ذات وحدة موضوعية منسقة ومتماسكة.
- بين المذهب والنظرية:
المذهب أعم من النظرية, ويغلب على أصحاب المذاهب أن يرجعوا نظرياتهم وأرائهم إلى عدد محدد من المبادئ من غير أن يطابقوا بينها, وبين شروط الواقع مطابقة تامة.
- في المنطق :
عند " بورويال": « إن هناك طريقتين أحدهما تصلح للكشف عن الحقيقة, وتسمى بالتحليل أو الاختراع، والأخرى تصلح لنقل الحقيقة للآخرين بعد كشفها؛ وتسمى بطريقة التركيب أو التعليم ». (Logique de port .Royal. A e .partie.11).
- أو هو الرأي أو جملة الآراء التي يستصوبها صاحبها ويعتبرها صحيحة ويدعو إليها. مثال: ذلك مذهب المعتزلة في حرية الاختبار؛ ومذهب الحسيين في مبادئ العقل ومذهب المادية التاريخية. ( 6 )
3- أما في علم الاجتماع:
نجد ما هو قريب دلالة من مصطلح مذهب, وكمثال نأخذ مصطلح "مذهب القومية" وهو يعني:«أيديولوجية تحتل الوطنية فيها مركز الصدارة, وتؤدي إلى تدعيم الولاء لأمة واحدة من خلال مشاعر واعية؛ وتنطوي القومية على إحساس بوحدة المصير».( 7 )
والأكثر دلالة من ذلك والأقرب لمقصودنا في هذا المقال مصطلح "مذهب روحي"(-spiritualisme spiritualism) وهو مذهب يقول بأن:« الروح حقيقة قائمة بذاتها, ومتميزة عن المادة؛ ويقابل المادية ويلحظ في ميادين مختلفة». و"الروحي" (spirituel-spiritual):«هو ما يتعلق بالروح, ويقابل المادي والجسمي, ومنه المجاهدات الروحية عند الصوفية».( 8 )
و كتعريف جامع مانع يمكن أن نقول: أن مصطلح "مذهب": « يعني مجموعة الآراء أو المبادئ التي تشكل مضمون الطريقة أو المعتقد, المنسوبة لشخص معين؛ أو مدرسة ما, وليس هناك مانع أن يكون في أي مجال من مجالات الحياة مثل (الدين, الفلسفة,العلم والفقه....الخ)؛ حيث يكتسب مصداقيته من خلال العمل به »( )
وهذا التعريف كمفهوم نحاول أن نتقرب به من مفهوم "المذهب" المقصود في مقدمة مداخلتنا هاته.
2- مصطلح التصوف:
2-1 – جنيالوجيا :
أ- في اللغة الفرنسية : ( MYSTICISME , MYSTIQUE)
هو المقابل للمصطلح الصوفية ، له عدة مفاهيم منها أنه " هو المعرفة على حسبها يوجد ترتيب للحقائق فائقة الطبيعة التي لا تستطيع الوصول بالإدراك الغريب للتجربة المؤدية إلى المعرفة العقلانية " كما أنه أيضا " حالة سيكولوجية للذين لهم الحس بالدخول مباشرة في علاقة مع الرب ".
و بمعنى آخر: " هو المعرفة أو الإيمان مضاد للعقل يرفض الذكاء و الملاحظة، و يقوم على الإحساس و الخيال ".(9 )
كما نجدها في قاموس آخر تعني : " مجموعة الإيمانيات الدينية أو الفلسفية، و التي عن طريقها يتوصل الإنسان إلى مستوى الكمال، هذا الأخير يتمثل في نوع من التأمل يوصل صاحبه إلى المستوى الوجدانية التي يمكن أن تتيح عملية إتحاد الإنسان بربه (الإله). ( 10 )
و المفهوم هنا لا يخرج عموما على أنه التأمل أو التبصر الروحاني الخاص بالإنسان.
ب- في اللغة العربية :
أن كلمة التصوف و صوفية مأخوذة من الصوف لأن الصوف كان منذ زمن قديم اللباس الغالب على الزهاد. ( 11 )
كما أنه علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، و تصفية الوطن البواطن من الرذائل و تحليتها بأنواع الفضائل، أو غيبة الخلق في شهود الحق أو مع الرجوع إلى الأثر فأوله علم و وسطه عمل و آخره موهبة .
و الصوفية اسم مشتق أما من الصفاء لأن مداره على التصفية، أو من الصفة لأنه اتصاف بالكمالات، أو من صفة المسجد النبوي لأن الصوفية متشبّهون بأهل الصفة في التوجه و الانقطاع أو من الصوف - كما هو مشار إليها سابقاً - لأنه جل لباسهم الصوف تقللاً من الدنيا وزهداً فيها اختاروا ذلك لأنه كان لباس الأنبياء - و حسب رأي ابن عجيبة الحسني - أن هذا الانشقاق أليق لغةً و أظهر نسبة فيقال تصوف إذا لبس الصوف كما يقال تقنص إذا ليس القميص و النسبة إليه صوفي. ( 12 )
ج- و في الاصطلاح :
قال "خليل أحمد خليل" :" الصوفية أو التصوف : طريقة روحية دنية مذهب فلسفي خاص قوامه القول إن المعرفة اتصال مباشر بين الروح و المطلق، دون استعانة بالعقل العملي؛ أما الصوفية مذهب ديني يرمي إلى إتحاد الإنسان بخالقه من طريق التأمل و التوحد و الوجود و الفناء".( 13 )
و يقول" محمود يعقوبي" : " النظرة التصوفية هي دعوى مشاهدة حقائق الأشياء و الأمور مشاهدة باطنية عن طريق الحدس و الوجدان اللذين لا يمكن التعبير عنهما باللغة و التفكير العقلي" .
وعن علاقة مصطلح الإنسان و الصوفية بالكمال لا بأس أن نشير هنا إلى ضبط مختصر لهذا المصطلح:
فـ كمال أول ( Entéléchie ) مفردة ابتكرها " أرسطو" و عرفت في اللاتينية بعبارة المنجز، الكمال الناشئ من هذا الإنجاز و هو الشكل أو العقل الذي يجد إنجاز قوة ما.
و الكمـال الأول هو الجوهر الفرد ( Monade) عند" ليبنتيز" القائل في كتابه (monadologie , p 18 Leibniz): " يمكن إطلاقه على كل الجواهر اللطيفة أو الجواهر الفردية المخلوقة لأن فيها كمالاً معيناً و فيها اكتفاء يجعلها مصادر لأفعالها الداخلية و للآليات الذاتية، اللاجسمية إذ جاز القول".( 14 )
أما " معروف الكرخي" ( ت 200 هـ / 815 م ) قال: " التصوف هو الأخذ بالحقائق و اليأس مما يدي الخلائق " ، و قد انتشرت كلمة الصوفي في العالم الإسلامي بعد أن قالها " أبو هشام الكوفي" ( ت 156 هـ / 715 م ) ( 15 ) ، ومن المواضيع التي اختلف فيها الدارسون هي أصل التصوف : هل هو هندي أو رهينة مسيحية ، أو هل هو رد فعل لعقلية الآرية ضد الدين الإسلامي و حضارته في فارس أو هل هو امتداد للفلسفة اليونانية أم نابع من البيئة العربية الإسلامية؟ يقول الأستاذ عميراوي : " قد يكون التصوف الإسلامي مشتق من الكلمة اليونانية ( Théosophie ) التي تعني إله الحكمة ، في حين يقول المتصوفة المسلمون إن التصوف مؤسس عن الكتاب و السنة و قائم على سنة الأنبياء الأصفياء. ( 16 )
2-2 كرنولوجيا :
إذا كان النظر إلى الإنسان نظرة روحية فأنها ليست وليدة التفكير الحديث أو المعاصر، و لكن ترتبط مفاهيمها بعمق التفكير الإنساني. ( 17 )
حيث نشأة الصوفية كحركة رد فعل و نفرة في مطلع العصر العباسي حينما عما الترف و كثر انغماس الناس في الإسراف و الملاذ من ذلك كله و اتجهوا إلى حياة الزهد و لقد كان قبله العصر الأموي زهاداً لم يكن قد بلغوا من حيث التطرف و الاتجاه العقلي إلى أن يسمى تصوفاً .
و التصوف الإسلامي نشأ في بيئة إسلامية ثم تسربت إليه عناصر أجنبية ( 18 )
نختصرها هنا :
أ- من المذهب الإسكندراني : الرياضة الروحية وغايتها التأمل الدائم في الله تعالى حتى تدخل النفس في حال من الذهول و الوجد .
ب- من الهنود : تعذيب النفس بالإيغال في التقشف و بالتطرف في العبادة مثال ( النرفانا ).
ت- من الفلسفة الصينية : انتقلت له كثير من التعابير طريق سفر و التصوف بهذا المعنى ليس أحوالاً عارضة للإنسان و لكنه " سفر في طريق " " السلوك مستمر على منهج معين ".
ث- من النصرانية : إنتفل إليه عنصران تعذيب النفس ( و هو شيء موجود في الهندوكية ) أو التبتل
ج- ( ترك الزواج و ترك السعي في الدنيا ) . و أثر هذا واضح في المتصوفة البغداديين و هو مخالف للحياة الإسلامية برأي أغلب المتصوفة المسلمين أن ذاك.
و التصوف الإسلامي مر بخمس مراحل ( 19 ) نذكرها هنا باختصار:
1- مرحلة الزهد : القرن 1 و 2 هـ إستمرت عدة قرون ( رابعة العدوية ).
2- مرحلة التصوف الخالص : القرن 3 و 4 هـ كعلم مكتمل و طريق لمعرفة بعدما كان مجرد طريق للعبادة ( الحارث المحاسبي، البسطامي ، الحلاج ).
3- مرحلة التصوف الإسلامي السني : القرن 5 هـ ( القشيري و الغزلي، مذهب أهل السنة و الجماعة ).
4- التصوف الفلسفي : القرن 6 و 7 هـ ( شهاب الدين السهر وردي الإشراقي، محي الدين ابن عربي ).
5- الطرق الصوفية: و قد تكونت الطوائف الصوفية بشكل واسع كاد يعم العالم الإسلامي و أصبح " الشيخ " ( شيخ الطائفة ) له منزلة بين مريديه وقد اختلفت الطرق الصوفية باختلاف شيوخها.
ومن خلال المفهوم اللغوي والاصطلاحي يمكن أن نشير إلى المقصود عندنا من مصطلح الصوفية – في مقدمة هذا المقال - وهو كالآتي:« التصوف أو الصوفية: طريقة تقوم على مجموعة من الأرآء والمبادئ, قوامها أن المعرفة اتصال مباشر بين الروح والمطلق- الله- دون الاستعانة بالعقل العملي؛ أو نقول: مذهب ديني أو روحي يرمي إلى إتحاد الإنسان بخالقه عن طريق التأمل والتوحد والفناء والعمل بمدلولها يؤدي بالإنسان إلى درجة الكمال, ونطلق عليه "التصوف الإسلامي" كون هذا الأخير في مرجعيته الفكرية والعملية ينطلق من السنة والكتاب».
3- مصطلح المذهب المالكي:
3-1- التعريف الجينيالوجي:
المذهب المالكي : هو إحدى المذاهب الإسلامية السنية الأربعة, والذي يتبنى الأرآء الفقهية للإمام "مالك بن أنس" () - رحمه الله- حيث تبلور كمذهب واضح في القرن (2هـ)؛ وتقوم أفكاره على الاهتمام بعمل أهل المدينة, وعدم جواز الخروج على الحاكم حتى ولو كان جائرا. ( 20 )
3-2- التعريف الكرنولوجي:
في القرن (2هـ) تأسس المذهب المالكي على يد "مالك بن أنس" حيث تطورت معالم مذهبه على أيدي تلامذته من بعده, ولما صار هذا المذهب شائعا صرح " المنصور" عن إمام هذا المذهب قائلا:«أنت والله أعلم الناس وأعقلهم, لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف؛ و لأبعثن به إلى الأفاق فأحملهم عليه».
وامتدت رقعة هذا المذهب لتشمل العديد من المدن العربية في شبه الجزيرة العربية ومنها (الحجاز, والمدينة المنورة؛ العرق, خرسان وفارس وبلاد الري,الشام, ومصر, وتونس, وصقلية والأندلس، والمغرب الذي عرف منذ الفتح الإسلامي مذاهب شتى من حنفية وخارجية ومعتزلية..وغيرها كالمذهب الأوزعي، إلى أن قامت دولة الأدرسة، فكان من بين أعمال الأمير" إدريس بن الحسن بن حسن بن علي بن أبي طالب" - رضي الله عنهم- الذي دعى الناس للأخذ بمذهب مالك وإتباع منهجه, وجعله مذهبا رسميا للدولة؛ وقد روي عنه ذلك القول المشهور : « نحن أحق بإتباع مذهب مالك وقراءة كتابه الموطأ», وأصدر الأمر لأعيانه وقضاته بنشر كتاب "الموطأ" وإقراءه. ووصل المذهب المالكي حتى شمال أفريقيا). ( 21 )
- فما هي عوامل انتشار هذا المذهب في شمال أفريقيا بشكل عام, وفي المغرب الأقصى بشكل خاص, و ما أسباب قيامه ؟
3-3- عوامل انتشار المذهب المالكي: يمكن أن نحددها هنا في نقطتين أساسيتين وهي:
1. في " مصر" أخرج القاضي "الحارث بن سكين" " أصحاب المذهب الحنفي" و"أصحاب المذهب الشافعي"من المسجد فلم يبقى إلا أصحاب "المذهب المالكي". هذا بالإضافة إلى الدور الذي قام به تلامذة "الإمام مالك" في نشره؛ ونذكر منهم: ( ابن القاسم (تـ191هـ)، وأبو عبد الله محمد بن وهب القرشي(تـ163هـ), وأبو عمر أشهب القيسي(ت204هـ)، وأبو محمد بن عبد الحكم(تـ214هـ), وعثمان بن الحكم الجذامي(تـ163هـ), وعبد الرحيم بن خالد بن زيد (تـ163هـ)).
2. أما " الحجاز" أنتشر المذهب المالكي في بداية أمره بأرض الحجاز التي تعتبر مهد النبوة, و
" المدينة المنورة" باعتبارها منبت آل البيت والصحابة رضي الله عنهم مثل:"عمر وزيد بن ثابت...وغيرهم"؛ باعتبارهم ممن يشكلون الأصول الأولى لمذهب" الإمام مالك بن أنس" - رحمه الله –.
3. وفي "خرسان" دخل المذهب المالكي خرسان بواسطة تلامذة الأمام " مالك بن أنس" ونخص بالذكر هنا: ( بن يحيى التميمي، عبد الله بن المبارك، وقتيبة بن سعيد), وانتشر المذهب كذلك "بقزوين" و"أبهر", وكان له هناك أئمة وقضاة وأتباع؛ حيث وصل هذا المد حتى مدن العراق.
4. أما في "العراق" انتقل المذهب المالكي إلى العراق وزاحم مذهب الأحناف, عن طريق تلامذته أمثال:( عبد الرحمن بن مهدي (تـ198هـ), والقعنبي، وأبي حذافة السهمي، وسليمان بن بلال(تـ176هـ),وقاضي الرشيد ببغداد، وأبي عبد الرحمن بن عبد الله المبارك(تـ181هـ) وابن المعدل والقاضي ّإسماعيل (تـ282هـ) -صاحب المبسوط-، والأبهري (تـ395هـ) والقاضي عبد الوهاب البغدادي ) حيث قام بنشره و استقر في البداية بمدينة " بالبصرة" و"بغداد"، وبموت هؤلاء رحمهم الله ضعف المذهب وانتقل أمر العراق إلى الشافعية والحنفية.
5. وفي بلاد "فارس" دخل المذهب على يد القاضي" أبي عبد الله الروكاني", الذي ولى قضاة الأهواز.
6. أما في تونس: كان المذهب السائد في تونس هو "مذهب الأحناف"، وأول من أدخل " المذهب المالكي" إليها هو"علي بن زياد"- صاحب الرواية المشهورة للموطأ- (تـ183هـ), والبهلول بن راشد (تـ183هـ)، وأسد بن الفرات (تـ213هـ), وغيرهم من تلامذة خاصة الذين تتلمذوا مباشرة على يده، ولقد انتشر المذهب على أيديهم بشكل واسع مما سيمهد للغلبة الكاملة على يد سحنون(تـ240هـ) حيث استقر المذهب في الفتوى والقضاء وأخذ به الناس في عبادتهم ومعاملاتهم إلى أن جاءت دولة الأغالبة فمالوا إلى الأخذ بالمذهب الأحناف وأثروهم في القضاء والرياسة، والأمر نفسه كان مع العبيديين، إلى أن جاء المعز بن باديس فأرجع الناس إلى مذهب مالك حسما للخلاف،واستمر هو سائد إلى حين دخول العثمانيين تونس.
7. وفي بلاد الغرب نذكر على سبيل المثال مدينة "صقلية": كانت الجزيرة خاضعة للحكم الإسلامي، وأول من أدخل إليها المذهب المالكي هو"عبد الله بن حمدون الكلبي الصقلي" أحد تلامذة "الإمام سحنون" - أول فقهاء صقلية-، و"محمد بن ميمون بن عمرو الإفريقي" - قاضي صقلية-، و"لقمان بن يوسف الغساني الصقلي".
8. وفي الأندلس: كان المذهب السائد فيها هو"مذهب الأوزاعي" بعد الفتح الإسلامي،إلى أن رحل أبناؤها إلى الحجاز، فأخذوا العلم من إمام دار الهجرة- الأمام مالك بن أنس-، وعادوا بمذهبه لينشرونه في بلادهم، ونذكر من هؤلاء: (زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون (تـ204هـ)-وهو على الأرجح أول من أدخل مذهب مالك إلى الأندلس-؛ وقرعوس بن العباس(تـ220هـ)، الغازي بن قيس (تـ199هـ)،ويحيى بن يحي الليثي (234هـ)، وعيسى بن دينار القرطبي (تـ212هـ). هؤلاء وغيرهم جاءوا بعلم مالك،وأبانوا للناس فضله، واقتداء الأمة به، وأخذ به الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، واعتمده في القضاء والفتيا وأمر الناس بإتباعه وذلك سنة170هـ).
وتذكر المصادر التاريخية أن قوما من الرحالين والغرباء أدخلوا شيئا من "مذهب الشافعي" و"أبي حنيفة" و"احمد وداود"، فلم يتمكنوا من نشره، فمات بموتهم.
9. أما في بلاد "الشام": دخلها تلامذة مذهب مالك, نذكر منهم على سبيل المثال:( الوليد بن مسلم، وأبو مسهر، وأبو مروان بن محمد التتاري، وغيرهم).
10. وفي بلاد "المغرب الأقصى" وبالضبط في عهد الدولة المرابطية شجعت الدولة تطبيق هذا المذهب ورسخت قواعده, ودليل ذلك عبارة " أبن حزم" الشهيرة :« مذهبان أنتشر في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان "المذهب الحنفي" في المشرق و"المذهب المالكي" بالأندلس».( 22 )
4- النظرة المعمقة للعلاقة الجدلية بين المذهب المالكي والمذهب الصوفي:
4-1- شهادات الأئمة الأربعة:
- الإمام أبو حنيفة النعمان (ت: 150هجري): نقل الفقيه" الحنفي الحصكفي" صاحب الدر: أن" أبا علي الدقاق" قال: « أنا أخذت هذه الطريقة من" أبي القاسم النصرابادي"، و قال" أبو القاسم": أنا أخذته من "الشبلي"، و هو من" السري السقطي"، وهو من "معروف الكرخي"، وهو من"داود الطائي"، وهو أخذ العلم و الطريقة من "أبي حنيفة" - رضي الله عنه-، و كل منهم أثنى عليه و أقر بفضله».( 23 )
- أما الإمام مالك بن أنس (ت:179هـ): « من تفقه و لم يتصوف فقد تفسق، و من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق، و من جمع بينهما فقد تحقق».( 24 )
- الإمام الشافعي (ت: 204هـ): فقد قال: « حبب إلي من دنياكم ثلاثة: ترك التكلف و عشرة الخلق، و الإقتداء بطريق أهل التصوف».( 25 )
- الإمام أحمد بن حنبل ( ت: 241هـ): كان يقول لولده قبل أن يصاحب الصوفية: « يا ولدي عليك بالحديث، وإياك و مجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإنهم ربما كان أحدهم جاهلا بأحكام دينه". فلما صحب أبا حمزة البغدادي، و عرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده:" يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فإنهم زادوا علينا بكثرة العلم و المراقبة و الخشية و الزهد و علو الهمة».( 26 )
وما شهادات هذه الأئمة هنا إلا دليل على العلاقة الوثيقة بين الإسلام السني والتصوف السني، وهذا من خلال وحده المنهج؛ في سلوك الطريق الواحد للوصول إلى الحق والكمال المطلق. وقلنا السني هنا سواء في علاقتها بالإسلام أو الصوفية، لأن"الإسلام السني هو الحل في اعتقادنا لا إسلام الخوارج"..... مثلا وقيس على ذلك بالنسبة للتصوف؛ لأن إسلام الصوفية ومناهجهم هو الحل لا إسلام الخوارج - وبدقة أكثر تكون العلاقة وثيقة بين جميع المذاهب الفقهية الإسلامية خصوصا المذهب المالكي والتصوف الإسلامي السني لأن كل منهما من أهل السنة والجماعة, أو من طرق أو مذاهب أهل السنة والجماعة بدليل مرجعيتهم الفكرية المتمثلة في "القرءان الكريم والسنة النبوية" – فالصوفية هم هداة ودعاة وهم أهل السنة والجماعة - قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ}" .( 27 ) -، وأن التصوف هو خلق الإسلام ؛وأن الجهاد الصوفي يبدأ أولا بالجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وينتهي بالجهاد الأصغر, وما السيرة التاريخية لمشائخ الطرق الصوفية والمذاهب الفقهية خير دليل على ذلك.
وقد كشفت حقيقة الخوارج من الكتاب والسنة بأنهم بغاة وقضاة على رقاب الناس, لا هداة ودعاة؛ وما الشعار الذي رفعه خوارج الصدر الأول من الإسلام أمام سيدنا علي- رضي الله عنه- " إن الحكم إلا لله " كلمة حق أريد به باطل, وحذا على ذلك خوارج عصرنا فتنا وقتلا وسرقة للأموال, وهدما وتخريبا تحت ذاك الشعار.( 28 )
4-2- مصادر أو أصول التصوف وعلاقته بالمذهب المالكي:
- القرءان والسنة النبوية:
في البدء كان التصوف عبارة عن مبادئ وأراء دينية أخلاقية, مستمدة من القرءان والسنة وأحوال الصحابة وأقوالهم التي لم تحرج في حد ذاتها عن " الكتاب والسنة " اللذان هما المصدران الأساسيان للتصوف السني الأصلي؛ وحتى " المذاهب الأربعة " السنية, وهذا بغض النظر عن المذاهب الفقهية الأخرى مثل ( المذهب الظاهري- مذهب الأوزاعي- مذهب الليث بن سعد وغيرهم ).( 29 )
وهذا " الإمام الجنيد " يقول:« مذهبنا- ويقصد التصوف- مقيد بأصول الكتاب والسنة», وقال:« الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من أقتفى أثر الرسول, وأتبع سنته ولزم طريقته؛ فأن الخيرات كلها مفتوحة عليه». ( 30 ) وهنا العلاقة واضحة من خلال الأصول النقلية للمذهب المالكي التي تشترك مع التصوف في هذه النقطة, ونقصد هنا:
1- القرآن الكريم: يلتقي " الإمام مالك" مع جميع الأئمة المسلمين في كون كتاب الله عز وجل هو أصل الأصول،هذا بالإضافة إلى:
- السنة النبوية: ومفهومها عند "الإمام مالك" فطبيعي أن يسير على ما سار عليه السلف وعامة المحدثين الذين كان من أئمتهم وأقطابهم، غير أنه ربما عمم في السنة لتشمل ما يعرف عند علماء الحديث بالمأثور. وهو بهذا المعنى يعطي لعمل أهل المدينة وإجماعهم مكانة خاصة؛ ويجعل من قبيل السنة كذلك فتاوى الصحابة، وفتاوى كبار التابعين الآخذين عنهم، كـ (سعيد بن المسيب، ومحمد بن شهاب الزهري، ونافع) ، ومن في طبقتهم ومرتبتهم العلمية، زد على ذلك نجد إن: .
- عمل أهل المدينة: من الأصول التي انفرد بها مالك واعتبرها من مصادر فقه الأحكام والفتاوى.( 31)
- أما أصل الإجماع: لعل مالكا أكثر الأئمة الأربعة ذكرا للإجماع واحتجاجا به، والموطأ خير شاهد على ذلك. أما مدلول كلمة الإجماع عنده فقد قال: « وما كان فيه الأمر المجتمع عليه فهو ما اجتمع عليه أهل الفقه والعلم ولم يختلفوا فيه».( 32) وهنا أصل آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو يتمثل في
- شرع من قبلنا: ذهب مالك على أن شرع من قبلنا شرع لنا, أيضا يعتبر أصل من أصول المذهب أو التشريع المذهبي السني.
ومن الأصول التي زاد بها المذهب المالكي عن التصوف:
2 - الأصول العقلية: نذكر منها:
أ- القياس: يعبر عن الأحكام الواردة في الكتاب المحكم والسنة المعمول بها، طبقا للمنهج الذي قاس عليه علماء التابعين من قبله.
ب- الاستحسان: لقد اشتهر على ألسنة فقهاء المذهب المالكي قولهم: « ترك القياس والأخذ بما هو أرفق بالناس»؛ إشارة إلى أصل الاستحسان,الذي كان في المذهب المالكي لدفع الحرج الناشئ من اطراد القياس، أي أن معنى الاستحسان طلب الأحسن للإتباع.
ج- المصالح المرسلة: من أصول مذهب "الإمام مالك" المصالح المرسلة، ومن شرطها ألا تعارض نصا, فالمصالح المرسلة التي لا تشهد لها أصول عامة وقواعد كلية منثورة ضمن الشريعة، بحيث تمثل هذه المصلحة الخاصة واحدة من جزئيات هذه الأصول والقواعد العامة..
د- سد الذرائع: هذا أصل من الأصول التي أكثر" الإمام مالك" الاعتماد عليه في اجتهاده الفقهي، ومعناه المنع من الذرائع أي المسألة التي ظاهرها الإباحة, ويتوصل بها إلى فعل ممنوع؛ أي أن حقيقة سد الذرائع التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة.
ه- العرف والعادة: إن العرف أصل من أصول الاستنباط عند "الإمام مالك"، وقد انبنت عليه أحكام كثيرة؛ لأنه في كثير من الأحيان يتفق مع المصلحة، والمصلحة أصل بلا نزاع في المذهب المالكي.
و- الاستصحاب: كان مالك يأخذ بالاستصحاب كحجة، و مؤدى هذا الأصل هو بقاء الحال على ما كان حتى يقوم دليل يغيره.
ي- قاعدة مراعاة الخلاف: من بين الأصول التي اختلف المالكية بشأنها "قاعدة مراعاة الخلاف"، فمنهم من عدها من الأصول ومنهم من أنكرها؛ ومعناها: « إعمال دليل في لازم مدلول الذي أعمل في نقيضه دليل آخر». (33), ومثاله: إعمال المجتهد دليل خصمه القائل بعدم فسخ" نكاح الشغار" في لازم مدلوله الذي هو ثبوت الإرث بين الزوجين المتزوجين بالشغار فيما إذا مات أحدهما, فالمدلول هو عدم الفسخ وأعمل" الإمام مالك" في نقيضه وهو الفسخ دليل آخر؛ فمذهب مالك وجوب الفسخ وثبوت الإرث إذا مات أحدهما. ( 34)
3- النظر المقاصدي:
إن " الإمام مالك " عندما يطلق الرأي يعني به فقهه الذي يكون بعضه رأيا اختاره من مجموع آراء التابعين، وبعضه رأيا قد قاسه على ما علم؛ ومن ثم فإن باب أصول فقه الرأي عنده هو ما عليه أهل المدينة وعلم الصحابة والتابعين. ويمكن تلخيص ذلك في" قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد" التي عليها مدار مقاصد الشريعة الإسلامية، فهذا هو أساس الرأي عنده مهما تعددت ضروبه واختلفت أسماؤه. نجد أخص ما امتاز فقه مالك هو رعاية المصلحة واعتبارها؛ لهذا فهي عمدة فقه الرأي عنده اتخذها أصلا للاستنباط مستقلا.
- فما علاقة تهم التصوف السني عامة بأن جذوره تتصل بالتشيع؟
هذا غير صحيح على الإطلاق سواء على حسب النشأة أو الأفكار أو طرق التعلم أو الأصول أو الغايات؛ وهذا ما تبينه التراجم وكتب الطبقات المتخصصة في كتابة تاريخ "أهل السنة والجماعة" ولا ذكر لهم في كتب الشيعة؛ بل حتى من جهة الممارسة اليومية نجد "رايات الطرق الصوفية" تكب في أركانها أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة وهو ما يؤكد سنية هذه الطرق.
كما يؤكد الفيلسوف "ابن خلدون" ذلك بقوله:« أن هناك تيارات صوفية متفلسفة تأثرت بالتشيع, في حين أن التصوف السني الأصيل لا علاقة له بالتشيع».( 35)
- خاتمــــــة:
ومن خلال ما سبق يمكن أن نستنتج يلي:
أن هنا صلات وثيقة بين المذاهب الإسلامية السنية الأصلية, والتي من خلالها يمكن الحديث على أصالة الثقافة العربية الأصيلة بما فيها جميع العلوم انطلاقا من علم الفقه وعلم التصوف إلى العلوم الأخرى؛ كما أن التصوف السني لا علاقة له بالمذهب الصوفية الغير سنية, وعليه فرحابة كلا المذهبين السنين يعملان من أجل ثبات هوية أمتنا- لغة ودين ووطنا- ولا يمكن أن يكون هذا خارج دائرة المذهب المالكي – الذي يعد إمامه من علماء السنة- والمذهب الصوفي الإسلامي السني, حيث يبقى الحلم العربي في وحدته يدين لهذين المذهبان في تقرير مصير هذا الأمة العربية الإسلامية على وجه العموم. وأمم المذاهب الأخرى على وجه الخصوص.
الهوامش والإحالات:
1- صليبا جميل, المعجم الفلسفي, ج 2, دار الكتاب اللبناني, دط, بيروت, 1986, ص(361-362).
5- المرجع نفسه, الصفحة نفسها.
- 3Gérard Durozoi-André Roussel ,DICTIONNAIRE de philosophie. Nathan. Imprime en France par I.M.E 2003 .P.115.
4- ابن منظور, لسان العرب, دار المعارف, دط, تح : علي الكبير عبدا لله ,وآخرون, القاهرة, دس, ص(1522-1523).
5- صليبا جميل, المعجم الفلسفي, ص (361-362).
6- محمود يعقوبي, المعجم الفلسفي, الميزان للنشر والتوزيع, ط2, الجزائر, 1998, ص 60.
7- فاروق مداس, مصطلحات علم الاجتماع, دار مدني للطباعة والنشر والتوزيع, دط, الجزائر 2003, ص 238.
8- إبراهيم مذكور، المعجم الفلسفي, الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية, دط, القاهرة,
1973, ص 176.
( ) الباحث.
9 -DICTIONNAIRE de philosophie, OP. sit . p . 267 .
10 - La rousse pluri dictionnaire , P . 927 .
-11فروخ عمر ، المنهج الجديد في الفلسفة العربية، دار العلم للملايين، بيروت، ط 1، 1970 ص 180.
12-الحسني ابن عجيبة، مصطلحات التصوف، أ ع و تق: عبد الحميد حمدان، مكتبة مد بولي، القاهرة، ط 1، 1999. ص 3 و أنظر أيضاً: الفاخوري حنا و خليل الجر، تاريخ الفلسفة العربية، ج1، دال الجيل، بيروت ، لبنان ، ط3، 1993.
13-خليل أحمد خليل، معجم المصطلحات الفلسفية، ص 103.
14- المرجع نفسه،ص 155.
15- راجع ، خميستي سعد، أبحاث في الفلسفة الإسلامية، دار الهدى، الجزائر، دط، 2002، ص 24 و ما بعدها .
16- حميدة عميراوي، بحوث تاريخية، دار البعث، قسنطينة، دط، 2001، ص 60و ما بعدها.
17- زرا رقة عطاء الله، ملامح التيار التربوي الروحاني، " الأسس و الأهداف "، مجلة دراسات العدد 09 جوان 2008، جامعة عمار ثليجي بالأغواط، ص 109 .
18- راجع، عمر فروخ، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية، ص 181 و ما بعدها، أنظر أيضاً : عبد الغني قاسم عبد الحكيم، المذاهب الصوفية و مدارسها، مكتبة مدبولي، القاهرة، ط 2، 1999، ص ( 27 – 38 )، راجع أيضاً : محمد تركي إبراهيم، فلسفة الموت عند الصوفية، دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر، الإسكندرية، ط 1، 2003، ص( 19 – 21 ).
19- محمد تركي إبراهيم، فلسفة الموت عند الصوفية، ص( 29 – 33 ).
() - الإمام مللك بن أنيس: (39-179هـ) المولود في المدينة , وهو يمني الأصل؛ وتلقى تعليمه الأول على الشيخ "ربيعة الرأي" والإمام جعفر الصادق".وله ينسب المذهب المالكي؛ ومن أهم مؤلفاته "الموطأ", ومن أبرز تلامذته (محمد بن إدريس الشافعي– صحب المذهب الشافعي, عبد الرحمن بن القاسم, عبد الله بن وهب...وغيرهم).
20- راجع, رياض محمد, أصول الفتوى والقضاء في المذهب المالكي, المكتبة الوطنية, ط1, الرباط, 1996.
21- راجع: كتاب" المقدمة" للعلامة "ابن خلدون" وكتاب" الاستقصاء لأخبار المغرب الأقصى" "للناصري".
22- راجع أيضا : المذهب المالكي, من النصوص المنشورة تحت رخصة جنو للوثائق الحرة لمؤسسة ويكيبيديا , ديسمبر 2007 .
23- راجع: عبد القادر عيسى، حقائق عن التصوف باب بين الحقيقة والشريعة, ص490.
24- راجع : حاشية العلامة العدوي, على شرح الإمام الزر قاني على متن العزية في الفقه المالكي, ج3, ص195.
25- للإمام العجلوني (المتوفى سنة 1162هـ), كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس. ج1 ص341.
26- عبد القادر عيسى، حقائق عن التصوف باب شهادات علماء الأمة الإسلامية من سلفها إلى خلفها للتصوف ورجاله, ص567.
27- سورة, السجدة, الآية 24.
28- أنظر, عز الدين ماضي أو العزائم – شيخ الطريقة العزمية-, إسلام الصوفية هو الحل لا إسلام الخوارج , دار الكتاب الصوفي, ط 1, القاهرة, 1993.
29- راجع: مصطفى حلمي, ابن تيمية والتصوف, دار الدعوة, ط2, القاهرة,1982.
30- القشيري, الرسالة القشرية, ص(79-80).
31- أنظر: أبو الوليد الباجي، أحكام الفصول في أحكام التقول, تح: عبد المجيد التركي، دار الغرب الإسلامي, ط1, 1981.
32- القاضي عياض. ترتيب المدارك, طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية, ج2, المغرب, دس, ص 72.
33- الرصاع، شرح حدود ابن عرفة, دار الغرب الإسلامي, ط1, تحقيق محمد أبو الأجفان والطاهر المعموري، 1993م, ص 263.
34- حسن مشاط, الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة، دار الغرب الإسلامي, ط1 ، در: و تح : عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، دس، ص 235.
35- راجع: مقالات الكوثري, دار السلام, ط1,القاهرة, 1998.
قدمت أوراق هذه المداخلة في الملتقى الوطني الخامس حول: المذهب المالكي: مؤسسه - أصوله- رجاله- مدارسه يوم: 28 شوال 1431هـ/ الموافق 07 أكتوبر 2010 م.
المنظم من طرف أحفاد الشيخ سيدي عبد الجبار التيجاني بمسجد سيدي عبد الجبار التيجاني بعين ماضي – الأغواط – الجزائر.
التعليقات (0)