قراءة عــاجلـة في مشروع الخلاص للـمرجع الصرخي
==============================
إذا ماتأملت في سِبر هذا الواقع وما يشهده العالم عموماً والعراق خصوصاً من فشل في مساعي الوحدة ومشاريع التنمية، ومن نـزاعات وحروب وكوارث اجتماعية ووطنية في بعض مناطقه ودوله، كل هذا يجعل اي مشروع نهضوي لإنقاذ العراق والإنسان العربي والمسلم في مواجهة الأسئلة ذاتها التي طرحها مشروع الخلاص ، والشروط التي اقترحها، والقوانين التي استخلصها، ويحمل على إعادة التفكير في دور المثقف والعالم ، حيث ظهر هذا الدور، في معظم الأحيان، سلبيًا وعقيمًا، حيث تعامل هؤلاء مع النهضة المنشودة ومشاريعها بعقل مثالي حالم، أو بمنطق أيديولوجي مغلق" ولكن إذا ما تأملنا في مشروع الخلاص تجد ان الصرخي انطلق في مشروعه من الأهمية التي يمثلها العراق في الامة العربية والحاجة الى إنقاذه من ظلم الاحتلال الغاشم عليه وعلى أهله، محاولا صياغة مشروع خلاص لتكون فيه من الجوانب العملية ما يمكن أن يساعد على ذلك، وفي ذهنه " قلّة الدراسات التي تتناول واقعها الحقيقي سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، فضلًا عن وجود الدراسات التي تخرج من نطاق النظرية الى التطبيق نحو بلورة رؤية واضحة ومشروع يمكن أن يساهم في رسم خطوات على طريق إنقاذ العراق وتحريره ".مطالبا بـ " الارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه العراق وأن ذلك يقتضي أن تتكاتف الجهود وفق منهجية علمية واضحة، وخطة عمل مرحلية، وصولًا إلى تحقيق الأهداف المنشودة"
"يمكن القول بشيء من المجازفة وكثير من اليقين: إن الإنسان العربي والعراقي خاصة عندما يذهب إلى التاريخ للاستفادة منه بشكل حقيقي يروعه أنه سيقرأ نفسه ومجتمعه وأحداث عصره في بعض صفحاته، ويكاد يشعر أن ما يدور حوله ليس إلّا آخر طبعة من كتاب التاريخ المروع !.
"فأي مشروع نهضوي حضاري بحجم المشروع الذي يمكن أن ينقذ ويحرر مدنه لا تتوافر له الشروط الحقيقية والقوانين التاريخية يصبح مشروعًا تضليليًا، واستمرارًا للمسيرة الخاطئة، والوصول إلى الهزيمة الحقيقية"
الهدف الذي اعلنه الصرخي ويريد تحقيقه من خلال تقديم مشروع الخلاص في جوهره هو: "بلورة مشروع بصورته الأوّلية حول إمكانية تحديد الأطر العامة، والمعوقات، والشروط، والقوانين اللازمة في سبيل صياغة ابتدائية لمشروع حضاري نهضوي عربي مسلم تكون ثمرته أو إحدى ثماره إنقاذ وتحرير العراق
وحتى يشق مشروع الخلاص طريقه في ساحة الأمة، لا بُدَّ من ثقافة داعمة، تشجع الناس على تجاوز ما ألفوه من عادات سيئة، وأفكار غير صحيحة، وتحصّنهم من تأثيرات مراكز القوى المضادة لعملية الخلاص والإصلاح، وتخلق بيئة مناسبة للتغيير,ولا نبقى على ما نحن عليه في كل مرة بنفس التوجهات ,فالاوضاع باقية وتزداد وتيرة المشاحنات والاخطاء على ماهي عليه فالوجوه كما عهدناها ان تغيرت من مكان لجأت لمكان اخر ...وهذا ما توجَّه إليه السيد الصرخي في مسيرته الاصلاحية ، حيث أردف قراراته الإصلاحية بهجوم لكن من نوع اخر هو ثقافي،وسياسي لإحياء قيم العدل والصلاح في النظام الحاكم اولا والمجتمع ثانيا ، ولمواجهة تيارات الفساد والانحراف. فهو يقوم بمهمته كمرجع ديني له صفة الاب الروحي ومواطن له القابلية على اعطاء الحلول و مرشد في الوقت نفسه.فما اكثر البيانات والخطب والمحاضرات التي ألقاها على جماهير الناس، والرسائل التي وجهها لوجهاء الامة وقادتها ، والوصايا التي خاطب بها أصحابه ومن حوله من اجل النهوض بالواقع المعاشي
والخلاص من اجل عراق يزهو باهله وكان من ضمن ما دعا فيه إلى (
تدويل قضية العراق وإخراج إيران من اللعبة، وطالب باقامة مخيمات عاجلة للنازحين وبرعاية وحماية منظمة الأمم المتحدة...
ليس ثمة شك أن مشروع الخلاص النهضوي لإنقاذ العراق ، يذهب بعيدًا في اجتراح مقولة مؤداها: إن الطريق إلى العراق من أجل إنقاذه وتحريره هو الإجابة عن الأسئلة والشروط والقوانين التي طرحها المشروع ، بمعنى أن العراق هو النتيجة النهائية أو الثمرة الخالصة في مشروع طويل ينبغي أن يبدأ من نقطة ما في عقل وواقع الإنسان "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)