فكر المرجع الصرخي يُفشِل المشروع التكفيري
==========================
لم يتهاون سياسيوا العراق في تطبيق قيم الفساد والنفاق والكذب، وألّبت الناس بعضهم ضد بعض حتى سادت الكراهية والبغضاء والأحقاد بين الناس، لأن النظام الظالم لا يمكن أن يكون جامعا للناس، بل هو مفرق للجماعة وقاتل للوحدة بسبب الفتن التي يغرسها في المجتمع"حلم يتداعى اثر مايحدث من تداعيات خطيرة حبلى بالمؤشرات التي تصب في عملية إعادة هيكلة البنى المادية والاجتماعية للعراق وفق مخطط الاشرار , بينما تقف الحكومة وقفة الصامت المتفرج...هذا من جهة ..ومن جهة اخرى فان مصدر التشتت الثاني والذي لا يقل أهمية عن الأول، فيتمثل بالفقهاء من كل المذاهب الإسلامية. حيث اعتبروا احدى المرايا العاكسة لعلاقات القوى والتأتيرات الهيكلية في العالم اليوم أذ أرخى رجال دين كثر تاريخيا لأنفسهم حق الإفتاء بالنيابة عن الأمة، وحاولوا تسيير الأمة ليس وفق التعاليم الإلهية وإنما وفق اجتهاداتهم الشخصية." من هؤلاء الفقهاء من أصاب وعمل على جمع كلمة المسلمين، لكن كثرة المزيفين والدخلاء فتحت الطريق نحو التمزق والاقتتال. حيث حول الفقهاء الدين الإسلامي إلى دين فقهي مبعدين الفكر عن جادتهم، فنشأت العديد من الفرق الإسلامية التي يدعي كل منها أنها هي التي ستفوز بالجنة، وأن باقي الفرق مصيرها جهنم. تحول هؤلاء الى مفوضين الهيين لهم الحق في تكفيرالاخرين ودخول الناس الجنة وخروجهم منها!! حتى اثاروا ظاهرة التكفير والفتن الطائفية وكانو سبب في تفشي القتل والارهاب والعصبية , لم يُريدوا لنا ان نتعلم بالعقل والتحليل العلمي للظواهر الاجتماعية والسياسية، ولهذا لم يكن من المتوقع أن نكون عقلانيين في الصراع بين القوى الشعبية وقوى النظام السياسي، بل كان من المتوقع تدهور الأوضاع بالمزيد مع مرور الأيام. وإذا غاب التفكير العلمي والفهم العقلاني للظاهرة فإن التجربة تكون البديل الأوحد في البحث عن صيغ للحلول الممكنة. أي أننا لن نتعلم إلا بعدما نثخن بالجراح، وبعدما يستهلك نزيف الدماء أعدادا كبيرة من أبنائنا"
كثرت الجراح وتعمقت وبتنا على يقين من أن الاقتتال لن يفضي إلى نصر فإننا قد نضع أيدينا بين رؤوسنا ونبدأ في التفكير في البحث عن حل. الذي لا يتعلم بالعقل يتعلم عندما تقع الفأس بالرأس، وواضح أن المسؤولين عن القتل وسفك الدماء لا يرون حتى الآن أن رؤوسهم قد أصبحت تحت المقصلة، هم لا يأبهون كثيرا ما دام الشعب المسكين هو الذي يفقد بيته وابنه هو الذي يموت.وعلى هذا الامر اشار المرجع الديني في بحثه الجديد المسمى(السيستاني من المهد الى اللحد )اذ ذكر بعض الامور التي يتحف بها الواقع مشيرا لامور جمة للخروج من هذه الازمة ذاكرا تأكيده لمواقفه المعتدلة وتشديده عليها في رفضه لمنهج التكفير الحاصل بين المسلمين لمجرد الاختلاف العقائدي المذهبي حيث يغفل أؤلئك المكفرون بعضهم لبعض عن الثوابت الاسلامية التي وضعها الاسلام في حفظ وصيانة الفرد المسلم بدمه وماله وعرضه بمجرد ان يظهر ويعلن كلمة التوحيد (لا اله الا الله)
حيث ذكر في قوله
"(لنتعلّم ونعلم الآخرين ..... كل إنسان حسب مستواه الفكري والعقلي والنفسي والإجتماعي وحسب ماوصله ويصله من دليل ، والمهم أن تجمعنا كلمة التوحيد ، التي تُحقن بها الدماء وتُحفظ بها النفوس والأموال والأعراض فبالإسلام يكون كل المسلم على المسلم حراما ، دمه وعرضه وماله ، قال رسول صلى عليه وآله وسلم : المسلم أخو المسلم ، لايظلمه ولايخذله ولايحقره ، التقوى هاهنا ( ويشير الى صدره سلام الله عليه ثلاث مرات ) يقول التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوى ها هنا ،
انت عليك بالظاهر لا تأتي وتتحدث عما في داخل الانسان عما في فكر الانسان وتحاسب وتعاقب الانسان وتكفر الانسان وتقتل الانسان وتبيح الاعراض وتبيح الدماء على مافي قلب الانسان
ـــــــــــــــ
هيام الكناني
التعليقات (0)