مواضيع اليوم

فتح انتكاس’ أم هزيمة !!!

عيسى رمضان

2009-12-22 22:59:38

0

أكثر من عقد من التميع، عقد من تفكك العلاقات التنظيمية، واضطراب في الإحساس بالانتماء، الإفراط في العلنية وفى الجهة الأخرى تضخم في الأنصار، لا على أساس الانتماء والالتزام الفعلى بالتنظيم، بل على أساس اقتناص مصلحة معينة، والمصالح متعددة الأشكال إما مالية أو وظيفية أو مراكزية أو تجارية .
قادة السلطة - فتح - التقليديين لا يموتون ولا يتزحزحون فهم إستزاريون بامتياز ، فكل موقف منهم ممكن بشرط ألا يخرج من الحكومة ، سلطة الحزب الواحد ، السلطة ألأبدية ، سلطة طول العمر ، الذي لا يداخله تصور انه سيخرج منها يوما ما ، وانتهت لديه الدوافع الثورية ودوافع العطاء للوطن، دوافع الاٍيثار للوطن، ونمت لديه دوافع التخاذل والسلب والأنانية والانهزام .
العلنية المفرطة، ذوبان الحدود الفاصلة التي تميز التنظيم عن المنظمات الجماهيرية، المؤسسات السلطوية، الإدارية . كل هذا أدى إلى التميع التنظيمي وانهيار الهيكلية التنظيمية وتملص الأفراد من الخضوع للأوامر التنظيمية بل والاستهتار بها، والاستهتار بالتسلسل الهرمي للتنظيم.
نمو مزاج الفردية والأنانية مما أفضى إلى التبعثر والبعد عن الأهداف الوطنية العليا وأزيحت هذه المهمة إلى ما يسمونه بالقيادة السياسية التي ذابت في محيط الوجاهات والوزارات الوهمية، ومنهم من استغل موقعه في السلطة وأقام شركة تجارية، أو اقتصادية أو مالية وأصبح همه الوحيد هو نمو رأس مالها باختراق كل القوانين وانعدمت نفسية البناء من القمة إلى القاعدة وتفشي الاستهتار بكل شي حتى في الشارع حيث انتشرت نفسية القبضايات والفتوات بشكل فردي وبشكل مجموعات، وذاع صيت عائلات ذات سطوة وانتشر السلاح في يد الصغير والكبير وأصبح السلاح هو الفيصل في حل أي مشكلة مهما كانت صغيرة، وانتهي القانون وساد الفلتان الأمني والإداري وساد الفساد المالي في المراكز والمقرات وليس هنالك من ضابط .
وبالتالي لا يمكن لفتح أن تصلح نفسها ، لان من يريد أن يصلح يجب أن يملك القوة والإرادة للإصلاح، وهذا مفتقد في داخل فتح، وبالتالي أصبح إصلاح السلطة وفتح يجب أن يأتي من الخارج، أي من القوى الديمقراطية التي لها قوة نقدية وتشهيرية للإصلاح أو من الحركات الدينية التي لها قوة نقدية وإجبارية للإصلاح، وهذا ما أدركه الشعب وأعطي صوته بغزارة لحماس حتى أعضاء من فتح أصبح لديهم ألف علامة استفهام على أعضاء من فتح لديهم مراكز حساسة ولكن لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً .
هذه هي فتح، وما المجموعات المسلحة الصغيرة التي تطل برأسها بين الفينة والفينة بأسماء مختلفة إلا مجموعات صغيرة ليس لها هيكلية تنظيمية وتسلسل هرمي بل مرتبطة بفرد أو أفراد لهم سمعة حسنة ولكنها جميعاً تستظل بمظلة فتح وتُستغل في الكثير من الأحيان بصورة شخصية أكثر منها وطنية، ومن ناحية التمويل المالي، فكل اعتمادهم على ما تجود به السلطة من تمويل غير منتظم، وحسب التموجات السياسية والمواقفية، هذا بالإضافة إلى تمويل خدماتي، إتاواتي من أفراد لهم مصلحة في التمسح ببعض المجموعات المسلحة لأغراض تجارية أو شخصية .
هذه الهيكلية المائعة الحدود أفضت إلى نتيجة خطيرة ليس على فتح كتنظيم، بل على كامل المنظومة الإدارية لفتح وللسلطة – لأنهم لا يمكن عملياً الفصل بينهما – وهذه النتيجة الخطيرة هي الاختراق من قبل التنظيمات الدينية الناشطة بشكل جنوني للاستيلاء على مقاليد الأمور في المؤسسات السلطوية لما لها من فوائد مالية ومراكزية، وتراقب كل شيء مهما كان صغيراً، من مصاريف حفلة صغيرة إلى أعلى حركة تمس الأسلحة والدورات التدريبية وأبعادها .
هذا الاختراق جعل فتح والسلطة واضحة، كل شيء مفضوح من بدايته إلى نهايته، والأخطر من ذلك أن فتح المندمجة بالسلطة لا تستطيع أن تتخذ أي إجراء عدائي ليس ضد تنظيم مثل حماس، بل ولا ضد فرد معروف بأنه نصير لحركة دينية وتعمل على الساحة بشكل أو بآخر .
وبدأ قانون التراكم النقدي التشهيري يفعل فعله حيث طال النقد كل شيء في السلطة وفتح وتكشف الفساد المالي والإداري والسلوكي وأصبح النقد من العيار الثقيل، الدموي بين الأضداد – أي فتح وحماس – يفعل فعله وأتخذ أشكالاً حادة ودموية .
وأصبح لابد من نفي شيء وإحلال شيء محله له صفات جديدة، ولكن ماذا تتميز حماس عن فتح ؟
إن فتح من الناحية الاجتماعية الطبقة الأرقى فهي تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة الثورية في أساسها، ومع استلام السلطة واندماجها بها أصبحت عملياً البرجوازية الكبيرة والكمبرادورية التجارية .
أما حماس ، فكل تفكيرها هو إقطاعي وكمبرادوري مغلف بالتنظير الديني النقدي الذي لا يعجبه أي شيء في المجتمع العصري من علاقات اجتماعية ولا تجارية ولا سياسية .
ولكن هل تستطيع أن تغير الأساسات الاقتصادية والاجتماعية والمالية للمجتمع ؟ بالطبع لا .
إن إصلاحات حماس هي شكلية ولا تستطيع أن تغير في بنية المجتمع الاقتصادية أي شيء، فإذا أمسكت بتلابيب السلطة وطرحت المقاومة جانباً، أو صارت المقاومة شعارا ، ليس له علائم صدامية مع الاٍحتلال ، وصار العمل الإداري هو الأساس والأولي وعملت على أساس أنها الحزب الحاكم، وقضت على النقد ، وساد الإرهاب للغير من خارج حماس أصابها الاسترخاء الوطني وأصيبت بالتخمة المالية وأصابها التضخم والترهل والنفاق لذوي المراكز في السلطة، واقتربت كثيراً من فتح ما قبل الهزيمة .
ورغم مرور أكثر من عامين على ادراك هذا ، اٍلا أنه لم تظهر أية بادرة تدل على أن فتح- كوادرا وقيادات - معنية باصلاح نفسها تنظيميا واداريا . وبهذا يكون العد التنازلي قد بدأ لتصبح فتح اسما وهميا ، شكليا ، ليس له محتوى .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !