فاطمة الزهراء عليها السلام نورٌ يُضيء الأُسر الإسلاميّة
فاطمة الزهراء باقية مابقي الدهر ؛ بسيرتها ؛ بأخلاقها ؛ بقيمها ؛ وبنسلها الطهر الذي دائماً ما ثار على الظلم والطغيان ؛ لم يخن نسلها اي وسيلة في سبيل غاياته الشريفة التي تدعو للعدل والانصاف ؛ حتى أصطبغ الكون بدمائهم الزكية ؛ هكذا تمثلت سيرة الزهراء عليها السلام نموذجاً للإنسان الكامل ؛ على المستوى الديني والانساني والاخلاقي والتربوي والثقافي ؛ هي مثال الأستقامة والايمان الفطري ؛ هي نموذج الانثى التي جعلها الله سكناً للانسان أينما يكون الانسان
تتجلى شخصية الزهراء من خلال سيرتها منذ ولادتها وحتى مابعد وفاتها فهي أبنة ذلك الرجل الذي قلع جذور الكفر ورمى به فوق الاجيال ؛ كما أنها زوجة الركن والامتداد الحق لأعظم نبي في تاريخ البشرية
لقد حازت على كمال العقل وجمال الروح وطيب الصفاء وكرم المَحِتد؛ فقد عاشت في جو شعت وأمتدت انواره فعبرت عنه فكرا وأنتاجاً ؛ كما كانت مثالاً للمرأة المسلمة وبلورت ذلك في سلوكها العملي وقد مثلت الزهراء ذلك في أشرف مافي المرأة من إنسانية وصيانة وكرامة وقداسة ورعاية وعناية اضافة الى ماكانت تحمله من فطنة ودراية وذكاء حاد وعلم واسع ويكفينا ماصرحت به السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة مارايت أحداً من خلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله من فاطمة ؛ وكانت اذا دخلت عليه أخذ بيدها فقبلها ورحّب بها وأجلسها في مجلسه ...) حري بكل إمرأة مسلمة أن تتخذ من الزهراء الأسوة فهي بضعة من أبيها (صلى الله عليه وآله)، والرسول (صلى الله عليه وآله) هو أسوة من الله بالتحديد والتخصيص حيث قال عزوجل: ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، (سورة الأحزاب: 21)، وجزؤه لاينفصل عنه، فهذا يعني أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي أيضاً أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر كأبيها تماماً ..
هكذا صارت الزهراء بعقبدتها وفكرها وسلوكها الاسلامي الاخلاقي الانساني صورة الأنوثة الكاملة التي يتخشّع بتقديسها المؤمنون ؛ وسيان في عمود النور المتطاول برأسه في عنان السماء، أن تكون فاطمة بنتاً لأبيها وأماً له، بنتاً له في الولادة والنسب، وأماً له في الرعاية والحدب، بنتاً له في التربية والاقتداء، وأماً له في الحياطة والاعتناء، وفي الحالين تبقى فاطمة هي فاطمة.
فلا بد لمجتمعنا المميز بأمانته في إحياء شعائر أهل البيت (عليهم السلام) عامة، وذكرى ميلاد فاطمة الزهراء خاصة، أن يصبوا إلى تحقيق التفوق أمام كل رزية أو مخمصة تسعى للنيل من عزته وكرامته في أي شأن من شؤون الحياة. ولا يكون التفوق إلا باختيار الظرف الأنسب والنص الأمثل في التعبير عن أية نظرية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية معتمدة على طريق تحقيق التفوق. ولابد لأية نظرية سليمة من إيمان عميق يترأسها حتى يتحقق العدل في مجتمعنا، فيسود القلوب تنسيقا بين الحقوق والواجبات..
سيدتي ومولاتي، إن الله عزّ وجلّ أنعم على أبيكِ بعد أن بعثه رحمة للعالمين بولادتكِ الطاهرة، فجعلكِ بضعة منه، فسطع نوركِ النبوي الأمثل، ورُفعتْ راية الحكمة الفاطمية، وتزاحمت شفاه المؤمنين والمؤمنات بآيات الكوثر..فسلام عليك في الأولين وسلام عليك في الآخرين.
https://up2.mrkzgulf.com/i/00129/gq826z3r07ou.png
التعليقات (0)