الطائفة الكريمة ، تسمية أطلقها المجتمع المدني في زمن السِلميّة لدعوة المواطن السوري بكل ألوانه للدخول في الثورة السورية ، وليكن رديفاً لشعار ( الشعب السوري واحد ) الذي ملأ سوريا من مشرقها لمغربها .
الدعوة لها أهلها والكثير من السوريين كانوا لها ، رهف ابنة حمص ، إحدى فتيات الطائفة الكريمة لبّت الدعوة ، كانت مع الحراك تؤيّده قلباً وقالباً ، تستنكرعملية التحريض والتسويف التي قام بها النظام لدفع الطائفة الكريمة لمكان آخر ، رفضت انتهاكاته ، تبدي إحتجاجها عليه ، لتقول بأنّ (سوريا شعبها واحد ) .
إياد ابن جبال القلمون (نصف رهف الجميل) ، خاف على سوريا من أبناء لها قد يأكلوها ، أراد أن يحميها بأن يدافع عن الدولة ، لأنّه بصونه للنظام يحمي سوريا حسب رأيه ، مخاوفه كبيرة ، مشاعره صادقة ليس حبّاً بالنظام ولكن خوفاً من القادم .
إياد هو إبن الطائفة المظلومة ، تسمية سيئة الصيت ظهرت بعد عسكرة الثورة ودخولها في المجهول،الطائفة الأكبر التي يحاول البعض من أبناء سوريا أن يضعها في مكان لطالما أراد النظام وغيره أن يضعها به ، لتصبح الطائفية مكان الحرية ،الموت مكان الحياة و ليصبح شعار ( سوريا بدها حنية ) صرخة ضد وجبة الموت اليومية .
تعرّض إياد للاعتقال من قبل الأمن بعد وشاية ملفّقة من ولادين الحلال ، فالخُطب العصماء في مدح النظام تسقط عند قدوم الوشاية ،والمؤيّد للنظام مهما علا شأنه لاقيمة لصوته أمام فخامة ( المُخبِر ).
لم يكن إياد إلى جانب رهف عندما شنّت المعارضة هجومها على دمشق ، أصوات القتل والقذائف تنهمر على أذُني رهف ،على بعد أمتار منها ، تريدُ دمها ، تريدُ ضربها ، رهف كانت تنتظر أحد القذائف لتُنهي حواسها إلى الأبد ، كانت فقط حزينة على صوتها الذي لن يصرخ بأنّ الشعب السوري واحد ، لم تجد من يقف معها من أبناء بلدها إلا مواطن مغترب أراد أن يبتعد عن سوريا ، فتحادثا ليخفّف عنها أصوات القذائف فتلاحقه أصوات الموت ، ليقضي معها ليلة سورية بامتياز .
رهف وإياد حُسِب كل منهما على الطرف الآخر مع سبق الإصرار ، لا يمتلكا سوى الابتسام لهذا التصنيف الجديد الذي اُختيِر لهما ، هو خرج من المعتقل ، هي ماتزال تحتفظ بحواسها ، تواعدا في زمن السلم على الحب وفي زمن الحرب قرّرا أن يرتبطا لآخر يوم في حياتهما ، ولتذهب تصنيفات البعض للجحيم .
قبل لحظات من خروجه من المُعتقل ، كان إياد ورهف يفكر كل منهما بعلم سوري متشابه بألوانه ، مختلف بشكله ، في لحظة الحرية من المعتقل ، نظرت إلى عينيه وهو ضحك لابتسامتها ، نسيا كل ما كان وقالوا ( الحمدلله على السلامة ) .....
عبدالله كريستوف مرجانه
التعليقات (0)