المفكر المغربي إدريس هاني يكتب على هامش الأحداث الأخيرة في سوريا
الإرهاب البطين عاشق الدسم النّفطي امتدت يده الجبانة إلى مؤسسة إعلامية وطنية.. المشكلة أن هؤلاء الضحايا من العاملين والمستخدمين والصحفيين لا يعتبرون مواطنين في عقيدة الجيش الشّر، ولا هم في عداد بني آدم لكي تطالب المؤسسات الدولية بإجراء تحقيق حول الحدث..يا باطل على ما يجري في الشام هذه الأيام..ضرب مؤسسة إعلامية بالتأكيد لن يسقط سوريا بل هو فضيحة لجيش ومعارضة تمارس الفحشاء السياسي في حقّ بلدها وخيانة وطنية عظمى..إذا كانت معكم الجزيرة وأخواتها فماذا يضيركم أن يكون لسوريا مؤسسة إعلامية تدافع بها عن نفسها؟ أخشى أن يقال مرة أخرى بوقاحة: إن النظام هو وراء هذا التفجير..هههه..النظام يخرب وسيلته الاعلامية لفضح الاعتداء..
قبل ذلك أسقطت الدفاعات الجوية طائرة تركية فوق الاجواء السورية..هذا يشكل تطورا استراتيجيا في لعبة الصراع في المنطقة..لقد أشفوا غليلي من احتقان قديم حينما نطق احد قيادات تركيا يوما: اذا لم تسلم سوريا أوجلان راح نمحي سوريا من الخريطة..لو قالت ايران مثل هذا القول لقطع منها البلعوم..لكن العرب لا يحترمون من يحترمهم..لقد احتقرت القيادة التركية سوريا والعرب وتعاملت معهم كمحميات عثمانية قديمة..هذه كانت لحظة حاسمة لوضع السلوك التركي عند حدّه..سوريا ليست ضعيفة..كما للمتحرشين بسوريا تحالفاتهم الجيوستراتيجية أيضا من حق سوريا أن يكون لها أحلاف تفيدهم وتستفيد منهم..وهذه هي العلاقات الدولية..وكما أخبر كيسنجر بأن أمبراطوريات كثيرة سقطت امام أسوار دمشق ليعبر عن أن سيناريو ليبيا والعراق وما شابه لا يمكن تكراره في سوريا...إن قوة سوريا ليس في جلال ممانعتها، بل هو في جمالية ممانعتها..سوريا بعد إسقاط الطائرة التركية ليست هي سوريا قبل إسقاطها..جماعة العدالة والتنمية تعيش اليوم أسوأ مراحلها لأنها عاجزة بفعل سياساتها المزدوجة عن تدبير السلم كما هي عاجزة عن اعلان الحرب..سوريا التي أسقطت الطائرة التركية هي أكثر تحررا من تركيا التي لا حق لها في سلم ولا حرب خارج حسابات الأطلسي الذي يدرك أن سوريا هي بؤرة لحرب عالمية قادمة إذا لم يدرك الجميع حدوده مهما بلغت شقاوة الصغار على هامش المقتضيات الجيوسياسية للمنطقة...
التعليقات (0)