مواضيع اليوم

عطلة نهاية الاسبوع

خواطر مراهقة

2009-12-14 12:35:36

0

اليوم الأحد لا عمل  ولاهم يحزنون, كل موظف  ينظر إلى هذا اليوم والذي قبله بنظرة خاصة . منهم من ينتظره بفارغ الصبر ليخرج مع عائلته للتنزه في حديقة المدينة أو يزور الأقارب في مدينة أخرى. بعض العزاب يحولونه إلى الفسوق والعصيان أو  يرتحلون جماعة إلى مدينة ساحلية يمارسون هواياتهم على الرمال . قلة يستغلونه لإبرام صفقات البيع والشراء في السيارات أو المنازل.. فينالهم نصيب من الغنيمة تعينهم على أعباء ما فضل في الشهر من أيام..

 

 

في هذ ا اليوم استيقظت متأخرا تحسست أطرافي فوجدتها وقد غشيها الكسل والرطوبة  . فلم أعبا لها. لم اشعر برغبة في الإفطار فأجلته إلى الغذاء فكرت ماذا سأفعل هذا اليوم لم أجد الجواب .سمعت هاتفا من الأعماق ينادي: مثل كل عطلة نهاية الاسبوع : البقاء في السرير حتى الواحدة  والنصف أحيانا يأتيك من يطلب نقودا لشراء بعض الحاجيات فتنفض المحفظة مما علق بها من نقود. ثم تتناول الغذاء بدون شهية تسقط الطعام في جوفك محاكيا الجالسين معك الذين قدر لهم بل حكمت عليهم أن يقاسموك هذه الحياة .وتعود بعد ذلك إلى مكانك تسمع الأخبار فلا تجد سوى الدماء والأشلاء، انفجارات هنا وهناك حروب بين الأشقاء كوارث بيئية حاضرة ومستقبلية مظاهرات ومناورات .. تغير القناة لمشاهدة فيلم أو مسلسل مع انك عارف بمسار أحداثه لكثرة ما عرض . تبحر عبر الانترنيت لتكتشف ثقل عرض الصفحات وتقطع صوت أغنيتك المفضلة ، تدخل احدى غرف  النقاش فتحار من حجم الكلام الساقط والبذيء يوظف للتعبير عن الرأي أو الدفاع عنه . أحيانا تجدهم يخوضون في مواضيع استهلكها القدماء وتبرا منها الكثير منهم بعدما اكتشفوا أنها لا تساهم إلا في زيادة الهوة بين الشعوب والمواطنين,و مع الأسف  تجد كل فريق متحمس  لكن بوسائل بدائية   يطلبون في كل مرة الدليل من الموتى للإجابة على أسئلة الحاضر دون أن يلتمسوا لهم منهاجا للتفكير بعيدا عن إزعاج الآخرين في قبورهم . تترك هؤلاء لتنتقل بين المدونات فترتاحا قليلا   مع بعض الإبداعات العفوية الصادقة البعيدة عن التكلف والنسخ ... احيانا اقع ضحية لبعض المواقع حين ابحث عن موضوع معين لاكتشف السراب بعد نقرات الماوس والانتظار، او يشترط علي التسجيل فيزيد من  حدة التوتر وارجع إلى حيث كنت . بعد هذا البحت المضني عن الراحة أحس برغبة في تحرير حسمي من السكون فاخرج إلى نفس ألاماكن، نفس الشارع ، نفس المقهى ، نفس الأشخاص .

كم تمنيت مشاهدة بعد الأفراد الذين عشت معهم أيام الطفولة منهم كاتب بسيط في قطاع آخرفي نفس المدينة، عرفت انه يقضى نهاية كل اسبوع في مدينة ساحلية  كما يملك سيارة بل يغيرها كل سنة  وهلم جرا . كفرت بقانون الوظيفة الذي يسخر مني حين   ويصنفني في درجة أعلى من الصديق الكاتب , فهناك قوانين أخرى تجعل عاليها سافلها والعكس صحيح  لماذا لم اهتد كما غيري إلى هذه القوانين ؟

جلست كالعادة في المقهى مع نفس الزملاء نلوك نفس المواضيع ونشرب  نفس الشاي بنكهة  النعناع أو الشيبة وبعد استنفاد الكلام المعاد والنميمة  التي لابد منها  بسبب هذا الفراغ القاتل والتي أرجو الله ألا يقدرها في ميزان ذنوبي لان أخاكم مكره لا بطل . حوالي الثامنة والنصف أو التاسعة أعود إلى المنزل وأصابعي تكاد تتشقق من ثقل الأكياس البلاستيكية المتضمنة للخضر و... ألج المنزل أضع  الأكياس جانبا أحرك أصابعي  ليعود إليها الدفء اختار مكان قصيا في المنزل في انتظار من ينادي على للعشاء اعبئ جوفي من المعكرونة أو الروز او الخبز مع.. اترك الجماعة افتح التلفاز نفس الأخبار نفس المشاهد نفس الانترنيت نفس الأثاث نفس السرير ابحث عن النوم لينقدني من الخواء ..سرعان ما أجد نفسي في الصباح ابحث في الخزانة عن ملابس الشغل فينسيني معاناة عطلة نهاية الاسبوع.. 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !