صلاح الدين الأيوبي يدمر مصر ويهدم أهراماتها
بقلم: ضياء الحداد
هو الناصر الذي حارب الفرنجة، وحرر القدس من أيدي الصليبيين، وأسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز... هذه هي صورة صلاح الدين الأيوبي، كما يعرفها العرب إلا قلة قليلة، ترفض أن تجعله في هذه المرتبة وتنظر إلى تأريخه نظرة نقدية.
وخلال بحث (وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) تطرق سماحة المرجع السيد الصرخي الحسني لشخصية القائد صلاح الدين الأيوبي واستطاع من خلال التحليل الموضوعي كشف الكثير من الحقائق المخفية عن هذا القائد الكوردي الذي كان من خلفاء الدولة الأيوبية والذي عمل وزيراً للدولة الفاطمية وغدر بها ولم يظهر تعاوناً مع الخلافة العباسية بل أظهر الود والتقارب مع البيزنطينيين الذي وقع معهم صلح الرملة وبعدها وطن اليهود في فلسطين ليحصل على شرف المؤسس الأول لمعاهدة الاستيطان الصهيوني في فلسطين.
وسنتطرق إلى أحدى جرائم الإيوبي التأريخية وهي هدم الأهرامات المصرية ،
قال الكاتب تقي الدين المقريزي، في كتابه «خطط المقريزي»: «كان هناك عدد كبير من الأهرامات في منطقة الجيزة، هدمها صلاح الدين بأكملها وأخذ حجارتها ليبنى بها قلعته المعروفة باسمه تحت سفح جبل المقطم، والسور المحيط بالقاهرة، ولم يتبقَ منها سوى أعظمها والمعروفة حاليًا باسم هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، وهي التي لم يقوَ الزمن ولا صلاح الدين على تدميرها».
في الواقعة نفسها، يُشير عبد اللطيف بن يوسف البغدادي في كتابه «الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة بأرض مصر» حدث تأريخي فريد في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو من أبشع محاولات هدم الآثار، قائلًا: «هدم قاراقوش وكان وزيرا لصلاح الدين عددًا من الأهرام الصغيرة، وبنى بحجارتها قلعة القاهرة وأسوار عكا والقناطر الخيرية».
وأضاف «البغدادي» في كتابه: «الملك العزيز عثمان بن يوسف، وهو خليفة صلاح الدين حاول هدم الأهرام كلها عام 1193، فبدأ بالهرم الصغير، فأوفد إليه النقابين والحجارين، وجماعة من عظماء دولته وأمراء مملكته، وأمرهم بهدمه ووكلهم بخرابه، فخيموا عندها، وحشروا عليها الرجال ووفروا عليهم النفقات، وأقاموا نحو 8 أشهر بخيلهم يهدمون كل يوم بعد بذل الجهد، واستفراغ الوسع الحجر والحجرين».
وفي السياق نفسه، أجمع عدد كبير من أساتذة التأريخ والآثار على أن «الأيوبي حرق كتب الفاطميين، وتحديدًا مكتبة (دار الحكمة) التي كانت تحوى عشرات الوثائق والمخطوطات الهامة التي كان من شأنها أن تؤرخ بشكل أفضل لتأريخهم، ونجح في محو هذا التأريخ تماماً من أذهان المصريين»، .
إن صلاح الدين الأيوبى أكثر من اضطهد الفاطميين عندما قضى على دولتهم، من أجل دولته الوليدة، وقد أحرق أعظم مكتبة أنشأها الفاطميون، وهى مكتبة دار الحكمة التي كانت تضم الكثير من المخطوطات الدالة على فترتهم، وكان من شأن هذه المخطوطات أن تعرفنا أكثر بعصرهم.
وفي كتاب «التطور العمراني لمدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن» للدكتور أيمن فؤاد السيد، 1997، ص 34، قال: «صلاح الدين الأيوبي بعد أن استولى على مقاليد الأمور في مصر بعد ذلك بنحو قرن من الزمان، نقل القاهرة عما كانت عليه من الصيانة وجعلها مبتذلة لسكن العامة والجمهور، وحط من مقدار قصور الخلافة وأسكن ذويه وأمراءه في بعضها، وتهدم بعضها الآخر وأزيلت معالمه وتغيرت معاهده، فصارت خططاً وحارات وشوارع ومسالك وأزقة» على حد قول المقريزي.
تابعوا محاضرات سماحة المرجع السيد الصرخي الحسني
من بحث ( وقفات مع.... توحيدِ التيميةِ الجسمي اﻷسطوري)
البث الصوتي
mixlr.com/alhasany/
--------------------------
البث الفيديوي
https://www.youtube.com/2alhasany
--------------------------
البث الفيديوي فيس بوك
www.facebook.com/alsrkhy.alhasa
التعليقات (0)