مواضيع اليوم
أمراء المؤمنين والصراع على السلطة
شهد التاريخ الإسلامي نوعين من الحكم: دول كبرى قائمة على أسر وعائلات وتتيح حكما لامركزيا في الولايات والأقاليم، كالعباسيين والأيوبيون والمماليك والعثمانيون، وحكم عائلات محلي مستقل في بلد أو إقليم، وشهدت العائلات الحاكمة نفسها خلافات ونزاعات داخلية على الحكم مثل القتال بين الأمين والمأمون ابني هارون الرشيد لكنها حالات قليلة بالنسبة للصراع بين الدول والعائلات الذي كان سمة بارزة في التاريخ الإسلامي وتكاد كل دولة قامت وبسطت نفوذها قد حققت ذلك بحروب وصراعات ثم تأتي دولة أخرى تهزمها وهكذا. لكن الذي يهمنا هو الصراع بين الأب والأبناء وبين الأبناء والعم والأبناء بينهم ، كل هذه الصراعات من أجل السلطة والدنيا ويأتي أبن تيمية ويعتبر هؤلاء هم أمراء المؤمنين ، وهؤلاء هم أئمة التيمية ، الذين كانوا يقتلون أبائهم وأخوانهم من أجل السلطة والمال والوجاهة . ...بين الفرنجة والأميركان ، بيت المقدس يضيع من جديد
في عام 1099م وصلت جيوش الحملة الفرنجية (الصليبية) الأولى إلى أسوار بيت المقدس، هذه الجيوش التي خرجت تلبية لنداء المؤسسة البابوية في أوروبا اجتاحت بلاد الشرق محدثةً الفظائع والمذابح في سكانها من مسلمين وغيرهم. لكن علينا أن نتساءل كيف استطاع الغزاة القادمون من غرب أوروبا تحقيق تلك النجاحات والانتصارات في تلك الفترة الزمنية القصيرة، ولماذا لم تكن المواجهة الإسلامية لصد هذا الهجوم أو على الأقل إعاقته بالمستوى المطلوب، والجواب على هذا التساؤل أبسط مما نتصور. ولكي نرى أحوال المسلمين السياسية والاجتماعية في تلك الفترة التاريخية، فما علينا إلا أن ننظر حولنا، وبعبارة أدق، حال المسلمين في هذه الأيام لم يختلف كثيراً عن حالهم قُبيل مجيء الفرنجة لاحتلال ديارهم ومقدساتهم، فبنظرة سريعة على حال العالم الإسلامي عشية عام 1099م، نرى أن حالة من التصدع والصراع والنزاعات العرقية والطائفية والسياسية كانت سيدة الموقف. ...