صلاح الدين الأيوبي أعظم رموز السياسة السلطوية
بقلم : ضياء الحداد
إن السلطة تقوم علي أساس حق الاختيار وهو حق دستوري للمسؤولين في الدولة لتمكينهم من صنع وتنفيد وتفسير القوانين والسياسات نيابة عن الشعب. بمعني السلطة تعني حق المسؤولين في الحكم وفقاً للقانون. أما التسلط فهو يقوم علي أساس السيطرة والغلبة والاغتصاب والإكراه والسعي لإمتلاك كل أدوات القوة لتحقيق الهيمنة والإستمرار في الحكم مهما كلف الثمن.
ويوجد التسلط في المجتمع عندما يضع حاكم الدولة نفسه فوق الجميع ويعطى لنفسه حق صنع وتنفيد وتفسير القوانين دون رقيب ولاحسيب علي تصرفاته وسلوكياته. بمعني يمكن فهم التسلط علي أنه عملية إكراه غير مشروع ومرفوض من قِبل الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب.
وهذا التسلط مارسه القائد صلاح الدين الأيوبي بكل قوة ،من أجل أحكام قبضته على الحكم والتمكن من التسلط على كل مقدرات الشعب العربي المغلوب على أمره دائماً ، ينقل ابن الأثير في كتابه الكامل في التأريخ الجزء التاسع والعاشر ، عشرات المجازر التي قام بها صلاح الدين ضد الشعب السوداني والشعب المصري وفي بلاد الشام وغيرها من الدول العربية من أجل هدف شخصي هو التسلط والبقاء في هذه السلطة .
ومن الوقائع التي تطرق لها سماحة السيد الحسني في بحثه (وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) ، واقعة السير لتحرير القدس من الفرنجة بعد قرابة المئة عام من احتلالها ،حيث سار صلاح الدين من جهة والقائد نور الدين من جهة أخرى...وينقل سماحته عن ابن الأثير :
فَلَمَّا سَمِعَ نُورُ الدِّينِ بِمَا فَعَلَهُ صَلَاحُ الدِّينِ سَارَ عَنْ دِمَشْقَ قَاصِدًا بِلَادَ الْفِرِنْجِ أَيْضًا لِيَدْخُلَ إِلَيْهَا مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، فَقِيلَ لِصَلَاحِ الدِّينِ: إِنْ دَخَلَ نُورُ الدِّينِ بِلَادَ الْفِرِنْجِ، وَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ: أَنْتَ مِنْ جَانِبٍ وَنُورُ الدِّينِ مِنْ جَانِبٍ، مَلَكَهَا،((أي نور الدين ملكها)) وَمَتَى زَالَ الْفِرِنْجُ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَخَذَ مُلْكَهُمْ لَمْ يَبْقَ بِدِيَارِ مِصْرَ مُقَامٌ مَعَ نُورِ الدِّينِ، وَإِنْ جَاءَ نُورُ الدِّينِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ هَا هُنَا، فَلَا بُدَّ لَكَ مِنَ الِاجْتِمَاعِ بِهِ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ هُوَ الْمُتَحَكِّمُ فِيكَ بِمَا شَاءَ، إِنْ شَاءَ تَرَكَكَ، وَإِنْ شَاءَ عَزَلَكَ، فَقَدْ لَا تَقْدِرُ عَلَى الِامْتِنَاعِ عَلَيْهِ، وَالْمَصْلَحَةُ الرُّجُوعُ إِلَى مِصْرَ}}
وعلق سماحة السيد الحسني الصرخي:
((هذه نصيحة موجهة لصلاح الدين بترك بيت المقدس وتحريرها من الفرنج، ترك فتح البلدان والأراضي الإسلامية وتحرير المسلمين))
[[أقول والكلام للسيد الحسني :
1ـ هل استجاب صلاح الدين للنصيحة، فسحَبَ قواته من المعركة وترَكَ نورَ الدين يواجهُ مصيرَه أو ينسحبُ خائبًا؟!!
2ـ إنها السياسة السلطوية- قاتلها الله- تُبيح كلَّ شيء لصاحبها من أجل البقاء والسلطة والجاه، فهنا صار وجود وبقاء وملك وسلطان صلاح الدين ملازما لوجود الفِرِنج وبقائهم وقوتهم الى الحدّ الذي يعجز فيه نور الدين عن غزوهم وإزاحتهم فلا يتمكن من الفتح وربط سلطان الخلافة بين الشام ومصر فيكون تهديدًا محتملًا لصلاح الدين!! فالحروب والغزوات والفتوحات وتحرير المقدسات ووحدة المسلمين وقوة الإسلام كلها مرتبطة بالحفاظ على مكاسب ومصالح الحاكم الشخصيّة وحكومته وتقوية سلطته وتصفية أعدائه المنافسين له، وإلّا فليحترق ويتدمّر ويُنتهك كل شيء فلا إسلام ولا حياة وكرامة وأمان مسلمين ولا تحرير مقدّسات ولا توحيد بلاد الإسلام، ((وقد تعرّض المسلمون في تلك الفترة عندما غزا الصليبيون البلاد لقد قتلوا ووقعت المجازر والإبادات وقتلوا أكثر من 70 ألف إنسان من المسلمين ومن اليهود، كانت إبادة جماعية ومجزرة بما هي حقيقة المجازر، حتى قيل بأنّه قد أبيد جميع سكان بيت المقدس)) .
مقتبس من المحاضرة {23} من #بحث :
" وقفات مع.... #توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري"
#بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التأريخ_الإسلامي للسيد #الصرخي الحسني
5 جمادى الآخرة 1438 هــ - 4 _3 _ 2017 م
https://youtu.be/Xy7knKFyr5M
التعليقات (0)